مُستَمسَكات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 07:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-09-2018, 07:02 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مُستَمسَكات (Re: ابو جهينة)

    ذات مرة، قبلتُ دعوة أحد الأصدقاء للسفر في الإجازة الصيفية عن طريق جدة ـ بورتسودان ، حيث إشترى باصا فاخرا وقرر العودة النهائية للسودان ضمن مشاريع أخرى ( للأسف كتب لها الفشل الذريع ).
    كانت الرحلة تضم صاحب الباص وعائلته وثلاث عوائل أخرى بالإضافة لشخصي و كنت بدون أسرتي التي سبقتني بالطائرة لحضور مناسبة زواج بالحصاحيصا.
    انسابت الرحلة جميلة من الرياض ، وسط حماس الأطفال ، وحلل الأكل الطازة ، وكل واحدة تتباهى بالأكلة التي من صنعها.
    تكهرب الجو بواسطة إحدى الزوجات ، عرفت من أول الرحلة أنها حتكون شوكة الحوت التي لن تتبلع و لا حتفوت. فقد نسي زوجها العزيز شنطة مهمة بها بعض هدايا أهلها في المنزل بالرياض.
    قالت له : لازم ترجع تجيب الشنطة.
    وحاولنا إقناعها بأننا قطعنا ربع المسافة لجدة ، ويمكن إرسالها في أي وقت آخر بالشحن ، فكانت تخاطب زوجها وكأننا غير موجودين أو أشباح :
    إنت ما سامعني ، أرجع جيب الشنطة ، ولا بنرجع كلنا و ما في داعي للسفر.
    والمسكين ينظر إلينا مستنجدا بتوسلاتنا لنتوسط لدى أسد الله البضرع. وهي بالفعل كالأسد وسطنا تضرع ، وهو كلما زمجرت ، ( ينخ ) إلى أن وافق على الرجوع اللحاق بنا في جدة لو ربنا هون وسهل له طريقة ذهاب و إياب سريعة من وإلى الرياض.
    المهم ، راح ولحق بنا في جدة والضيق بادي على وجهه ، وبالرغم من تعبه ، وبدلا من أن تشكره ، عنّفته قائلة :
    يعني كان تتصرف وتشتري البلوزات القلت ليك عليها ونسينا ما إشتريناها في السوق.
    فقلت لها وأنا ( أتقلقل ) من الغيظ : يعني يخش السوق ونحن ننتظر هنا و الباخرة تفوتنا ؟
    وكأنها لم تسمعني ، و واصلت الحديث مع زوجها :
    يعني ديل لو كانوا أهلك كنت جريت وجبتهم.
    وهو يبتسم إبتسامة لا مغزى لها ، خليط من الاستسلام والامتعاض والاعتياد على تلقي الضربات فوق البردعة.
    واصلنا الرحلة ، وأنا نادم على هذه الرفقة التي ( ترفع ضغط الدم و تفقع المرارة ).
    وصلنا بورتسودان ، وحمدت الله أنني في الباخرة لن أقابل تلك الحية الرقطاء وذلك السنجاب المنتوف.
    وتحركنا من بورتسودان صوب الخرطوم بعد أن إنتهينا من كل الإجراءات وإشترينا ما نحتاجه ، وتماما عند تلك الطلعة المخيفة وسط جبال الشرق،والباص يئن ويطقطق من حمولته في ذلك المنعرج الضيق ، شق الصمت صوت الحيزبون : سجمي أنا نسيت البامبرز كلو.
    لم يرد عليها أحد ، فالكل يركز على الطريق و على الهاوية على يميننا.
    ثم كررت جملتها.
    فقلت لها وأنا أقدح شررا من عيني : إستعملي دلاقين ولا توبك لو لزم الأمر ، وبعدين إشتري في كسلا.
    قالت : إنت من الرياض مصاقرني مالك ؟. أنا بتكلم معاه هو.
    ثم وجهت كلامها للسنجاب الوديع : إنت بقيت تنسى مالك ؟ بتحب واحدة تانية ولا شنو؟ والله إستعمل قمصانك الفي الهاندباق دة.
    فنظر إليها بوداعة الطفل الغرير وإبتسم إبتسامة تعني أن لا مانع يا حبي الكبير.
    وتوالت مواقف رفع ضغط الدم ، وأنا إستغرب مثل عينة هذا الرجل.
    بعد كل كم كيلو متر ، نجد الزوجة إياها تتفنن في إذلال صاحبنا الرافع يديه فوق طول الوقت ، مسلم أمره لهذه الزوجة التي لا ترعوي.
    كل الأسر تنزل عند كل محطة وقوف ، إلا هي ، تجلس وتصدر الأوامر له ، حتى الأطفال هو الذي يقوم بتوصيلهم للحمام وعمل اللازم نحوهم. وهي مستلقية على الكراسي الخلفية تبحلق في نقشة الحنة وتستمتع بموسيقى الأصفر الرنان الذي يملأ تضاريس جسدها.
    قالت واحدة معنا : أريتو راجل السرور. أهو الراجل ولا بلاش.
    قالت الأخرى : بري. دة لو راجلي بطلقو في يوم واحد.
    فقلت للأولى : يعني البسوي كدة يا هو الراجل التمام ؟
    قالت بعد أن تراجعت عن موقفها قليلا : لا مش كدة مية بالمية ، بس أنا عاجبني فيهو الهدوء.
    فقلت لها : هذا هو الهدوء الذي لن يسبق العاصفة أبدا. فعواصف زوجته تملأ خياشيمه ورئتيه وقصبته الهوائية . هو ميت حى ولا يدري ذلك. كان الله في عونه وعون من كان على شاكلته.
    عندما وصلنا الخرطوم بالسلامة ، وبصوت سمعناه كلنا ، قالت الزوجة لا فض فوها ولا فض حساب زوجها في البنك :
    أنا بمشي أعزي بت خالتي في أبوها ، باخد لي تاكسي من هنا ، إنت روح البيت عند ناس أمي وخد معاك الأولاد و العفش لغاية ما أجيكم.
    ودون مناقشة ، بدأ في تنفيذ الأمر بآلية يحسده عليها ( الروبوت )...

    ***

    هاتوا ما عندكم من مستمسكات




















                  

العنوان الكاتب Date
مُستَمسَكات ابو جهينة09-09-18, 06:27 PM
  Re: مُستَمسَكات ابو جهينة09-09-18, 06:29 PM
    Re: مُستَمسَكات ابو جهينة09-09-18, 06:31 PM
      Re: مُستَمسَكات ابو جهينة09-09-18, 06:55 PM
        Re: مُستَمسَكات ابو جهينة09-09-18, 06:57 PM
          Re: مُستَمسَكات ابو جهينة09-09-18, 07:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de