بعد أن طغى محمد بن سلمان وظن أنه الواحد الأحد .. الذي لا شريك له وأنه على كل شيء قدير .. وأنه الذي يجب أن يقول فيُسمع له ويأمر فيطاع .. جاءت رياح الأقدار الإلهية بما لا تشتهيه سفن بن سلمان. طغى بن سلمان فسجن وقتل وعذب العلماء والدعاة، لم يحترم علم عالم ولا فقه فقيه ولا سيرة شيخ، ومنهم الأولياء والصالحون والذين تعهد الله تعالى أن من عاداهم فقد آذنه بالحرب! أخذوا شيخًا مسنًا مثل الشيخ سفر الحوالي وهو المريض وأنابيب التغذية والدواء مغروزة في جسمه اعتقلوه وأبناءه الثلاثة وشقيقه! أخذوا الشيخ سلمان العودة المريض كذلك والمسن وألقوه في غياهب السجون. وغيرهم الكثير والكثير في مملكة أصبح الساكت لا يأمن فيها على نفسه بل المطبل هو الذي يمكن أن يعيش، فقديمًا قيل الصمت سلامة ولكن في عهد بن سلمان أصبحت السلامة فقط في النفاق والتطبيل له ولأفعاله وإن كانت تخالف شرع المولى تعالى! بن سلمان الذي أراد أن يمسخ بلاد الحرمين التي هي مقر أقدس بقعة في الأرض، والتي نزل فيها القرآن وبعث فيها الرسول عليه الصلاة والسلام، أراد أن يحولها إلى بلد للدعـارة والفسق والرقص والمجون، فسجن أهل الدين واستجلب المغنين الشاذين، وأباح البلاد لكل فاسق مفسد، ورقصت المرأة السعودية لأول مرة مع الرجال في الساحات .. هل ظن أن كل ذلك يمكن أن يمضي هكذا؟ (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد). بن سلمان الذي شوه صورة المملكة وسياساتها الداخلية والخارجية والتي كانت تتسم بضبط النفس والرزانة، حولها إلى عنتريات فارغة وأصبحت السعودية مسخرة على كل لسان، حاصر جيرانه في قطر في شهر رمضان، وأزاح ابن عمه من ولاية العهد وشوه سمعته بأنه مدمن مخدرات، وسجن وعذب أبناء عمومته وسلبهم الأموال .. ودفع الأموال إلى أمريكا كي ترضى عنه وتقبل بتنصيبه ملكًا! ولكن هيهات فالأمريكان لا يعرفون إلا مصالحهم، والمتغطي بأمريكا عريان، وفي اليوم الذي تنضب فيه أمواله وينتهي فيه دوره سوف لن يبقوه دقيقة واحدة. ولأن الطاغية لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، ولأنه يظن أنه لا حسيب عليه ولا رقيب وأنه آمن من كل عقوبة وملاحقة ما دامت أمريكا راضية عنه، فقد أقدم على قتل جمال خاشقجي بدم بارد وبطريقة أكثر من غبية، والآن فقد حانت ساعة الحقيقة وأردوغان يستعد لإظهار الحقائق، فلو أن هنالك بالفعل أدلة تثبت ضلوع بن سلمان بصورة مباشرة في مقتل خاشقجي فقد انتهت أحلامه بمنصب الملك قبل أن تبدأ .. فلن تقبل بعد ذلك دولة محترمة التعامل معه، وسيتم محاصرته ومحاصرة بلده والتي ستتضرر سمعتها واقتصادها كثيرًا .. وحتى إن بقي وليًا للعهد أو ملكًا فيما بعد .. فما قبل مقتل خاشقجي لن يكون حتمًا مثلما سيكون بعده .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
العنوان
الكاتب
Date
هل سنشاهد اليوم نهاية مسلسل مغامرات بن سلمان على الفضائية التركية؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة