· عدل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه – لطفه ورحمته ، وانسانيته ، جعلته مسؤولا عن (عُثر) بغلة في العراق.
· هكذا امتدت الطمأنينة والعدل والسلام في خلافة عمر بن الخطاب...لذلك نام عمر تحت شجرة ، وقدلت (بغلة) في العراق.
· بغلة لا صوت لها ، ولا صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي ، ولا جمعية تحفظ لحقوقها ، ومنابر تنادي بالمساواة لها مع (القطط السمان).
· بغلة يحمل مسؤوليتها عمر بن الخطاب بكل عظمته ومكانته – فكيف يمن يشرفون الآن على مراكز ولجان ومستشفيات ومناصب ووليات ، ويرفعون عقيرتهم عندما يحدث شئيا في دائرتهم ومحيطهم ان ذلك ليس من مسؤوليتهم.
· بغلة يمهد لها الطريق ثاني الخلفاء الراشدين.
· يفعل ذلك حتى رئيس اللجنة الشعبية عندما يكون مشغولا وتسأله استخراج شهادة سكن.
· الفاروق عمر رضي الله عنه كان مسؤولا عن (بغلة) في العراق في وقت لم تكن فيه (فضائيات) ولا (امم متحدة) ولا (انترنت).
· لا حسيب ولا رقيب ، ولا ثورة ربيع عربي!!.
· ولا صحافة حرة ومستقلة.
· لم تكن موجودة في ذلك الوقت حتى الشوارع المسفلتة والسيارات الفارهة او غير الفارهة ولا وسيلة للاتصالات او التواصل – لم يكن يوجد تلفون 3310.
· ولا تلفون ثابت.
· مع ذلك كان مسؤولا ، ورقيبا ، وحضورا ، في كل بقاع الارض ، يحمي (بغلة) في العراق مع العثرة.
· كان الفاروق يحمل همها ويبحث لها عن عدلا لا يجده الانسان في عصرنا هذا ، المحتشد بكل ادوات المساعدة والمستحيل الممكن.
· ما اسعد (البغال) في عهد عمر بن الخطاب ، وما اتعس (الانسان) في عصرنا هذا.
· 22 تلميذا يغرقون في نهر النيل – في هذا الزمان الذي تستخرج فيه اللؤلؤة من عمق البحار.
· ليتهم كانوا (بغالا) في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه..كانوا وجدوا حياة افضل!!.
(2)
· شاهدت تسجيلات وتقريرات تلفزيونية تدعو للفخر والاعتزار والكبرياء رغم هول الكارثة وجحيم الحادثة – شاهدت ذلك في قنوات الجزيرة مباشر وفي قناة العربية بثت من محلية البحيرة ومن ارض الفاجعة ، عندما غابت الفضائيات السودانية واكتفت بالمداخلات الهاتفية ، وشريط اخباري اسفل الشاشة.
· تعجبت لهذا الجلد والثابت والرجل الذي فقد بناته الخمس يقف كالصخرة الشماء مؤمنا بالقدر وراضيا بالقضاء.
· حسدته على هذا الشموخ وذلك الثبات ، مع انه في قلب الفاجعة ، إلّا ان الرجل قدم لنا دروسا نحتاجها جميعا.
· لا نملك صبره هذا وايمانه ، وان فقدنا (الهاتف السيار) ، فكيف بمن فقد (5) من فلذات الكبد؟.
· هؤلاء القوم رغم فقرهم ، ومع حاجتهم والمعاناة التى يتعرضون لها ، ومع افتقادهم لما يحفظ الحياة ، إلّا انهم اكبر منّا جميعا ، واعظم وعيّا ، واعلي وطنية.
· هؤلاء الناس هم الذين تقف امامهم لتقول (تخيل كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني واهل الحارة ما اهلي).
· هؤلاء – لا يكبرون بمناصبهم ولا مالهم – لا يكبرون بعرباتهم الفارهة ، ولا بيوتهم الفخيمة ولا بشهاداتهم العلمية – هؤلاء يكبرون بفواجعهم وكوارثهم وكل ما يتعرضون له من ضنك وضيق.
· في تلك التقارير التلفزيونية استمعت الى طفل صغير ، يظهر بقميصه الابيض في وحل من الحزن ، حتى انك لتشعر بتقرحات الحزن على قميصه الابيض الذي صار اقرب للزرقة من جراء الحزن ، ذلك الطفل فقد اثنين من اشقائه وهو يتحدث عن القدر ويرضى به بايمانيات وطمأنينة شيخ في السبعين من العمر.
· لا الحزن ولا طفولته ، اسقطت من وجه (وقار) شيخ في السبعين.
· لخص ذلك الطفل الذي لا تيجاوز عمره (10) سنوات ازمة البلد ، واحتياجات منطقته، في كلمات ، كان يتحدث بوعي وادارك اكثر من كل الذين يظهرون لنا كالفواصل الاعلانية في نشرات الاخبار وفي البرامج السياسية بالفضائيات السودانية ليتحدثوا لنا عن الوضع الاقتصادي وليبشروا الناس بالخيرات التى لا نراها إلّا في فخيم (بدلهم) وبريق (ساعتهم) التى يظهرون بها على شاشات التلفزيون.
(3)
· رأيت (الفقر) في كل البقاع يفقر ناسه..
· وجدت (المعاناة) في كل الدنيا تذهب بسماء الكبرياء..
· علمت ان (الحزن) اينما يقع ، يكسر اهله..
· إلّا هم وجدت فقرهم يزيدهم (غناء) ..ومعاناتهم تمنحهم (ثبات) ..وحزنهم يجعلهم اكثر (قوة ونقاء).
(4)
· حدّثوا وسائط وسائلنا الاعلامية ان انتشال الجثث وارتفاع العدد المستخرج من قاع النيل لا يعتبر انجازا للسلطة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة