|
|
 الدوحة تسهر مع حبيب الملايين مساء الخميس الماضي
|
اليوم نرفع راية استقلالنا
كتب صلاح الباشا من الدوحة
[email protected]
كان حفلا إستثنائياً ... ذاك الذي أقامه الأستاذ الموسيقار محمد وردي فنان أفريقيا الأول ومحبوب شعب السودان في أمسية الخميس التاسع من يناير الجاري بقاعة (ريجنسي) الراقية لللإحتفالات ، وذلك فرحة بشفائه بعد نجاح زراعة نقل الكلي التي أجريت له بمستشفي حمد العام بالعاصمة القطرية الدوحة ، وكانت هي المرة الأولي التي يخرج فيها الأستاذ من العزلة الطبية لمصافحة ولشكر ولرؤية جماهير الشعب السوداني بالدوحة حين قرر هذه المرة أن يقوم هو بتكريمهم والإحتفاء بهم علي ماقدموه له من رعاية وإهتمام ومتابعة يومية قبل وبعد الجراحة ، و كما قال وردي في كلمته التي ألقاها في بداية الحفل مرحبا بالحضور (رداً لجزء من جمائل وأفضال الشعب السوداني علي شخصي طوال مسيرتي الفنية وما وجدته من إستقبال مذهل ومفرح لحظة وصولي إلي الدوحة وحين عودتي إلي البلاد في مايو من العام الماضي بعد غياب طويل عن جماهير شعبي الوفي دام ثلاثة عشر عاماُ متواصلة) .
قاعة الإحتفال إكتظت منذ مساء مبكر بأهل السودان بمختلف طبقاتهم تصحبهم عائلاتهم وأطفالهم وقد كانوا يرفلون في زاهي الثياب ، بل كان الحفل يزخر بآخر خطوط الموضة من الثياب النسائية السويسرية الفاخرة ، كما أرتدي معظم الحضور من الرجال (الفل سوت) نظرا لبرودة الطقس هذه الأيام بالخليج .. فالجميع كان يتوق فرحا لرؤية فنان الشعب
وممازاد الحفل ألقا هو وجود الأستاذ الفنان (إبن الجزيرة) صديق سرحان الذي أطرب الحضور في بداية الحفل بذلك النشيد الخالد الذي كتبه الشاعر المخضرم الأستاذ السر قدور منذ عقود طويلة وقد كان يؤديه الراحل البلبل (إبراهيم الكاشف) وهو نشيد أنا أفريقي أنا سوداني ، ثم أردفه برائعة العطبراوي (أنا سوداني أنا) .. وهنا كان الجمهور يتفاعل مع النشيد بفرحة غامرة وبحماس عجيب ، فالغناء للوطن يأخذ طعماً آخر في بلاد الإغتراب
الشعر والإبداع لم يكونا ببعيدين عن الحدث حيث تحدث الفنان المهندس والأديب (هاشم ميرغني) نيابة عن الفنانين وألقي كلمة جميلة مؤكدا علي أدوار الموسيقار محمد وردي ، مختتماً بأبيات من الشعر كتبها هاشم في ذات اللحظة بخياله الخصيب.. كما ألقي الأستاذ المهندس الزراعي المعروف عصام إبراهيم قصيدة وطنية ذات قيمة كبيرة تمجد الشعب السوداني ، ثم جاء دور شاعر الشباب الأستاذ مدني النخلي الذي ألقي قصيدة رائعة تحفل بماقدمه الأستاذ وردي في مجال الأغنية والنشيد الوطني علي إمتداد تاريخ الحركة الفنية في بلادنا
وقد كانت لفتة بارعة من الفنان عادل التجاني عندما تغني في فاصله الغنائي بأغنية (وطن عزة ) من كلمات مدني النخلي ثم إختتمها بأغنية (صدفة وأجمل صدفه أنا يوم لاقيتك) للفنان وردي تكريماً له . أما عن فن الغناء النوبي فقد قدمه الفنان النوبي عاطف عبدالله ورقص بطريقة تراث النوبه المعروف معظم الحضور من أبناء السكوت والمحس وحلفا مع عائلاتهم في تلك الأغنيات
أما المفاجأة الكبيرة كانت حين وقف علي المسرح الموسيقار محمد وردي يصحبه علي الأورج الموسيقار عبداللطيف خضر الحاوي وعلي العود الفنان عادل التجاني وعلي الإيقاع الفنان عبدالمنم الفكي حيث تغني وردي بصوته العجيب ذاك (اليوم نرفع راية إستقلالنا .. ويسطر التاريخ مولد شعبنا .. يا إخوتي غنوا لنا .. غنوا لنا) فدوت القاعة بالتصفيق وكانت زغاريد النساء تدوي وتتواصل والجميع يرددون مع الأستاذ ذلك النشيد الوطني الخالد الذي يعبر عن قيم وطنية كبيرة حيث كان قد كتبه منذ بداية الستينيات من القرن الماضي الشاعر (عبدالوحد عبدالله) إبن القضارف، حين كان طالبا بالخرطوم في ذلك الزمان .. ويتواصل النشيد (كرري تحدث عن رجال .. كالأسود الضارية .. خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية .. مالان فرسان لنا .. بل فر جمع الطاغية) ، حيث إنتهي الحفل بعد منتصف الليل وقد إطمأن أهل السودان علي صحة قيثارتهم المغردة بعد إنقضاء ثلاثة أشهر علي الجراحة
وقد شرف الحفل السفير السوداني الفريق أول محمد أحمد الدابي وأعضاء السفارة والبروفيسور الفاضل الملك والدكتور الفاتح بشير الملك وجمع من الإطباء والصيادلة من مؤسسة حمد الطبية في مقدمتهم الصيدلي المعروف دكتور أسامه الفاضل حمور والمهندس عباس أبوريدة رئيس الجالية السودانية وأعضاء اللجنة القومية الخاصة بإستقبال وتكريم وردي بالدوحة وبحضور منسقها السفير السابق أحمد يوسف التني ومن أهل الصحافة والإعلام الأساتذة بابكر عيسي وصديق محيسي وحسن أبوعرفات والكاتبه عواطف عبداللطيف وأساتذة الجامعة وهيئة التدريس بالمدارس السودانية وأعضاء المجموعة السودانية للثقافة والبيئة وجمع غفير من أهل السودان ومن أصدقاء وردي وأقربائه تصحبهم عائلاتهم ، كما حضرها من الجانب القطري الدكتور سيف الحجري رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة
وسوف يغادر الأستاذ محمد وردي الدوحة خلال فبراير القادم لتكملة فترة النقاهة ولإنجاز بعض الأعمال في مجال الإنتاج الفني بالولايات المتحدة الأمريكية ثم يعود في أبريل القادم للمراجعة الطبية بالدوحة ، وبعدها يغادر عائداً إلي السودان مرة أخري لإقامة إحتفاليات الشفاء الكبري بإذن الله بين جماهير شعبه الوفي الذي بادله حبا بحب ووفاءً بوفاء..ومن هنا نحيي ونهنيء أهل السودان في كل مكان بشفاء قيثارتهم المغردة محمد عثمان حسن وردي ... رافقته السلامه
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Abulbasha
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست