كلنا النقيب الرازي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-09-2025, 04:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2019, 07:35 AM

حسن ادم محمد العالم

تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلنا النقيب الرازي

    06:35 AM January, 18 2019

    سودانيز اون لاين
    حسن ادم محمد العالم-اديس-ابابا
    مكتبتى
    رابط مختصر

    #كلنا_الرازي_الجميعابى
    تم تحويل النقيب مهندس الرازي يحي للتحقيق بعد منشورة الأخير الذي إبتدره بجملة #الطلقه_ما_بتقتل_بقتل_سكات_الجيش
    أعرب فيه عن سخطه لما يفعله قيادات الجيش تجاه الوضع الحالى في السودان و تجاه الجيش نفسة كما أعلن تضامنه التام و انحيازة للشارع و الشعب في المطالبه بحقوقه
    الرازي نموذج للضباط الأحرار في بلادي
    علي بقية ضباط الجيش الوقوف الي جانب الشعب
    و مناصرته علي الظلم
    لحدي ما #تسقط_بس
    #المنشور=
    #طلقة_ما_بتكتل_بكتل_سكات_الجيش

    شهادتى للناس ... لو كان للجيش قيادة ...

    بصفتى ضابطا بالقوات المسلحة ، فإن الموقف المتخاذل لقيادات القوات المسلحة وذلك البيان الممجوج والهزيل والذي اطلقته في بداية ثورة هذا الشعب الصابر وتظاهراته المشروعة لا يمثلني ليس هذا فحسب بل بواقع معرفتي بافراد القوات المسلحة ضباطا ورتب اخرى (ضباط صف وجنود) ، اقول بكل ثقة ليس فيهم من يمثله موقف قيادات الجيش الا من اخزاهم الله ، كما وانى اعرف عددا من افراد القوات المسلحة (ضباطا ورتب اخرى) ، بعد انتهاء دوامهم يرتدون ملابسهم المدنية لمشاركة الناس في المطالبة بالعيش الكريم والحقوق المشروعة ؛ وإن بالجيش لرجالا ما سرتم موكبا ولا خرجتم فى مظاهرة إلا كانوا معكم حبسهم العذر .
    والحق يقال ان الغالبية العظمى لقيادات القوات المسلحة والذين ليس لهم من القيادة الا اسمها ولم يصبحوا قادة لجدارتهم وانما لكونهم قطط وديعة ، حيث تمت احالة القيادات الشرسة للمعاش في سبيل تمكين نظام المؤتمر الوطنى من خلال وضع قيادات ما هى الا كومبارس واحجار على رقعة الشطرنج .
    و كان للجيش قيادة لما قتل ابناء الشعب السودانى وهو يطالب بحقوقه ؛ ليعيش نظام الكيزان ! ، ولما عمل بسياسة (عصا قايمة وعصا نايمة) وتخاذل عن نصرة من سمى بهم - قوات الشعب المسلحة - منتظرا ترجيح احدى الكفتين ليعلن التفافه حولها مضحيا بموت من مات ! .
    لو كان للجيش قيادة لما تجرأ (ميكانيكى المؤتمر الوطنى والفاقد التربوى) بتهديد الشعب السودانى بقطع راسه ان هو طالب بحقوقه .
    لو كان للجيش قيادة لما تجرأ (الكلب المنوسر جقر الفول) على تهديد الشعب السودانى بكتائب ظله التى لم يخرجها لاستعادة حلايب التى ذهبت فداءا لمحاولته الفاشلة في اديس اببا والتى لم يخرجها لاستعادة الفشقة .
    لو كان للجيش قيادة لما كان هنالك ما يسمى بالدعم السريع ولما وزعت الرتب العسكرية للاميين والجهلاء من مليشيا الدعم السريع بلا تأهيل واستحقاق .
    لو كان للجيش قيادة لما اخذت مرتبات مليشيات الدعم السريع ب(الشوالات) من بنك السودان المركزى وافراد الجيش السودانى يقفون بالصفوف لاخذ (٥٠٠ ج) من رواتبهم التى يتم ضخها في بنك ام درمان الوطنى لتوزع على جميع العملاء ! .
    لو كان للجيش قيادة لما غض الطرف عن تسرب بعض افرده ليلتحقوا بمليشيا الدعم السريع بحثا عن الراتب الاعلى .
    لو كان للجيش قيادة لما ارسل جودنا للقتال في اليمن كمرتزقة فى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
    لو كان للجيش قيادة لما تفشت فيه المحسوبية والوساطه في توزيعات وتنقلات وابتعاث افراده ، حتى الارتزاق في اليمن بالوساطه ! ، لتكون القوات المسلحة طبقتين الاولى برجوازية والاخرى كادحة مسحوقة .
    لو كان للجيش قيادة لما كانت ترحيلاته تعمل اسبوعا وتتوقف اشهرا ولما كان ضباطه حتى رتبة الرائد باقدمية ثلاثة سنوات يتأبطون حقائبهم بداخلها ملابسهم واحذيتهم ك(الدلاليات) .
    لو كان للجيش قيادة لما كانت هيئة التصنيع الحربي تضج بالمهندسين الكيزان هذا ابن ذاك وذاك ابن عم هذا ومهندسي الجيش يقومون بالاعمال الادارية .
    لو كان للجيش قيادة لما بيع الزيت المسرطن لافراده ، وانتهت المهزلة دون محاسبة ، وتم استرجاعه بعد ان استخدمه عدد لا يستهان به .
    لو كان للجيش قيادة لما اصبحت اسبقية تصديق اسبيرات وقطع غيار العربات وبطاطيرها وقفا على ما تدفعه الوحدات كتساهيل (رشاوى) من جركانات العسل والمراكيب ونوعيتها (نمر ، دبيب ، قطع جنينة) وجوالات طلح وفحم وخرفان اضاحى ، بالله شوف .
    لو كان للجيش قيادة ، لما نسى ان ذات الشعب الذي ينكل ويبطش به الان قد ساند هذا النظام الغاشم - ظنا انه يمثل الاسلام - بقوت يومه من خبز مجفف (قرقوش) وقديد (شرموط) وطماطم مجففه (صلصه) وبامية مجففة (ويكة) وملابس واكثر من ذلك فيما سمى ب(زاد المجاهد) ، بل وبفلذات اكباده ؛ فكان جزاءه جزاء سنمار ! .

    ولقد نصحنى عدد من الاصدقاء ان امسك على لسانى ، والا اضيع مستقبلي ! وما الى ذلك ؛ ولكن أبت لي عفتي، وأبى بلائي وأخذي الحمد بالثمن الربيح
    ولقد كدت اضع رجلي في الركاب ، وهممت بالفرار ، فما منعني من ذلك إلا قول شاعرنا ابو قطاطى : ما بنفذ يمين ان متنا فد مرة ، والخواف دا مو حر ومنو نتبرا ، والمغرور ندوسو نقطعو الطنه ، شافعنا بيرى الموت في الركاب سنه ....

    فمن حق هذا الشعب ان يعيش حياة كريمة :
    فإما حياة تسر الصديق وإما مماتٌ يغيظ العدى
    ونفسُ الشريف لها غايتان ورود المنايا ونيلُ المنى

    ان اكان ابطال الشوارع الذين يطالبون بحقوقهم من ابجديات الحياة الكريم مخربين عملاء خونة ومندسين فليشهد الثقلين انى منهم ، وعليه اقول لكل من ينشد العزة والكرامة والانفة ، هالك معذور خير من ناج فرور ، والحذر لا يغني من القدر ، والصبر من أسباب الظفر ، والمنية ولا الدنية ، واستقبال الموت خير من أستدباره ، الطعن في ثغر النحور أكرم منه في الأعجاز والظهور ، يا شعب السودان ! قاتلوا لحقوقكم ، فما للمنايا من بد !
    اقول لها وقد طارت شعاعا من الكيزان ويحك لن تراعي
    فإنك لو سألت بقاء يوم على الأجل الذي لك لم تطاعي
    فصبرا في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع
    وما للمرء خير في حياة إذا ما عد من سقط المتاع

    نقيب مهندس
    الرازى يحيى أحمد فضل الله
    كتيبة الحرب الالكترونية
    القطاع الاوسط د/جو

    ولكل من يرى ان منشورى هذا ينافى اداب وتقاليد العسكرية ، اقول له نعم ، ولكن الامر اشد من ذلك ؛ كما وأهيب بكل الشرفاء واصحاب الضمائر الحية ، من ضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة ، الذين سيشاركون منشورى هذا ان يكتبوا رتبهم واسمائهم ووحداتهم عند المشاركة .
    وللذين سينسخون هذا المنشور ان يضيفوا اسفله رقما جديدا مع الرتبة والاسم والوحدة ، دعما لمن يطالب بحقوقنا وحقوق ابنائنا ومستقبلهم من الاحرار فى الشوارع ....

    لعمرك إنّي أرى مصرعي ولكن أغذّ إليه الخطى
    أرى مصرعي دون حقّي السليب ودون بلادي هو المبتغى
    لعمرك هذا مماتُ الرجال ومن رام موتاً شريفاً فذا
    فكيف اصطباري لكيد الحقود وكيف احتمالي لسوم الأذى
    أخوفاً وعندي تهونُ الحياة وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا
    بقلبي سأرمي وجوه العداة فقلبي حديدٌ وناري
    #الرازي_الجميعابي_كلنا_معاك
    #تسقط_بس




















                  

01-18-2019, 08:14 AM

Gasim Alnoor Aly
<aGasim Alnoor Aly
تاريخ التسجيل: 02-26-2016
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلنا النقيب الرازي (Re: حسن ادم محمد العالم)



    صه يا كنار و ضع يمينك في يدي
    و دع المزاح لذا الطلاقة و الدد

    صه غير مأمور و هات مدامعا
    كالأرجوانة و ابك غير مصفد


    مبروك يا زول و القومة للوطن
                  

01-18-2019, 08:28 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلنا النقيب الرازي (Re: حسن ادم محمد العالم)

    ولو كان للجيش قيادة لما أحيل مثل هذا الضابط الشجاع الباسل إلى التحقيق. أرجو أن يظهر أمثاله في الجيش إلى العلن ويكتبوا أسماءهم، فربما يغفر الشعب لهم سكوتهم السابق. وان تاتي متأخرا خير من ألا تأتي.
    ليس لي غير استعارة الأبيات التي استهل بها الدكتور منصور خالد مقاله الشهير في يناير 1985 في جريدة السياسة الكويتية في الأستاذ محمود الذي حلت علينا اليوم الجمعة 18 يناير 2019 الذكرى الرابعة والثلاثين لوقفته الباسلة.

    وقد كان فوت الموت ســهلا فرده إليه الحفاظ المر والخلق الوعـر
    فأثبت في مستنقع المـوت رجلـه وقال لها من تحت أخمصك الحشر
    غدا غدوة والحمد نسـج ردائــه فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجـر
    مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشـتهت أنها قبر

    الحمد لله أن شباب السودان قد نهض وعانق ليثه العملاق.
    ـــــــــــــــــ

    مقال الدكتور منصور يستحق أن يوضع هنا كاملا

    ــــــــــــــ

    وقد كان فوت الموت ســهلا فرده إليه الحفاظ المر والخلق الوعـر
    فأثبت في مستنقع المـوت رجلـه وقال لها من تحت أخمصك الحشر
    غدا غدوة والحمد نسـج ردائــه فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجـر
    مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشـتهت أنها قبر
    وما كان لمحمود أن يرد عنه غائلة الموت بالجزع، فما جزع من المصائب إلا من اتهم ربه.. وما كان ليدفع عنه البلوى بالانخزال أمام المهووسين، وبدع الدجاجلة، واضطغان الذين ما استطاعوا عبر ما يقارب نصف قرن من الزمان أن يجابهوا الرأي برأي أوثق.. فإن فعل خان ماضيه، وتنكَّر لتعاليمه، وقد عرف الناس الراحل الكريم، على لينِ عريكتِه، رجلاً أصمعيَّ الفؤاد، صلب القناة.. إن الذي يأبى على نفسه من الدنيا الفضول - ولا يطلع غيره على ما لا يعلمه عنه إلا الله، لا ينكسر أمام الموت كما يفعل "إمام" آخر الزمان الذي أكداه السعي وراء الحياة، فراراً في كل معركة، ولواذاً عند كل لقاء، وتهالكاً أمام كل مجابهة، فأين مروءة محمود من مِرائه، وأين حلم محمود من غلوائه، وأين تواضع محمود من خيلائه، وأين جرأة محمود من انخزاله وانزوائه..
    إن اغتيال محمود محمد طه، شهيد الفكر، لرزءٌ أكبر من أن توفيه الدموع السواجم. وما اغتال محموداً دهرٌ خئون، وإنما انتاشته سهام صدئة، أطلقها قضاة تالفون، ودعاة عاطبون، وحاكم فاجر، معتل العقل، آن له أن يلجم..
    لقد ذهب محمودٌ إلى رحاب سنية، وجنابٍ حانٍ، وهو راضٍ، وكيف لا يرضى بذلك، الرجل الذي يودع فلذة كبده، وعينه لا تدمع، وهو يقول لمن جاء لعزائه "لقد ذهب ابني إلى أبٍ أرحم"!! نعم! ذهب محمود إلى ذاك الأب الأرحم، وبقينا نحن في خُلْف شعورٍ وزمانٍ عقيمٍ عقم الخصي الأوكع الذي قتل أباً شجاعاً فتاكاً - نعم! بقينا نحن في زمان كزمان الصوفي المتبتل أبوبكر الواصلي، زمانٌ ليس فيه آداب الإسلام، ولا أخلاق الجاهلية، ولا أحلام ذوي المروءة، فما أشد أهل السودان اليوم حاجةً، وقد استبدت بهم الدواهي العظام، والكروب العضال إلى ذوي الرأي السديد والعزم الحديد.. أوغبن في الرأي وخورٌ في العزيمة؟! معاذ الله!
    لقد كانت دعوة محمود، على اختلاف الرأي حولها، دعوة مفكر حر، ما حمل يوماً عصا، حتى ليتوكأ عليها وهو الشيخ الذي قارب الثمانين، وكانت رسالته لمثقفي السودان، الذين أجدبت فيهم الأفئدة، وظمئت العقول، وأظلمت الألباب، كانت رسالته للمثقفين حتى يملكوا زمام أمرهم، ويوغلوا في دينهم المتين برفق، بدلاً لتركه للسفلة، السقاط، من المتاجرين بالدين والمطمورين بالخرافة، والمبخوسين حظاً بين الناس يوم قسمت العقول..
    وفي البدء كانت الكلمة، وقد بدأ محمود كلمته بالدعوة لخلق الجمال "لأن الله جميل يحب الجمال" ولا مكان للحب والجمال في نفوس الحاقدين والحاسدين، ناهيك عن القتلة السفاحين، وقد كتب شهيد الفكر في أول عدد من الصحيفة "الجمهورية" في الخامس عشر من يناير 1954 تحت عنوان "خلق الجمال":
    ((نحن نبشر بعالم جديد، وندعو إلى سبيل تحقيقه، ونزعم أنا نعرف ذلك السبيل، معرفةً عملية، أما ذلك العالم الجديد، فهو عالمٌ يسكنه رجالٌ ونساءٌ أحرار، قد برئت صدورهم من الغل والحقد، وسلمت عقولهم من السخف والخرافات، فهم في جميع أقطار هذا الكوكب، متآخون، متحابون، متساعدون، قد وظفوا أنفسهم لخلق الجمال في أنفسهم وفيما حولهم من الأشياء، فأصبحوا بذلك سادة هذا الكوكب، تسمو بهم الحياة فيه سمتاً فوق سمت، حتى تصبح وكأنها الروضة المونقة، تتفتح كل يوم عن جديد من الزهر، وجديد من الثمر))
    ففي البدء كانت هذه الكلمة، التي تدعو لعالم لحمته الحرية، وسداه الحب، ولا حرية مع الطغيان والخرافة، ولا حب مع الغل والحقد. وما قال محمود شهيد الفكر بأنه يعرف هذا العهد الجديد، كما يردد الأدعياء القاصرين، الذين يسعون لكتابة الفصل الأخير من تاريخ الإنسان، وإنما قال "نحن نبشر به"، وما قال محمود بأنه سيخلق هذا العالم الجديد الحافل بالزهر والثمر، كما يدعي الذين يتحدثون عن البعث الجديد وهم يذلون البشر بالتبول على رؤوسهم، وإنما قال "نحن ندعو إلى سبيل تحقيقه"، وما قال محمود وهو الأديب الأريب، لا الثأثأ الفأفأ، بأنه سيد العارفين الذي لا تكتنف دعاويه ذرة من شك، وإنما قال "إنا نعرف ذلك السبيل". ومن أجل كل هذا أحب الناس محموداً مع اختلافهم عليه. كان هذا هو البدء، ثم مضى في أخريات أيامه، - عوداً على البدء- يدعو مثقفي السودان للحوار الفكري، الحر الطليق، حول أمور دينهم ودنياهم، بدلاً من تركها للموميات المحنطة، والمنافقين المتكذبين باسم الإسلام. فقد عرف أهل السودان، كما عرفنا الدعاة الأطهار، وقد خلت نفوسهم من الغل، وسلمت أفئدتهم من الحسد، وطهرت ألسنتهم من الإسفاف، وتجافت أرواحهم عرض الدنيا الزائل، لا كشاف أئمة آخر الزمان الذين ما تركوا معصية إلا وولغوا فيها. ومن هذا رسالته (( النهج الإسلامي والدعاة السلفيون)) ديسمبر 1980 والتي جاء فيها:

    (( إن على المثقفين ألا يتركوا ساحة الفكر، لعقليات تريد أن تنقل تحجرها إلى الحياة باسم الدين، وتريد أن تصفي باسم تحكيم الإسلام سائر مكتسبات هذا الشعب التقدمية التي حققتها طلائـعه المثقفة عبر صراعها الطويل من أجل الحرية والمساواة، ثم على المثقفين أن يتخلصـوا من مواقفهم السلبية المعهودة نحو مسألة الدين فيكسروا الاحتكار الذي ضربه الدعـاة الدينيون حول الدين. إن المثقفين، في الحقيقة، لهم أولى بالدين من هؤلاء الدعاة الأدعياء الذين حجَّروا، وجمَّدوا الدين، ذلك بأن المثقفين يمثلون روح العصر، بأكثر مما يمثلها هؤلاء)).
    لقد أحسن شهيد الفكر الظن بدعوة نميري للإسلام، وما كانت تلك الدعوة إلا كلمة حق أريد بها باطل، فما أراد النميري الإسلام إلا سوط عذاب، وآلة تعذيب يقهر بها الخصم، ويروع بها المناهض. وما كان لذي الصبوات في شبابه، والنزوات في كهولته أن يفعل غير هذا، بل ما كان غريباً - والحال هذه- أن يمضي صاحب الدعوة المزعومة للبعث الإسلامي، دافعاً بالسودان إلى بدعٍ لم تعرفها الدولة الإسلامية إلا في عهود الانحطاط التتري والشعوذة الأيوبية، والطغيان المملوكي.. فما عاد الإسلام هو الإسلام، ولا أصبح السودان هو السودان، ودون الناس هذه المخلوقات الديناصورية التي أخرجها النميري من حظائرها. والتي لا مكان لها في عالم اليوم، إلا في متاحف التاريخ الطبيعي.. كما أحسن شهيد الفكر الظن بمثقفي السودان وهو يستحثهم للدفاع عن حقـهم في الحياة، وفي التفكير، وفي الإرادة الحرة الطليقة، فوقفوا - أغلبهم ذاهلين- أمام بدع الجاهلية، وضلالات المهووسين وتقحم المتفيقهين.. وكل ذلك باسم الدين، والدين منهم براء!! ومع كل هذا الهوس والتعصب المذموم، المزعوم، صمت هؤلاء الأدعياء المنافقون على انتهاب بيت المال على يد خازنه، وصمتوا على بيع ديار المسلمين في مزاد مقفول لمشترٍ واحد هو "الخاشقجي"، وصمتوا على تجاوز الحاكم لأحكام السماء في تعامله مع ذوي البأس من غير المسلمين، كما فعل مع المصارف الأجنبية حول الربا، وصمتوا على هرطقة الحاكم وهو يساوي نفسه بالرسول الكريم، عليه أفضل الصلوات، وصمتوا على تجاسر الحاكم وهو يفترض لنفسه عصمة في دستور حاكه بيده، والعصمة لم يعرفها الإسلام إلا لمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد عصمه بارئه، وصمتوا على خيانة بيضة الإسلام وهو يتقاضى الثمن الربيح على تهجير يهود إثيوبيا لإسرائيل. صمتوا عن كل هذا، فالإسلام في عرفهم هو القطع والجلد والتشهير بالشارعين في الزنا.. وعلم الله أن الزناة الحقيقيين هم زناة الفكر والقلم، "وستكتب شهادتهم ويسألون"..
    وعلَّ مثقفي السودان، قد رأوا ما يمكن أن يقود إليه الهوس الديني وشهدوا ما يمكن أن يؤدي إليه صمت الشياطين الخرس عن الحق.. ويا ليت أهلي يعلمون! يا ليتهم يعلمون، أن الطاغية الذي لا يقتصد في محاسبته رجل مسالم هو أول الناس إجفالاً عندما يلوح له بالعصا، فما سلَّ "الإمام" سيفه إلا أمام أعزل، وما طالب الطعن والنزال إلا في ساحة خلاء.. ودون الناس توسله وتضرعه للصنديد جون قرنق في أدغال الجنوب، ودون الناس انكساره أمام الأب فيليب عباس غبُّوش؛ وما انكسر البطل إلا لأن الشيخ الذي أحوجت سمعه الثمانون إلى ترجمان قد قالها ولم يُبال!! "إن مسَّني أحد بضر فسنجعل الدماء تجري أخاديد".. ودون الناس تهالكه بالأمس أمام الأطباء.. وهو يكذب وفي لسانه لسع الحية.. أوهناك من يصدق بعد كل هذا بأن هذا العاطب معتل العقل يتصرف من وحي دينه؟! فالله يعلم بأن إمام السودان الذي يتكئ اليوم على عصاة مهترئة اهتراء منسأة سليمان، لظالم بلا إرادة، وصارمٌ بلا عزم، وحـليم بغير اقتدار، ومحارب بسيف من خشب، كسيف سميِّه "أبي حية النميري". وما غدره وطغيانه إلا طغيان ضعيف مرتجف. إن العصبة الظالمة التي تتحلق حول إمام آخر الزمان "كافورنا هذا" إنما تجهل، كما يتجاهل، بأن شهيد الفكر سيبقى ضميراً مؤرقاً، ومصباحاً مسرجاً، في هذا الديجور الحالك الذي يعيش فيه أهل السودان؛ سيبقى في غرسه البشري الذي أورق، وفي نبته الفكري الذي اكتهل، وسيبقى في نفوس كثير من السودانيين كنموذج للرجل الذي تجافى مزالق السـقوط، وما فتئ يحترم في الناس أغلى ما يملكون - عقولهم-. وسيبقى إسم محمود بعد كل هذا حياً في نفوس الذين لا ينامون على الهوان، بما سيثيرها فيهم من بغض للظلم وإدانة للعدوان واستنكار للهوس، وإنكار للغدر..
    لقد اغتال النميري، والعصبة التالفة من خلفه من كل مشعوذ ومنافق ومتاجر بالدين، لقد اغتال كل هؤلاء باسم الإسلام والمسلمين مفكراً حراً، أعزلَ من كل سلاح، إلا القلم، ومع هذا، فما تركوا لهؤلاء المسلمين فرصة الابتهاج بهذا الذبح الثمين، بل هرَّبوا جثمانه خشية ما لا تحمد عقباه. لقد أخرج النميري العسس والعيون والسلاح والحديد فكذَّب بذلك كل دعاويه ودعاوي من حوله من المنافقين، فما أراد النميري بجرمه الشنيع الفاحش هذا، وما تبعه من مظاهرة بالقوة، إلا إرعاب أهل الشمال، بعد أن تركه أهل الجنوب، يسلِّح على نفسه، حتى ذهب لبيع السودان كله نفطاً وقطناً وتراباً حتى يبتاع بثمنهم سـلاحاً، يدفع عنه، لا عن السودان، العوادي - وحربه في الجنوب حربُ بغيٍ، وما بغى المرءُ إلا على نفسه!! ويا ليت حاكم السودان كان يملك الحس من المسئولية الوطنية التي تجعله يقول ما كان يقوله شهيد الحرية: (( "تقول الحكومة راح منا عشرون وقضينا على ستمائة من المتمردين" أما نحن فنقول "لقد راح ستمائة وعشرون مواطناً سودانياً")). وعلَّ إمام الباطل يعرف في نهاية الأمر، أنه يتاجر برأسمال غيره، وما تاجر برأسمال غيره إلا المفلس، فالجيش جيش الشعب، والسلاح سلاح الشعب.. ولن يرضى هذا الشعب لنفسه أن يكون وقوداً لحرب جائرة، أشعلها حاكمٌ ظنينُ عقلٍ.. كما لا يرضى لنفسه، أن يكون أداة بطش في يد طاغية لا ظهير له.. فيوم أن تجيء الحاقة فلا غوث لعاطب ولا ملاذ لتالف، ولا يحسبن الظالمون بأن دم أبي الشجاع سيذهب هدراً ليبقى فيها ليسرح خصيٌ أوكع، أو لتمرح إماءٌ لكع.
    د. منصور خالد
    جريدة السياسة الكويتية
    يناير 1985


                  

01-18-2019, 10:13 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلنا النقيب الرازي (Re: حسن ادم محمد العالم)



    سلام أخي حسن، والمتداخلين

    كلنا النقيب الرازي ..

    وقد كان منشوراً ساطعاً و رائعا ..

    Quote: ولقد نصحنى عدد من الاصدقاء ان امسك على لسانى ،
    والا اضيع مستقبلي ! وما الى ذلك ؛ ولكن أبت لي عفتي،
    وأبى بلائي وأخذي الحمد بالثمن الربيح
    ولقد كدت اضع رجلي في الركاب ، وهممت بالفرار،
    فما منعني من ذلك إلا قول شاعرنا ابو قطاطى :
    ما بنفذ يمين ان متنا فد مرة ،
    والخواف دا مو حر ومنو نتبرا ،
    والمغرور ندوسو نقطعو الطنه ،
    شافعنا بيرى الموت في الركاب سنه ....


    وَ الحارة .. بنقووووودا .. ال فينا مشـــهودة

    المجد والخلود لشهدائنا على مَــرّ الحقب ..

    والنصر للثورة السودانية الديسمبرية الينايرية ..



    أبتْ لي عِفّتي وأبى بلائي ،،، وأخذي الحمدَ بالثمن الربيحِ
    وإجشامي على المكروه نفسي،،، وضربي هامة البطل المُشيحِ
    وَ قولي كلما جشأت وجاشت ،،، مكانك تُحمَدي أو تستريحي
    سأدفعُ عن مكارم صالحات ،،، وأحمي بعدُ عن عَرْضٍ صحيح

    هكذا هو ذا الفارس الرازي .. مستشهداً بأبيات عمرو بن الإطنابة..

    بل هو كأنه ذاته "قَطَريُّ بن الفُجاءة، في قصيدته شجاعة ..

    أقول لها وقد طارت شُعاعاً ،،، من الأبطالِ ويحَكِ لن تُراعي
    فإنّك لو سألتِ بقاء يــــــومٍ ،،، على الأجل الذي لكِ لن تُطاعي
    فصبراً في مجال الموت صبـــــرا فـ ما نيلُ الخلودِ بمُستطاعِ
    وَ مَنْ لا يُعتَبَط يسأم ويهرم ،،، وتُسلمه المنونُ إلى انقطاع


    ـــــــــــــــــــــــ
    حُرية .. سلام .. عدالة .. والثورة خيــار الشعب ..
                  

01-19-2019, 04:08 PM

حسن ادم محمد العالم

تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلنا النقيب الرازي (Re: محمد أبوجودة)

    الإخوة قاسم نور ودكتور ياسر ومحمد ابوجودة
    مشكورين علي أنتم تناصرون النقيب الرازي
    يبقي بالرغم من سياسة التمكين الا علينا
    تشجيع امثال الرازي والوقوف معهم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de