|
النفـط مـواطنـا في دولـة الأدب العـربي
|
هذه كلمة قصيرة كتبها الدكتور محمد جابر الأنصاري الأديب والمفكر البحريني المعروف في مجلة نفطية متخصصة ، أعجبتني وأوردها هنا ببعض التصرف . أرجو أن تنال إعجابكم أيضاً .
قبل ربع قرن ، في غمرة الطفرة الفعلية الأولى ، دعوت إلى أن نتجاوز بتفكيرنا المتابعة اليومية لتقلبات سوق النفط وأسعاره وكذلك التداعيات السياسية المباشرة لأوضاعه في المنطقة والعالم ، لنحفر نفقاً بين ظاهرته في العمق وبين دهاليز عقلنا العربي وثقافتنا العربية . فقد اكتشفوه بتقدمهم أفلا يجدر بنا توظيفه لتقدمنا؟
ولم يكن القصد من ذلك التقليل من جهد الاقتصاديين والسياسيين في متابعاتهم للشؤون النفطية فهو جهد نحن بأشد الحاجة إليه ولابد من استمراره غير أن الهدف الأبعد كان يتمثل في محاولة جعل هذه الثروة القومية المصيرية هماً من هموم الثقافة العربية المعاصرة . ثقافتنا القديمة – شعراً وأدباً – كانت شديدة التفاعل مع واقعها ونوقها وجمالها وشيحها وقيصومها وظباها وغزلانها وذؤبانها ... الخ .
فإلى متى يبقى الاغتراب بين الثقافة العربية والنفط العربي؟ تساءلت في مقالة بعنوان : متى يصبح النفط مواطناً في دولة الأدب العربي؟ وناديت يا سادة ... عرّبوه ثقافياً بعد أن تم تعريبه سياسيا، فذلك أجدى من انشغال باحثينا بخمريات أبي نواس .. الموضوع يا سادة تغيّر ... العنوان تغيّر .. أصبح اليوم (نفطيات بني يعرب) لا خمريات أبي نواس .
في مقالة أخرى قلت مطلوب ضخ النفط في عروق الثقافة العربية ولم يكن قصدي تقديم الدعم المادي من الفوائض البترولية للمشروعات الثقافية العربية ، فهذا ما تحقق في مشروعات ثقافية كثيرة ، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة وتقويم في غير هذه الوقفة الوجيزة . فما قصدته هو أن تتحرك قنوات الثقافة العربية المعاصرة بعلوم النفط واقتصادياته واستراتيجيته ون تنشغل الأدمغة العربية بدل الإسراف في الشعر والبلاغة والتنظير بمعنى آخر أن تنشغل بالعلوم الحديثة التي يعتبر علم النفط فرعاً منها وبهموم العالم المعاصر الذي يعيش على النفط ويتحرك به .
واليوم أقف لأكرر هذه الدعوة بكل الإلحاح الذي تفرضه علينا تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ، وهي التداعيات التي ما تزال في بداياتها وتتطلب منا منتهى التعمق في التحسب الاستراتيجي ومنتهى الحذر والحيطة بكل معاني الكلمة ، أمناً واستقراراً وتقدماً ومصيراً . أود أن أقول أن النفط ما زال في قلب النص فإلى متى تبقى ثقافتنا العربية على هامشه؟
العرب ومثقفوهم "طبّعوا" مع كثيرين في العقود الأخيرة . ورغم أني لست من دعاة التطبيع المتداول فإني أدعو بتواضع إلى تطبيع من نوع آخر ، بين نفطنا وثقافتنا .
|
|
|
|
|
|
|
|
|