معركة شيكان..

Quote: شيكان...كل الذي يقال في معركة شيكان..يمكن اختصاره..في ما اورده المؤرخ عصمت زلفو...ان اللورد مورس قال معلقاً عنها في مجلس العموم البريطاني: «لعل التاريخ لم يشهد منذ أن لاقي جيش فرعون نحبه في البحر الاحمر، كارثة مثل تلك التي حلت بجيش هكس في صحاري كردفان. حيث افنى عن آخره. وقضي عليه قضاء مبرماً»... والصحيح ان جيش هكس باشا..البالغ عدده ١٣ الفاً..منذ مفارقته للنيل الابيض وخوضه لصحاري كردفان فوجئ بأن الامام المهدي وزع قواته..بحيث يتم ردم الآبار وحفائر المياه في طريق هكس..وفي نفس الوقت..تتم مناوشات عسكرية..طوال الطريق بحيث لا ينام الجيش او يرتاح حتي بلغ الجيش غابة شيكان في يوم الاثنين الخامس من نوفمبر 1883م... الامير حمدان ابو عنجة الذي خاطب ، وهو علي صهوة فرسه ، الامام الاكبر ، وهو شامخ كالتبلدية ، علي فروة صلاته ، والقوم يتاهبون للقاء الجنرال وليام هكس باشا وجنده ، في شيكان ! قال حمدان قولته ، التي سارت بها الركبان : الخير قرب ، يا سيدي ! في شيكان، والتي اشتق اسمها من الوادي الشائك، الملئ بأشجار الشوك. كان الإمام القائد المجاهد العابد يقضي يومه في تدريب قواته ويقضي ليله متهجداً. وفي مكان الواقعة شهد للإمام بأنه كان يصلي ركعة الوتر بالقرآن كله، اي من العشاء الى الفجر واقفاً. وهي الحادثة التي يقول فيها الشريف نور الدائم عن الإمام المهدي: كم صام وكم قام وكم ختم القرآن في ركعة الوتر كتب ونجت باشا وهو عدو عن معركة شيكان: «كان كل شئ معداً من جانب الأنصار. وكان المهدي في الانتظار، وجاء جيش هكس الذي كان من الممكن رؤية مقدمته من بعيد... وجمع المهدي قواده الأمراء. وبعد صلاة أداها - صلاة الجهاد- اصدر اليهم تعليماته النهائية، ثم امتطى فرسه واستل سيفه وهتف ثلاث مرات الله اكبر.. الله اكبر.. الله اكبر.. النصر لنا.. ثم بدأ الهجوم الذي اسفر عن إبادة كاملة لجيش هكس ماعدا مائتين أو ثلاثمائة كانوا يختفون تحت جثث الموتى». وكان إثر هذا الانتصار، ان اصيب الحكم الأجنبي في السودان بصدمة افقدته رشده، فبادر بإجلاء قواته عن فشودة والكوة والدويم ثم من دارفور وبحر الغزال وأم درمان. وبعد مضي عام واحد على موقعة شيكان سقطت العاصمة الخرطوم في يدي الإمام محمد احمد المهدي، واصبح بذلك- ولأول مرة- السودان مستقلاً. منقول من عدة مصادر