بتبني توجه اصلاحي بالمملكة, خرج محمد بن سلمان للعالمين كملك مستقبلي للملكة العربية السعودية. وبمعطيات راجحة ابرزها المعطى الامريكي/الاسرائيلي. فان كانت ورقة الاصلاح بيد بن سلمان اليمنى, فاليسرى كان تلوح بمشروع الشرق الاوسط الجديد. فاذا ما اضيف لذلك قوة المملكة العربية السعودية الاقتصادية والسياسية ضمن اطار الشرق الاوسط على الاقل .. لخرجنا بانطباع قوي اقرب لليقين ان محمد بن سلمان سيكون في موضع ترحيب عالمي. فكيف انقلبت الآية رأسا على عقب في فترة وجيزة جدا ؟!
في اعتقادي ان اربعة محاور اساسية ستختصر الاجابة
1- حرب اليمن 2- الازمة الخليجية 3- الموقف المتشدد والمبالغ فيه تجاه ايران 4- عنف الدولة السعودية داخليا وتنكليها بالخصوم (اعتقال الامراء, قضية الحريري, اعتقال وسجن النشطاء ورجال الدين وتضييق الحناق على الصحفيين والمغردين الخ) .. لينتهى مطاف هذا المحور بقضية خاشقجي .. ولن ينتهي
هذه المحاور نسفت كل المعطيات ذات الطبيعة الايجابية عند الغرب .. وقسمت الشارع العربي لقسمين اكبرهم ضد الحرب اليمنية والازمة الخليجية بينما تتباين الاراء تجاه الموقف من ايران مع رفض كبير لما يحدث داخل المملكة من تضييق على الحريات الخ..
داخليا, كذلك, انقسمت العائلة المالكة والشعب السعودي .. ولا استطيع تقدير ردة الفعل المتوقعة للتيار السلفي الوهابي المتشدد على الضربات المتوالية التي تلقاها من بن سلمان .. بيد ان يقيني بقوة هذا التيار المتشدد والمحافظ على المستوى السياسي والمجتمعي والاقتصادي داخل السعودية.
بقراءة كل ذاك لا يملك المرء الا ان يتساءل: الى اين تمضي المملكة السعودية؟! وهو السؤال الذي لم يكن من القوة والالحاح بمكان في تاريخ المملكة الحديث
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة