كائن الوعاب (الهوبيط): اساطير الهدندوة والسنما العالمية المعاصرة..!!

Quote: هذه الفقرة منقولة بالحرف من كتاب ابراهيم فوزي باشا (السودان بين يدي غردون وكتشنر ، وردت في ص 33-34) (ومما يتصل ببحر الغزال بلاد النمانم وبلاد (القورقرة) التي تكثر فيها الببغاء ذات الذنب الأحمر. ولذلك اخذت اتنقل من مشارع التجار حتى وصلت الى تلك الجهات. واهل النمنم حمر الألوان نحاسيون عراة الأجساد غير ان نساءهم يسترن عوراتهن بالحشائش الخضر التي يغيرنها كلما جفت وكل ما يملكون من انواع الحيوانات وطيور الدجاج التي تفوق العد على قدر ما يناسب حال كل منهم وكذلك الكلاب ولحمها عندهم افخر ما يأكلون وهو طعام امرائهم ولذا كانت قليلة عندهم واراضيهم واسعة تنبت قصب السكر والذرة والموز ينبت وحده في غابات شاسعة لكثرة نزول الأمطار هناك وفي طرف هذه البلاد جبل يسمى جبل (الدنبو) لأهليه رجالا ونساءا شغف كبير بالغناء يضربون الألحان على السفافير وهي ضرب من الناي باتقان عجيب ومن عاداتهم ان ينزلوا في راس كل عام وقت الحصاد ويمروا على البلدان واجران المحاصيل للتسول بغنائهم فيجمعون قوت عامهم ويعودون الى بلادهم وهم يصطادون الوحوش والطيور والفيلة لأكل لحومها وهم انعم اهالي تلك الجهات مراسا واضعفهم جانبا لا يعتدون على احد كما لا احد يعتدي عليهم وقد سألت عن الذين يأكلون لحوم البشر منهم فعلمت انهم اهل قبيلتين فقط من بلاد النمنم وليس ذلك من عادة القبائل كلها وان اكل الإنسان عند تينك القبيلتين ليس دائما وفي كل حال بل اذا مرض احدهم وغلب اليأس من شفائه اسلمته قبيلته الى الأخرى لتأكله كما تفعل الثانية بمريضها مع الأولى ومن ذلك يتبين ان اكل لحوم البشر في بلاد نمنم ليس غذاءا عاديا لهم كما يتوهم البعض بل هي طريقة اتخذوها لبيان معزة احدهم عند الموت ويرونها اسمى شأنا من دفن الإنسان في القبر او احراقه بالنار مثلا. ويرون في ذلك راحة لهم من عناء انشاء المقابر واحتياطاتها الصحية أما سكان قوروقورو وهي من ذلك الإقليم ايضا فهم بيض الوجوه صفر الشعور زرق العيون كأنهم اوربيون يعيشون في القارة الأوربية ولكنهم يخالفونهم في زيادة الشقرة في اللون حتى ان الراءي ليستغرب وجود مثل هؤلاء الناس في وسط القارة الأفريقية وعلى القرب من خط الزوال وفي هذه البلاد حيوان يسمى (البعام) اشبه شئ بالإنسان في صورته وقامته يستأنس كالقردة وله شعر مسترسل خلف ظهره وعلى جانبيه فائق في طوله جميل في منظره يتغزل به السودانيون كما تتغزل العرب في عيون الجآذر والغزلان وتجاول اهل قوروقورو قبيلة تسمى (تيكتيكه) اهلها اقصر مارأيت قامات وهم على غاية من الوحشية في معيشتهم ونفورهم من غير ابناء قومهم)