قطر تضخ 15 مليار دولار في الاقتصاد التركي

Quote: هل سيشهد العالم عملة بديلة للدولار تم نشره في الأحد 26 آب / أغسطس 2018. 12:00 صباحاً غسان الطالب* نراقب اليوم بكل اهتمام تطور الخلاف الاقتصادي التركي الأميركي وانعكاس ذلك على قيمة صرف الليرة التركية؛ حيث فقدت ما يقارب الـ22 % من قيمتها، وقبل ذلك وتحديدا في العام 2014، واجه لروبل الروسي السيناريو نفسه الذي تعرضت له الليرة التركية فكانت صدمة قوية لقيمة الروبل الروسي الذي انخفض بشكل حاد، لكن استطاعت روسيا أن تتجاوز هذه المشكلة ثم تعافى بعدها الروبل. اللافت للانتباه هنا أن الإدارة الأميركية في كل مرة يبرز خلاف اقتصادي أو سياسي مع إحدى القوى الاقتصادية المؤثرة تلجأ الى استخدام الدولار للضغط على هذه الدول، كما هو حاصل الآن مع تركيا، وهذا ما أشار له رئيس لجنة الأسواق المالية في مجلس الدوما الروسي (اناتولي اكساكوف)، مع التلميح الى إمكانية تحول العالم الى التفكير بإيجاد عملة بديلة للدولار الأميركي في التعاملات المالية الدولية، وبالفعل يلاحظ أن مجموعة كتلة بريكس المكونة من (الصين والهند وروسيا وجنوب افريقيا والبرازيل)، بدأت تناقش جديا البحث عن بديل للدولار الأميركي في المبادلات التجارية فيما بينها، ويعزز فرصة هذا التوجه أن هذا التكتل يمثل نصف سكان العالم بانضمام الهند والصين له، ويمتلك 30 % من صناعة العالم و40 % الزراعة، إضافة الى ما يتمتع به من مواقع جغرافية عالمية ومهمة جدا، كذلك ما يمتلك من مخزونات ضخمة من الموارد الطبيعية، مع العلم أن تركيا التي تمثل ثقلا اقتصاديا عالميا لا يستهان به، بدأت تفكر في الانضمام الى هذا التكتل، مما سيفقد الدولار الأميركي أهميته وينكشف للعالم القيمة الحقيقية للدولار الذي انخدع به العالم منذ 1944 بعد ما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وانخفضت قيمة العملات الوطنية للعديد من الدول المشتركة في الحرب. العالم اليوم ينظر الى الصين ويترقب ردود فعلها تجاه حرب الدولار مع بقية دول العالم. فبادرت الى اتخاذ قرارها بشراء النفط باستخدام عملتها الوطنية "اليوان" ثم قرار الحكومة الروسية بتخفيض استثماراتها في الديون الحكومية الأميركية وخطت تركيا خطوة مهمة في سحب ودائعها من الذهب من البنوك الأميركية. إذا نحن على أعتاب مرحلة جديدة يترقبها العالم تهدف الى إيجاد البديل للدولار الأميركي، مما سيفقده أهميته العالمية وقيمته الوهمية، وهذا سيؤدي الى فقدان أميركا لنفوذها الاقتصادي والسياسي في جزء مهم من العالم، هذا إذا علمنا أن الناتج المحلي الإجمالي الأميركي يبلغ نحو 20 تريليون دولار منها فقط 5 تريليونات دولار دخل حقيقي و15 تريليون يأتي من دول العالم بسبب استخدام الدولار، مما يعني انكشاف القيمة الوهمية للدولار الأميركي والتي على أساسها كانت تتم عملية المبادلات التجارية بين دول العالم من دون أن يكون هناك قيمة حقيقية للدولار. من المؤكد أن تركيا ستجد لها في هذه المعركة الاقتصادية من يساندها ويقف الى جانبها ولن تكون وحدها، فلديها من الموارد الاقتصادية ما يكفي لتعيد المسك بزمام الأمور وتعيد التوازن لسعر صرف عملتها الوطنية.