باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2024, 09:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-03-2002, 05:23 AM

AlRa7mabi
<aAlRa7mabi
تاريخ التسجيل: 08-15-2002
مجموع المشاركات: 1343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد

    أدب الرسائل ، كلنا يدرك بأنه باباً من امتع ضروب الأدب ، وقد برع فيه الأديب غسان كنفاني ، غادة السمان ، وبعض كتابات فدوى طوقان ، ولم يسلم حتى الأديب الكبير الطيب صالح ، لا نتطلع الي أن نقترب حتى من ( سفح ) هذه القمم الشاهقة ناهيك عن بلوغ أعلاها .. ولكن لابد أن هناك تبادل لكتابات مليئة بالمعاني الجميلة وإستخراجا لنفائس تكمن في عميق أعماقنا .. سأجتهد بفتح هذا الباب وأترك الباب مشرعاً لعشاق هذا الأدب ليدلوا بدلوهم .. ستكون البداية رسالة من أديب شاب د. معاذ عبدالرحمن ، من أبناء منطقتي – الحلاوين – وهى تأتي رداً لرسالة بعثتها له تتعلق بكتابه– والذي كان قيد الطبع ، وقد تمت طباعته بحمد الله هنا بمسقط بعنوان ( ومضيت بلا أمجاد ) قصص قصيرة - وربما يتاح لي المجال للدفع برسالتي السابقة له ، ورسائل أخرى إن أنتم اثريتم هذا الباب .. وحبابكم عشره .. عبدالرحمن


    بسم الله الرحمن الرحيم

    عزيزي / عبدالرحمن

    لن أحاول الإعتذار ، لن أنجرف بمحض إرادتي في هذ1 المأزق – أن تجد نفسك مضطراً لخلق الأباطيل فتحاول عبثاً التنقيب عن تبرير لم يكن من أساسه مقبولاً ، لا أحب تمييع الحقيقة – تلك التي أتعبتني بهشاشتها ..

    أخي عبدالرحمن ..
    أنا لا أشعر بعقدة الذنب بقدر ما أنني أعاني ضراوة الخجل ، كيف أستطعت – تحت كل الظروف – ألا أكون في مستوى المرحلة ، وكيف عجزتُ أن أجادل مشاعرك النبيلة رغم أنك قد أمطرتني مديحاً لم أكن يوماً أهلاً له ، ولكنك فلي نهاية الأمر قد أسأت قراءتي عندما زعمت أنني أذكرك ( طشاشاً ) ، أنا في الواقع أعرف أنك كنت شاباً رومانسياً في ( بقعة ) تؤمن بتحنيط عواطفها ، وهذا يكفيني جداً كي أحكم على رجلٍ ما بأنه إستثنائيٌ وجدير بالملاحقة .

    ربما أنك تلاحظ ، أنني قد دخلت اليك من باب الخروج ، اعترف لك بأن ذلك لم يكن مصادفة ، أنا أكره إبتذال المفردات وعلكها بكثير من الرتابة ، ولكن أعترف أيضاً بأن قلمي محاصرٌ بتلك الورطة – أن يكون بقامة مجهوداتكم المخلصة ، وعلى كلٍ أنا لا أستطيع أن أمطر إحساسي المبهم باللآّ مسئولية أمام أمرٍ كان محكوماً عليه بالإهتمام والإحترام بنفس الوقت .

    أرجوك لا تنكر ، أنت لم تكن راضياً عن تماطلي في الكتابة لك ، وأنت الآن محايدٌ تماماً .. وبعد قليل سوف تكون متفهماً لموقفي المتهالك الذي يستند على لا عذر ولا إعتذار ، كنت أعرف هذا لأن الأدب قد كرّسك مسبقاً من أجل التسامح – تلك الصفة التي أحاول دون جدوى أن أنتزعها من داخل أنسجتي . وأعود بذاكرتي ، نعم لقد كنت جالساً في الصيدلية قبل الظهيرة في ذلك اليوم العدائي في حرارته ، شرعت في التشاغل بدفتري – الكوارث الأدبية الكاملة – هكذا كنت ألقّب أعمالي ، ذلك المزج الخرافي من الشك واليقين ، الحب والبغض ، لذة الألم وألم اللذة ، وكل ما يخرق القاعدة التي كانت تؤسس دائماً لكفري بمفردة النظام ، كنت أوصّل لزمن لن يأتي ولأديم لا نصيب له من الوجود .

    ومللت سريعاً – كيف كتبت كل هذه الحماقات ، وأنا أحشره بين أوراقي البائسة قلت : لماذا لا أكتشف إنساناً على ظهر الأرض ، وبقليل من الحماس وكثير من الفضول أخرجت أعمالك الشهية بطباعتها المغرية وحوارها الداخلي الطافح بسيولٍ من اللباقة ، وبدأت أقلّب مخطوطاتك المجيدة ، وأقلق كثيراً ، أنا أعجز أحياناً أن أراقب حروفك بعينٍ قارئة ، فيكف لي أن أتابعك بعقلٍ ناقدٍ ، ونجحت أخيراً أن أماهيك بقلبٍ متخمٍ بالحب للآخرين ..

    صدقني ، لقد أعجبتني كثيراً لغتك الشاعرية ، وانتقالك الموسيقي من عبارة لإخرى ، وتلك اللغة الكلاسيكية التي بعثت التداعي اللفظي في مفردات كانت قد إنقرضت بفعل الزمن ، فظهرت أنت كي تحييها وتمارس دعوتك الجهرية للنكوص نحو الماضي البليغ ، ولكنك لم تنس أن تقدمها في طبقٍ من الحداثة وعلى أحدث مقاسات الموضة الأدبية ..

    وكنت قد عرفت في النقد القصصي أنّ تشريح النص يصنّفه تلقائيا الى سردٍ يناقش فكرةً ، أو يدرس شخصية ما ( البيكارسيك ) أو يعالج حدثاً متجذّراً في الواقع ، ووجدتك تميل كثيراً الي إيواء الفكرة المثالية داخل المساكن الشعبية في مدينة الكلام التي شيّدتها بمعاول أخلاقية أكثر مما يلزم . ونتيجة لذلك أنت – يا أخي عبدالرحمن – مهموم بعالمٍ واهٍ كخيوط العنكبوت ، عالم يسخر منك لأنك تحسه عميقاً أكثر مما تسمح به التقاليد .. ثم تتهمني بالتشاؤم .. حسناً ، إنها الحقيقة ، ولكن قبل أن تنصحني بأن أتقبل الحياة على علآتها كان عليك ألا تُقدِم على نقد التعايش مع كل ما حولك ، أنت تكتب إذن أنت تلتزم موقفا صارما من الحياة ..

    ولكن رغم كل شئ فإن الحياة ليست سيئة لهذا الحد ، وأنا في الحقيقة لا أسب الحياة بقدر ما أنني أطلب منها أكثر مما تعطي ، إن إمتهاني لفكرة أنني ما زلت قابعاً على ظهر هذا الكوكب ينطوي على كثيرٍ من التعويض النفسي ، ربما أريد داخل عقلي الباطن أن أثأر من الحياة كي لا تستمرأ معاقبتي على ذنبٍ إقترفته ، وأنا مثلك أحاول أن أنحت عالماً بلا أخطاء ، وأجدني في نهاية الأمر كالملك الذي مات جوعاً وطعامه قد تحول الي ذهب .

    لا أريد أن أُسهب في الحديث عني ، ولا أحسبني بكل هذه الأهمية ، وأعود لكتاباتك ، حقيقة كانت ملئية بالحياة وبموهبة مصقولة بخلفية لغوية راسخة ، وبدأت فعلاً أدوّن بعض ملاحظات ( ولا أقول نقدي ) ، أنت تكتب بكثيرٍ من الحذر ، أكاد أجزم بأنك تراجع ما تكتب عشرات المرات قبل أن تعترف به مولودا شرعياً خرج إثر عملية قيصرية بعد مخاضٍ مؤلم ، وهذا يا عزيزي لأنك تبحث عن الكمال الإنساني ، وتلك المفردة المستحيلة لا تعدو أن تكون كذبة كبيرة من أوهام العقل البشري المريض في كثير من الأحيان ..

    وقررت أن أكتفي بهذا القدر من الإطلاع في دفترك وأدخلته في ( الشنطة ) وشرعت أتوضأ لصلاة الظهر ، وأثناء صلاتي كنت أحس يداً مجرمة تمتد لتسرق شنطتي البائسة ، والتي بها بعضاً من كتاباتك ، وفعلا فرغت من صلاتي لتفاجأني تلك الحقيقة القاتلة ، لقد فقدت شيئاً جميلا آخر الي الأبد .. ولا بد أن اللص كان قد سبّني لأنه لن يجد فيها سوى ( حق المواصلات ) على أحسن الأحوال ، أحسست بالملح يحاصر حنجرتي ، لا أدري لماذا تذكرت رواية ( الغريب ) وكاتبها ألبير كامو في تلك اللحظة ، لا أدري لماذا قفز الي ذهني بطلها ( مارسو ) وذلك الكلب الذي كان يصفه صاحبه بأنه ( جيفة ) وقذر ، ثم بعد أن فقده أصبح يبكي من أجل فراقه ، وكنت مثله ، أفتقدت دفتري كثيراً رغم أنه لم يكن في الواقع سوى بعض المصائب الأدبية – ومن وقتها – يا عبدالرحمن لم أجرؤ على الكتابة لك .. وماذا كان عساى أن أقول لك ، هل أزف اليك خبراً مشؤماً كهذا ، هل أنعي اليك قتيلا آخر من أفراحنا الزاهدة ..

    بعيداً عن ذلك ، أريد أن أقول لك ، بأنني على علاقة فكرية ( عميقة ) مع شقيقك / شوقي عبدالله ، الذي يصغرني كثيراً ويشدني إليه بتلك السلفية الجميلة التي أضعتها في يوم ما حين لاحظت باخرتي تمخر تجاه بحر الفلسفة المتلاطم ، وأيضاً كنت ( زبوناً ) سيئاً في مكتبة أخوك محمد عبدالله التي لم تستمر كثيراً ، وأذكر أنني كنت أتماطل كثيراً في دفع إلتزامات الإشتراك ، وعلى كل كنت أتردد كثيراً على منزلكم العامر بشبابه حيث لم تكن أنت موجوداً ..

    أذكر أنني كنت أجالس أصحاب ( شوقي ) في حلقةٍ في المسجد ، لست أدري ما الذي دفعني كي أحاصرهم بأسئلتي المجنونة – سألتهم عن الباراسيكولجي – التقمّص والتناسخ وتحضير الأرواح والتنويم المغنطيسي والحاسة السادسة ، سألتهم عن الميتافيزيقيا ( ما وراء الطبيعة ) وكنت متحملاً لنظراتهم المستنكرة ومتحمّسا وأنا أجادلهم عن نسبية الحقيقة وعن قردية الإنسان وعن المادية التاريخية ، وجدل الطبيعة ، وسألتهم إن كان الوجود قد سبق الجوهر ، وعن المذهب الشّكيّ ( لديكارت ) والإثبات الحركي لوجود الله ، وفي الحقيقة لم أقصد سوى زيادة المرونة الفكرية ، كانوا يحملقون تجاهي بوجوه متخشّبة ، ويستنكرون أني قد خرجت بهم بعيداً عن موضوع الحلقة ( الفقه ) لقد كنت كمن ( يعرض خارج الزفة ) وسمعت خلف صمتهم عبارة ( أعتزلنا يا معاذ ) قالوها فقط بتجاعيدهم الصارمة ، فعملت بنصيحتهم وتركتهم وأنا أحن اليهم كثيراً ، وأتمنى لو أستطيع ترويض عقلي الجامح فأعيش مثلهم حياة بسيطة دون أسئلة ...

    والآن هذه مرافعتي ، أرجو أن تتقبلها بقلب مفتوح ، وأنتهز هذه السانحة كي أحيّي رجلا أجهله تماماً ، رجلاً أشاد بي كثيراً رغم أنه لم يبصرني إلا من خلال الحروف ، الأستاذ الأديب ( صلاح دهب ) عجباً لتلك الروح المتآلفة ولتلك العلاقة المخيفة التي تجمع بين شخصين يعملان من أجل المقاصد الأنسانية ... وأخيراً لا استطيع أن أخفي لهفتي لرؤية ذلك المولود ( الكتيّب ) ولست في حاجة كي أحثكم على الفعل .. الآن أكتب اليكم من داخل الشركة في غفلة من الرقيب ، ولا يسعني في النهاية إلا أن أقول لك جزاكم الله خيراً .. والسلام ..

    أخوك / معاذ عبدالرحمن








                  

العنوان الكاتب Date
باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-03-02, 05:23 AM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد قرشـــو09-03-02, 12:34 PM
    Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد nadus200009-03-02, 12:50 PM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-03-02, 01:17 PM
    Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد waleed50009-03-02, 05:05 PM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-04-02, 07:19 AM
    Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد hero09-04-02, 09:11 AM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-04-02, 01:39 PM
    Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد noura09-04-02, 03:06 PM
      Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد bunbun09-04-02, 08:32 PM
    Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد hero03-03-03, 06:11 PM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-05-02, 10:56 AM
    Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد bunbun09-07-02, 11:09 AM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-07-02, 06:03 PM
    Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد Wad Aljaili09-07-02, 06:39 PM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-08-02, 05:31 AM
    Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد SalahDirar09-08-02, 05:17 PM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-09-02, 05:43 AM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد Yassir7anna09-09-02, 08:32 AM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-09-02, 01:14 PM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد Yassir7anna09-12-02, 12:18 PM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-14-02, 09:48 AM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد Yassir7anna09-14-02, 10:04 AM
    Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد SalahDirar09-14-02, 10:16 AM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-14-02, 02:08 PM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد Yassir7anna09-17-02, 04:05 PM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi09-18-02, 05:37 AM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد Yassir7anna09-18-02, 05:55 AM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد AlRa7mabi03-05-03, 06:15 AM
    Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد hero04-14-03, 06:30 PM
  Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد Abdalla Gaafar04-14-03, 07:49 PM
    Re: باب - أدب الرسائـل .. هل من مريد أبو ساندرا04-15-03, 11:56 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de