|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
هذه النقوش كانت على شاهد ضريح صاحب البحر القديم حين حدق فى الموت بمدينة أبها السعودية وجري نشرها فى صحيفتي الصحافة ورأي الشعب وتقرأ : نقوش على شاهد ضريح صاحب (الكمنجات الضائعة )الشاعر مصطفى سند. قال رحمه الله : أيها الشادي بلحن الحب يا طير المدارات الجميل. قلت : مصطفى سند (قبره يزار بمدينة أبها السعودية ) صاحب (البحر القديم )و (ملامح من الوجه القديم )و غيرها من دواوين الشعر المصفى حسب قاموسه فى رثاء صاحب (العودة إلى سنار ) كان يعمل وكيل ببوستة المجلد ذات المعمار الفيكتوري بذاك الطوب الأحمر فى منتصف العقد السابع من القرن العشرين وقتها كانت مغريات الخدمة المدنية المنضبطة التى خلفها الانجليز بالسودان القديم تسمح لأبناء أم در ودار الصباح عموما بالتجوال طوعا داخل ربوع السودان. تجلى ذلك التجوال الملهم لافندية الخدمة المدنية بفجاج السودان الجميلة و الموحية تحدبدا بيئة غرب و شرق وجنوب السودان الساحرة فى قريض أبناء أم درمان من لدن صاحب الدهليز المنهدم فى ديوانه ذى الأجزاء الأربعة (أفق و شفق ) كما تأملنا فى خرائده المدهشة عن عيون الماء تلك ب (دلامى ) و (رشاد ) شرق جبال النوبة التى تعد من حيث السحر و الطقس و المناخ و الخضرة المثمرة من اجمل مناطق السودان إلى جانب اشعار الناصر قريب الله عن (أم بادر ) و تلك الكاهليه التى غنى لها الصوت الراقى كابلى و خريدته عن (خور أربعات ) شريان (شيخ برغوث )الذى أعاد سحره إليه (انشودة الحب العميق ) أو كما قال. حدثنى صاحب البحر القديم فى العام 1990 خلال مشاركته فى ليلة شعرية بدرها تم بجامعة الخرطوم أنه صباح أول يوم لوصوله المجلد لمباشرة عمله بالبوستة قد تلقى عدة جرادل مليئة بالحليب الطازج حلب الدغش كترحيب به من الجيران الذين علموا وصول ضيف جديد إلى المجلد و قد حل اول أيامه ضيفا بحوش نمر حرقاص مريدة نجل العمدة مريدة ناظر المزاغنى إحدى فروع العجايرة الخمسة للمسيرية الحمر وقد خلد العمدة حرقاص هذا فى الأدبيات المحكمة فى لسان شكسبير كونه مضيف الخواجى الانثروبولوجى الأشهر يان كننسون الذى ظعن و أقام عدة سنوات فى مرحال الناظر حرقاص بداية منتصف خمسين القرن الماضي ليكتب عبر الملاحظة كتابه الأشهر عن عن عرب البقارة من منطلقات النسب و السلطة ويعد أهم مرجع حتى الراهن فى تاريخ المنطقة الملتهبة تلك وقد أفادت بعض مادته التاريخية حكومة السودان فى إيراد بعض الحقائق الجغرافية حول قضية أبيي بلاهاى قبل سنوات وهذا باب واسع. لعلمى أن مصطفى سند قد سلخ عمرا بالمجلد خلال تتلمذى بالمجلد الشرقية ذكرت له اننى من (عيال المجلد القديمة ) لأجل جرح ذاكرته شديدة الثراء فذكر لى عدة شخصيات علقت بذاكرته من فضاء المجلد منهم قادم زين ذاك السندالى الأشهر بسوق الصفارين بالمجلد وقد كان صديقا لمصطفى سند يزوره فى ورشته علما أن السندالى قادم زين قد أهدى الشاعر مصطفى سند حين هم بمغادرة المجلد حربة رمزية من صنع يده ذكرها سند لاحقا فى مقالاته النثرية التى كان يكتبها بصحيفة الأيام نهاية السبعين و بداية الثمانينات عبر كتاباته الميتافيزيقية ذات الصور السحرية عن شخوص و ظواهر رآها عبر تجواله المبدع فى ربوع وطنه القديم ولقد علمت بعد سنوات من تأمل تلك المقالات وانا فى المرحلة الثانوية انها تدخل فى باب أدب المقاومة عبر الرمز لطغيان نميرى و حكمه لأجل تحاشي مقص الرقيب ،حيث كتب مصطفى سند رحمه الله أن شرطيا بناحية ما من ربوع السودان كان يتحول عند الليل إلى تمساح! يمخر عباب النيل الأزرق صعيد مكوار ولقد افزع الأهالى كثيرا فحاول مصطفى سند طعنه بتلك الحربة التى اهداها إليه بالمجلد السندالى قادم زين و منقوشا عليها حرفى ق ز لكن الطعنة لم تصب ذاك الشرطي التمساح فى مقتل وقد بادر التمساح حين صار شرطيا فى صباح اليوم التالى بإعادة الحربة المغروسة على جلده منذ ليل البارحة إلى صاحبها مصطفى سند واراه موضع الطعنة الفاشلة ثم علمه كيفية طعن التمساح فى مقتل المرة القادمة. من أكثر خرائد سند علوقا بذاكرتى القديمة تلك المهداة إلى الثائر شمال أيرلندى بوبى ساندز وقد كتبها مصطفى سند خلال استشفاء بالدوحة حيث عمل صحفيا فترة ما وقد كشف فى حوار قبل وفاته تعرفه على المناضل بوبى ساندز عبر أحاديث جانبيه مع ممرضة بريطانية خلال الإضراب عن الطعام الشهير لبوبى ساندز الذى احتل نشرات الأخبار وقتها و لم يرفعه رغم مناشدة بابا الفاتيكان شخصيا له عبر رسالة تعج بالإيمان وقد ختم سند تلك القصيدة بذكر هذه الرسالة عبر صورة شعرية سحرية اخاذة جعل الصليب يزدهر و ينبض بالحياة وبها غزل ساحر لمدينة بلفاست عروس الثلج كما وصفها سند وتشف القصيدة تلك عن روح كونية وهم انسانى واسع تعج به خرائد مصطفى سند كما تجلى فى تلك القصائد ذات الموسيقى الشعرية الهادئة التى اهداها سند إلى محمود درويش و معين بسيسو وغيرهما من شعراء فلسطين لكن أجمل ما قرأت لسند هو قصيدته الحزينة تلك فى رثاء شاعر الحقيبة محمد البشير عتيق (1909_1992) ولسبب اجهله لم يثبتها مصطفى سند فى أعماله الشعرية الكاملة التى صدرت فى حياته أو حتى دواوينه المفردة لكنها منشورة بصحيفة الإنقاذ الوطنى. العبد الفقير مصطفى سند الان بين يدي مليك مقتدر فى جدثه بمدينة أبها السعودية ذات الطبيعة الساحرة التى تليق بخيال سند كشاعر من طبقة نادرة وتكاد تكون منقرضة فعسى أن يسقى من الكوثر وأشهد له فى هذا المقام انه يمتاز بصفة صارت عملة نادرة بين البشر المخلوقين من طين لازب هذا العصر المتكبر هى صفة التواضع الإنساني الذى لمسته فى حديثى النادر معه تلك الليلة المقمرة بجامعة الخرطوم حيث كان رغم علو كعبه فى ديوان الشعر السودانى الاصيل يشعرك انه يصغي إليك بكل حواسه مع تفضله بالتبسم فى وجهك رغم علو شأنه الجمالى فى ميزان الأدب و شهرته الموجبة التى سار بها الركبان داخل وطنه السودان. له الرحمة و المغفرة. الفقير لرحمة مولاه : احمد اللمين أحمد .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم.. بقلم احمد الامين احمد...!!! | عبدالكريم الامين احمد | 08-15-17, 11:16 AM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | عمر مصطفى مضوي | 08-15-17, 12:00 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | علي عبدالوهاب عثمان | 08-15-17, 12:50 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 08-15-17, 01:57 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 08-15-17, 02:01 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | khaleel | 08-15-17, 02:19 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | حسن ادم محمد العالم | 08-15-17, 02:39 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | الصادق اسماعيل | 08-15-17, 07:36 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | محمد حيدر المشرف | 08-16-17, 11:22 AM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 08-16-17, 11:55 AM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | الصادق اسماعيل | 08-16-17, 07:37 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 08-16-17, 08:27 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 08-19-17, 01:04 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | إبراهيم عبد الحليم | 08-20-17, 10:17 AM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 08-20-17, 11:50 AM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 09-02-17, 01:29 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 09-02-17, 01:39 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 09-04-17, 08:34 AM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 09-13-17, 02:59 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 09-23-17, 10:26 AM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 09-29-17, 01:48 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 08-19-18, 03:12 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 08-19-18, 03:32 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 08-19-18, 03:41 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | Abdullah Idrees | 08-19-18, 03:43 PM |
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم | احمد الامين احمد | 08-19-18, 03:48 PM |
|
|
|