|
Re: گيف طــار يسار الانتفاضة (1985) ثم گما طــار وقـع؟ (Re: abdel abayazid)
|
Abayazid,
I have no idea what the author hoped to accomplish by this piece at this particular time!
I am sure you are aware that all parties know what they did and when they did it! So, the only audience here is the ordinary reader.
As far as supporting the negotiations – I wonder how we can hope to do that when the warring parties have relegated most Sudanese to the status of spectator!?
Sudan for all the Sudanese ..السودان لكل السودانيين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: گيف طــار يسار الانتفاضة (1985) ثم گما طــار وقـع؟ (Re: sultan)
|
الرأي العام 4/3/2003
اليسار الجزافي هز الشجرة ولم يلتقط الثمر: جدل البئر المعطلة والقصر المشيد
بقلم/ د. عبد الله علي ابراهيم
كنت بدأت افحص تبعة الحركة الاسلامية في الانقلاب على النظام الديمقراطي في 1989، وقلت إنه من ما لا يسمن ولايغني من جوع، بعد نحو سُبع قرن من وقوع القدر، أن نتهمها في خلقها السياسي ونستنزل علىها الإدانة. فقد فرغنا من هذا في ما أعتقد والعودة اليه عطالة الفكر. وبدا لي أنه لنحسن فهم واقعة الانقلاب صح أن نفحص تبعة من لم يقوموا به من جهة غفلتهم في التحوط له وسد المنافذ عليه. وسأختص بالحديث عن اقتراف الانقلاب عن غفلة وإهمال جماعة اليساريين الشماليين من غير الحزب الشيوعي. وهم اليسار الذي صعد الى حيز التأثير السياسي على النطاق الوطني بإستقلال عن الحزب الشيوعي بعد الانتفاضة في 1985 وبفضلها
وقد سميت هذه الجماعة «اليسار جزافاً» في وصف ساغ لي عن السيد محمد هارون كافي. وقد وصفت في احاديث سلفت تهاون هذا اليسار في الحفاظ على الديمقرطية بوجوه منها أنه جاء الى ساحة السياسة، التي كان شاغلها الحرب والسلام، بنظرة غاية في السلبية للقوات المسلحة موروثة من صراع الملكيين ضد الجهاديين حراس النظم العسكرية التي طال مداها في السودان. وفي إصول هذه السلبية فنطازية جيفارية قديمة لليسار تهفو الى شن حرب تحررية ضد النظم العسكرية وحاميتها القوات المسلحة وكسر شوكتها. ولما لم يجدد هذا اليسار فقهه الموروث في ضوء وقائع الحرب الاهلية المستجدة تحول الى طاقة سلبية في احسن تقدير وخلا وفاضه من أجندة ملهمة للناس بشأن المستقبل. كما اخذت على هذا اليسار افتقاره الى منهج للسلام تكون مرجعيته تثمين وتأمين الديمقراطية الليبرالية التي تحققت بثمن فادح. وقلت ان الجزافيين قد كرهوا الديمقراطية الليبرالية لهواهم الفاضح للديمقراطية الجديدة المبهمة التي علمنا من تجربة حكم نميري أنها والاستبداد في مركب واحد. وانتهي هذا اليسار لزهده في الديمقراطية الليبرالية الى مشايعة الحركة الشعبية التي استنكفت المساهمة في صياغة الليبرالية المتحققة فرحاً بالسلاح وولعاً بنهج حرب التحرير واواصل حديثي هذا في مساءلة اليسار الجزافي، الذي قام بانقلاب يونيو 1989 عن طريق الاهمال لا القصد بالتعلىق عن كيف ساقه يأسه من الديمقراطية الليبرالية، وقلة حيلته في استثمارها والعيش في كنفها الصعب، الى طرق المغامرة والفتنة. وسأتطرق في مقالنا اليوم الى أسلوبه في قيادة جمهوره في النقابات في حملة نقابية مطلبية بلا اعراف أو رشد هدت قماشة الديقراطية. ثم اعود في المرة القادمة واختم قولي بالتعليق على أخلاقية الحملة الثقافية التي أدارها هذا اليسار وسماها كشف مستور الثقافة العربسلامية من رق وتعصب ديني وهلم جرا. وسأتأسف على الطريقة التي التوى بها بتلك الحملة الواجبة من وجهة الاستنارة والتربية الى وجهة الفتنة القومية واثارة الضغائن يتحيل بها الى نصرة فريق سياسي دون فريق جاء في كتاب (جنوب السودان: الانفصال القادم) للسيد بابكر عثمان حكاية حزينة عن بؤس إعداد ومعنويات القوات المسلحة الذي ادي الى مذكرة القوات المسلحة الانذارية الى السيد الصادق المهدي، رئيس الوزراء، في فبراير 1989، وهي المذكرة التي طلبت منه إما أن يجنح الى السلم في الجنوب او الاعداد الدقيق لرباط الخيل والحرب. وقد وصفها أندرسون، السفير الأمريكي السابق في السودان" هذه المذكرة بانها الاشارة الاولى بان مآل أمر السودان هو انقلاب وشيك. وقد كان. تقول القصة ان الفريق عبدالرحمن سعيد، نائب رئيس هيئة الأركان في 1989، خاطب جنود حامية ليريا بالاستوائية الذين تقهقروا فزعاً عن موقعهم بعد سماعهم ان قوة من الحركة الشعبية في طريقها الى القرية. وصدم هذا التخاذل قائد القيادة الاستوائية وحظر على الجنود دخول جوبا حتى يستمعوا الى «توبيخ» من نائب رئيس هيئة الاركان الذي كان بالجنوب. وخاطب عبدالرحمن فلول ليريا وذكرهم بأن الهروب ليس من شيم الجندي السوداني. وهنا نهض أحد الجنود وقال للفريق إنهم شجعان ولا يخشون المتمردين ولكنهم لن يقاتلوا بأيديهم وفوق الجوع وتفوه بكلام جارح للقائد. ثم وجه بندقيته تجاه صدره وهو يقول: «هسع نوريك رجالتنا» واطلق الرصاص على نفسه ومات في الحال. وقال بابكر عثمان، الذي كان تحدث الى الفريق عبدالرحمن وقتها، أن شكوى الجندي وموته هي التي اوحت له بفكرة مذكرة فبراير 1989 التي خيرت الحكومة والامة بين السعي للسلم بقوة أو اشعال الحرب ببطش شديد
تنازعت ميزانية الدولة المتناقصة في الديمقراطية الثالثة (1985-1989) مطالب واسبقيات كان التوفيق بينها عسيراً. فمن جهة كانت القوات المسلحة تعزو هزائمها في الناصر وتوريت و انسحاباتها الموصوفة بـ «التكتيكية» الي سوء اعدادها وتهافت ميزانيتها. وقد تضمنت مذكرتها الانذارية المذكورة اعلاه بنداً صريحاً بطلب الدعم السخي لها. ومن الجهة الأخرى لم تكف النقابات، وتلك التي مثلت المهنيين خاصة، عن عرض مطا لبها لتحسين الاجور والتشديد علىها بالتلويح بالاضراب او تعلىقه وبالاضراب بعد الاضراب. وقد بلغت هذه الحركة المطلبية مبلغاً من تخانة الجلد المهنية والسياسية اضطرت معه جريدة الأيام، اليسارية المنحى، حد مناشدة الاطباء في 13 مارس 1989 الى العودة الى العمل أو التطوع مع الاضراب. والمنهج الاخير في إنسانية الاضراب او أنسنته من أول سنن العمل النقابي على بداياته بين عمال السكة الحديد في الاربعينات. وأخرج تفاقم الاضرابات السيد اسماعيل العتباني، أمد الله في ايامه، من مخبئه لينعى الفرقة والشتات والخيبة في البلد في كلمة له بجريدة الايام (1 مارس 1989) ومن مساويء هذه الحمى الاضرابية أنها خلت من الأعراف او الوقار أوالمنطق أحياناً مما ابعدها من نازعة النقابية الى نازعة المعارضة لحكومة السيد الصادق التي ساء ظن النقابيين والانتفاضيين والجزافيين فيها حتى كادوا يسقطونها في آخر 1988 بهبة شعبية معلومة. فهذه الاضرابات لم تهدأ حتى بعد قيام حكومة الوحدة الوطنية في مارس 1989 التي وافق السيد الصادق على انشائها تحت وابل ضغط مذكرة القوات المسلحة المنذرة. وقد خلت تلك الحكومة من الاسلاميين الذين كانت نقابات المهنيين واليساريين تأخذ عليهم التشدد وإعاقة مساعي السلام. وقد اعتزلها الاسلاميون من جهتهم وآثروا أن يرصدوا لها كل مرصد معارض. وكان السيد الصادق قد طلب أن تكف النقابات عن الاضرابات لتبدأ حكومة الوحدة الوطنية عملها في مناخ آمن متكافل. ومع ذلك أضربت نقابة أساتذة جامعة الخرطوم في 7 مارس 1989 ونفت نقابتهم على الملأ انها التزمت لرئيس الوزراء بأي شيء. وكنت قد كتبت على تلك الايام في عمودي اليومي بجريدة الخرطوم (22 يناير 1989) كلمة بعنوان «العلم، مثل الغربة، سترة حال» أنعى على النقابة الاسراف في الاضراب. وكتب المرحوم عبدالسميع عمر يسخر من عدم خصم أيام الاضراب من مرتبات الاساتذة كلمة عنوانها «بخ بخ اضرابنا مدفوع الأجر» أو كما قال ومن اكثر تلك الاضرابات خروجاً عن المنطق والعدل والوجدان الراشد هو ما لوح به القضاة. فقد نال القضاة على عهد نميري كادراً جعلهم الأعلى بين المهنيين رتبة مالية وميزة. وهو كادر اتفق لنميري ليكيد للقضاة ويظهر مطالبهم في تحسين بيئة القضائية (وهو مطلب تذرعوا به على كل حال) في اعين الناس كحالة من التهافت على تكبير كومهم في المرتبات والمنافع. وقد أفاض الدكتور منصور خالد في هذا الموضوع في كتابه (نميري وتحريف الشريعة) بما لا مزيد عليه. وعلى عهد الصادق طالب ضباط القوات المسلحة بأن يكون كادرهم على مقاس القضاة. ووافق الصادق بالنظر الى حرج حكومته مع هذا القطاع الذي يخوض حرباً يائسة مميتة. ولم يعجب هذا القضاة الذين احتجوا لمجلس السيادة الذي هو مخدمهم ومقسم أرزاقهم. وقد استعجب الصادق لاحتجاج القضاة. فهو لم ينقصهم شيئاً حين ساواهم بالضباط. وشغل القضاة مجلس السيادة والناس بهذه المادة زمناً كانت هذه الخصومة المزمنة على كيكة الوطن بين القوات المسلحة، التي هي في سكرات حرب أهلية مستدامة، ونقابات المدنيين الشديدة اللضيضة هي من أقوى اسباب انقلابات العسكريين. فقد بدأ انقلاب مايو 1969 من احتجاج ضباط من القوات المسلحة في الجنوب على سوء اعداد القوات المسلحة. وفتحت مذكرة القوات المسلحة الانذارية في 1989 الباب لانقلاب يونيو 1989 وكان اعداد القوات المسلحة للحرب واحداً من اميز بنود تلك المذكرة وكانت كيكة الوطن مما لا تكفي الجميع. فقد قدر السيد عبدالماجد حامد خليل أن حاجة القوات المسلحة من العملة الحرة هي (487) مليون دولار في كلمته الى الجمعية التأسيسية في 1 فبرائر 1989، وهذا المطلوب في ظني هو نصف ميزانية السودان على أقل تقدير لأن السيد الصادق لا يزال عند قناعته أنه انفق على القوات المسلحة نصف الموارد المالية السودانية غير انها لم تستخدم مواردها وحيلها بكفاءة. وقد كان هذا رأي الصادق على تلك الأيام ولا يزال. وقد وبخ القوات المسلحة على هذا القصور يومها ثم عاد يذيع رأيه هذا فيما بعد. ومهما يكن من هذا الخلاف فان القوات المسلحة فهمت وافهمت الناس أنها كانت تقاتل وظهرها الى الحائط ولم يكن خافياً ان اقتصادنا كان في اسوأ حالاته. وقد رسم السيد دونالد اندرسون، سفير الولايات المتحدة في السودان آنذاك، صورة كئيبة لموارد الدولة. فلم يكن السودان في 1989 ينتج سوي خمس حاجته من القمح ويستورد أو يتكفف أكثر حاجته من الخارج. وكانت الحكومة لا تزال تدعم الخبز وتدفع (30%) من ثمن كل رغيفة. وزاد الأمر ضغثاً على ابالة بهبوط الناتج الاجمالي للبلد بمقدار (3%) كما هبطت تحويلات المغتربين، التي عليها الاتكال، من (60) مليون دولار الى (6) ملايين دولار. وبالنظر الى تكاسل السودان في دفع ديونه وحقوق المرابين كان منتظراً أن تزيد ديون البلد بمقدار (14) مليون دولار في منتصف 1989 وبمقدار (25) مليون دولار بنهاية العام. واثني السفير على ميرغني عبدالرحمن، وزير مالية حكومة الوحدة الوطنية، لموالاته سداد ديون الولايات المتحدة حتى لا تقطع عنا مدد القمح عن السودان
ولم يكن دعم القوات المسلحة بالعتاد سهلاً. فلم تكن الموارد متاحة لنشتري حاجتنا منه في حين كفت الولايات المتحدة ومن دار في فلكها عن دعمنا بالنظر الى ما رأوه زيغاً في سياستنا الخارجية مثل ميل الصادق الى ليبيا وايران أو الحاح بعضنا على استمرار قوانين سبتمبر الاسلامية واثرها السلبي على الحرب الاهلية. ولما عز المال الحكومي انفتح الباب للعنتريات من مثل سفر السيد محمد عثمان الميرغني الى العراق وعودته منها محملاً بالراجمات التي ذاق الجيش حرها من الجيش الشعبي او حلفائه الاثيوبيين في الكرمك أول مرة. اما باب العنتريات الآخر فهو فتح باب التبرعات للمواطنين لدعم القوات المسلحة. وقد كتبت في وقتها اقول بفساد هذه الفكرة. وكانت هي المناسبة الاولى التي اعثر فيها باسم الرئيس عمرالبشير واستشهد بعبارة منه. فقد كان العميد البشير قد احرز نصراً مشهوداً على الجيش الشعبي في منطقة ميوم في سبتمبر 1987، وفي مقابلة له مع السيد عبدالله محمد عيسى، الصحفي بجريدة الايام (2 ديسمبر1987) قال انه لا يرى نفعاً من دعم القوات بالتبرعات من الناس الذين لا تريد القوات المسلحة منهم سوى الدعم المعنوي لردم الفجوة القائمة بين الملكية والجهدية. وقد تذكرت كلمته هذا خلال التنوير الذي قدمه العقيد حمدين الى اعضاء المؤتمر الوطني للحوار من اجل السلام في شتاء 1989، فقد جاءنا بلوحة رسم علىها سلسلة دوائر واسهم ترمز لمتاعب وقدرات القوات المسلحة في حرب الجنوب قبل الانقاذ. وأشار الى دائرة «المعنويات» وقال إنها كانت النقص الأفحش الذي كان يحرج القوات المسلحة ويعزلها ويصيبها في مقتل
ولست اريد لقاريء كلمتى هذه ان يخرج بالانطباع بانني كنت مع تعطيل الممارسة النقابية في حقل الاجور دعماً للحرب عملاً بالقول «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة». فقد رفضت دعوة السيد الصادق المهدي الى النقابات للكف عن لجاج المطالب في كلمة لي بجريدة الأيام عنوانها "عند الكرمك نذود عن حياض وطن تلتحم فيه الحرية بالعدالة الاجتماعية" قبيل استعادة الكرمك الأولى في شتاء 1988، غير انني نقدت الأفق السياسي والاجتماعي لحركة المطالب النقابية وما صحبها من اضرابات. فقد قلت في كلمتى أنه ما من شك أن تلك الحركة مصابة بمرض «العقلية النقابية المطلبية». وشخصت هذا المرض في تركيز النقابيين على شجرة المطالب في حين تغيب عنهم الغابة وهي حقيقة انهيار وافلاس مؤسسات القطاع العام التي علىها تدبير ميزانية ما تستجيب له من مطالب. وقلت في كلمتي ان هذه العلة النقابية نشأت من يأس الحركة النقابية والسياسية من اي اصلاح جذري في الاقتصاد الوطني بغير احالتنا الى توصيات المؤتمر الاقتصادي الوطني في عام 1986 أو 1987 بما يشبه وصفة السحرة وأفتح يا سمسم. ولذا اضحت المطالب والمكآفات المتولدة بعضها عن بعض هي ما تبقي للنقابات من ضمانة في سوق كالرمال المتحركة حتى صحت فيه الفكاهة البليغة عن الرجل الذي قال «يعني ما ننوم نحنا». وقلت ان المطالب التي ازعجت مزايداتها السيد الصادق ليست لغواً. إنها بالأحرى انتماء مؤسف لسوق العمل في اقتصاد الفوضى الذي امسك فاتلو العملة والطفيليون بحباله ونواصيه. وبلغت سطوة هؤلاء حداً انتزعوا به اقراراً من السيد الصادق قال فيه إن السوق الاسود قد هزم الحكومة. وخلصت من كل هذا الى القول: «سنرتكب خطأ كبيراً إن سألنا النقابات ان تصمت عن هذا الحوار حول حقوقها في كيكة الوطن، كما يقول الغربيون، لتأمين الجبهة الداخلية. فتأمين هذه الجبهة في إطار الديمقراطية لن يتم الا إذا أخذت النقابات الوقت المناسب لتكتشف ان العقلية النقابية المطلبية في صورتها الحالية انما هي حلقة مفرغة يحتاج كسرها الى هجمة فكرية على عصب الاقتصاد الوطني»
وكان مأمول في اليسار قديمه وجزافيه أن يتدارس مع الحركة النقابية خطر العقلية المطلبية والتواثق معها على استراتجية ذكية تؤمن الديمقراطية السياسية كشرط مقدم على كل ماعداها. فقد كانت هذه الديمقراطية، كما رأينا، هي اول ضحايا المجابدة على كيكة الوطن الضامرة بين النقابات والقوات المسلحة التي كلفناها بحماية وحدة الوطن ثم لم نزودها زاد المجاهد الحق . ولم يكن بوسع اليسار الجزافي، في اعتقادي، طلب هذه الاستراتيجية للود المفقود بينه وبين الديمقراطية الليبرالية. ففاقد الشيء لا يحميه. علاوة على ان هذا اليسار قد تربي في أدب وحيل المعارضة ولم يطرأ له ابداً أن يتأدب بأدب الحكم وان يكتسب دبارته ووقاره. وقد استغربت دائماً انني لم اجد من بين اليساريين على طول عشرتي لهم من عليه سمت الحكم الذي هو النظر المحيط والتأني والصبر على تقلب الناس والمسائل. فاليساريون اصبر على السجن وشظف العيش وفراق الاهل والعشيرة أكثر من صبرهم على احتمالات ما يخطر للناس وما تسفر عنه المسائل. ولذا هزوا بجذع شجرة النظام الديمقراطي هزاً شديداً ووقعت الثمار للإسلاميين. وعجبت لعجب اليساريين من غلبة الاسلاميين بالانقلاب. فقد كانوا انشغلوا بهز الشجرة دون قراءة دفتر ومكر خصمهم. فقد قال الدكتور الترابي للسيد فتحي الضو في تحقيق نشره في كتابه (محنة النخبة السودانية) أنه يفضل الليبرالية على الديكتاتورية ما رق منها (عبود) وما غلظ (النميري). وتعوذ الترابي من الديكتاتورية الآتية التي ستنشق الارض عنها من جراء اخفاقات سياسية في التحالفات السياسية الحاكمة في الديمقراطية. وقال انه إذا ما حدث ذلك فسيسقط الحكم في يد ديكتاتور جديد يدعي أنه سينقذنا مرة أخرى. يقول اهلنا عن الرجل يثقب المستقبل بنظره أنه «سحار». والترابي سحار. لقد كتبت عن هذا من يوم قريب. ولكن طال الحديث ====
Sudan for all the Sudanese ..السودان لكل السودانيين
| |
|
|
|
|
|
|
|