سورى الزميل دينق..(صور)

Quote: مأساة الجنوب...منذ كوتات السكر بقلم أحمد محمدخير حقاني نشر في سودانيزاونلاين يوم 28 - 05 - 2011 [email protected] أيام الدراسة الثانوية في فترة الثمانينات،كانت المدرسة تعج بالنشاط السياسي من أركان نقاش وغيرها من الأنشطة،كل حزب لديه من الموالين الذين يدافعون عن اطروحاته...الأخوة الجنوبيون كان لهم نشاطهم أيضا ،وان كانوا يدافعون عن الحركة الشعبية وقتها سرا وعلى استحياء،المهم في هذا الجو الطلابي الصفوي ،كانت لنا مناقشات ومساجلات مع الأخوة من جنوب السودان،في احدى المرات وأنا أناقش زميل لنا جنوبي على هامش (فسحة الفطور)،عن فساد الصفوة الجنوبية وعدم اهتمامهم بقواعدهم وانهم قد أثروا على حساب قضية الجنوب ،وضربت له مثالا ب(كوتات السكر)،التي كانت تخصص للجنوبيين ولكنها تباع بواسطة التجار في مدن مثل كوستي قبل أن تبلغ أرض الجنوب ،وكانت وقتها سلعة السكر في ندرة وغلاء،أذكر ما أجابني به زميلي الجنوبي:(انت أوير هو جنوبيين زاتو سكر يأملوا بيهو سنو،زول بياكل سمك،فأر،كدروك،يأمل بسكر سنو ما يبيؤووه ،انت قايل نهن زيكم في شمال نشرب أسير ليمون وساهي وما تأرف سنو)...هذا والله ماذكره زميلي الجنوبي منذ مايقرب الثلاث عقود من الان،انه يبرر ل(لهف) حصة السكر وعدم استفادة المواطن الجنوبي منها بحجة أن ثقافتهم الغذائية لم تصل درجة الاستفادة من هذه السلعة التي تعتبر حيوية في الشمال...بعد كل تلك السنين لازالت العقلية نفسها تسيطر على صفوة الجنوبيين من ساسة وعسكريين،والا قولوا لي لماذا لم ينعم الجنوب بأدنى مقومات الحياة الكريمة طوال الفترة الانتقالية التي أعقبت اتفاقية نيفاشا...أين أموال البترول التي استلمتها حكومة الجنوب(دولار ينطح دولار)،لماذا لم نشهد كيلومترا واحد معبدا في مدينة من مدن الجنوب ناهيك عن الريف والقرى النائية...لماذا يستشرى المرض والجهل بين سكان الجنوب ....تقارير الامم المتحدة تشير الى أن الجنوبيين أكثر الشعوب أمية،فلو بنت حكومة الجنوب في كل مدينة فصلا دراسيا واحدا،لكانت فترة السنوات الخمس الماضية كافية لرفع نسبة الذين (يفكون الخط)...ولكن بالمقابل أنظر، لقد اهتمت حكومة الجنوب ببناء الفنادق الفاخرة ليستمتع بها قادة الحركة الشعبية العائدين من الخارج،فهم لا يريدون السكنى في مقام أقل من الذي كانوا فيه،أول ما فكر فيه مستثمرو الجنوب هو الاستثمار في الخمور المستوردة وانشاء مصانع البيرة..أما كان الاجدى توفير لقمة العيش والبنيات الأساسية الضرورية لتوفير العيش الكريم للنازحين من الشمال والدول المجاورة عقب الانفصال...سادتي مأساة الجنوب أنه يعيش تحت قبضة لوردات الحرب الذين قبضوا الأموال الطائلة باسم قضية الجنوب وهاهم يقبضون باسم السلام.