|
الحرية .. النسر
|
الحرية كلمة فضفاضة تحمل فى طياتها الكثير من المضامين المتشعبة . والحرية كتطبيق أو كممارسة فهية مسألة نسبية تتفاوت درجات تطبيقها من واقع الى آخر وتتفاوت درجة ومقدار ممارستها تبعا لذلك التطبيق أينما وجد.
فالجميع ينشدون أكبر قدر من المساحة الممنوحة من الحرية لتوسيع قاعدة التطبيق فى ظل ضوابط تنظم حركة الممارسة حتى لاتطول حقوق الغير فى ممارسة مماثلة أى بمعنى أن لاتتضارب حقوق الآخرين فى الممارسة وفق أطر محددة ، وهى تشبه لحد كبير حلقات دائرية دون تداخل يمكن أن تكبر هذه الحلقات أو تضيق حسب بيئة ومجتمع التطبيق إبتداء من الأسرة مرورا بالشارع الى المجتمع الصغير فالكبير .. الخ.
ومن الواضح فإن المساحة الممنوحة من الحرية تضيق دائرتها فى المجتمعات المتمسكة بعادات وتقاليد متوارثة عن أجيال سابقة ( وعلى سبيل المثال فأن حرية إختيار الزوجة وشكل العرس تختلف من مجتمع الى آخر طبقا لتلك العادات والتقاليد والمفاهيم المتوارثة )
وهنالك تمازج وإختلاط واضحين لقيم دينية تم تذويبها داخل أطر عادات وتقاليد بعض المجتماعات حتى باتت تشكل منهج غير مسموح بالحياد عنه أو تخطيه ، حيث أن مصادر التشريع فى هذه المجتمعات لاتستبعد بل تستمد من عاداته وتقاليده وقيمه المتوارثة فى الإستدلال بها لبلورة دساتير وقوانين هذه المجتمعات.
وبالتالى فإن مثل هذا المجتمع لم يسلبنا حريتنا مثلما يتبادر للبعض بل بلورها وفق رؤية مستمدة من قيم ومصادر لها إعتبارها كرافد من روافد عقيدته.
( شمس – سنتان يتمتع بحرية شبه مطلقة لو أطلقنا له العنان فى الممارسة فإن جميع من حوله يتأثرون بصورة ما من تلك الممارسة العشوائية لحرية فطرية لذلك كان لابد لنا من تنظيم ممارسته للحرية وفق رؤيتنا وتحايلا نسميها تربية وتنظيم سلوك .. وهذه هى البداية ............ ).
[email protected]
|
|
|
|
|
|