|
Re: كشف عِلمي مهول لأحد حُكام أفريقيا العباقر (Re: Biraima M Adam)
|
=
Quote: هل هم كسالي كما ورد في بوستي أم لا ؟. |
بالطبع وبملء الفم : لا وألف لا .. لا يوجد شعب كسول يا عزيزنا بريمة، وكيف يكون الأفارقة كسالى يا أخي (عبد العظيم مكي) وهم الذين كان يُعهد إليهم في الماضي - وما يزال في الحاضر - بأشّق الأعمال؟!
هناك تنميط تدمغ به بعض الشعوب ويتم تمريره بخبث بما ينطلي على الكثيرين. فإخوتنا الحُكام في شمال الوادي وأنظارهم مركّزة على ما بين أيدينا وليس على وجوهنا نجحوا في ترويج فرية كـسلي وكسلك وكسل كل من يقع جنوبهم، وسيان إن كانوا صعايدة، نوبة، أو سودانيين .. أما سادتنا البِيض في القارات التي تقع في الجزء الشمالي للكرة الأرضية فكانوا أوّل من روّج فرية كسل ودناءة وانحطاط الأفارقة في السابق والتي يُعاد ترويجها ودق جرسها بدأب وقوة هذه الأيام تمهيداً لأن يفعلوا بشعوب القارة والمنطقة نفس ما جرى للهنود الحُمر ومع الأستراليين الأصليين.
حروب الإبادات في القرون الماضية سبقها قصف تمهيدي ثقافي مركّز على الشعوب الأصلية لإفراغها من المحتوى والمعنى، وكانت آلية القصف المعنوي أخطر وأشد مضاءً من القصف المدفعي وبدأ الهجوم كثيفاً على معتقداتهم وثقافاتهم، باعتبارهم كُسالى، كما نُعتوا بشتى النعوت: "متخلفين" و"كُفّار" و"وحوش" يُمكن قتلهم دون أي إحساس بالذنب.
وهو نفس ما يجري الآن في هذه المنطقة الغنية بالثروات المعدنية والأراضي الخصبة والمياه العذبة، والتي يجري استغلالها وينهب مِن داخل بطنها - على عينك يا تاجر - كل أسباب التقدم الحضاري بما فيهم ثرواتها وشبابها ومتعلميها وعقول مثقفيها.. بينما شعوبها متهمة بالكسل وبالتوحش والتخلف والإرهاب والبربرية تمهيداً لأن يبِل من تبقى منهم رأسه استعداداً للحلاقة والذبح حلالاً بلالاً على سُنة وشرعة الإمبريالية، تمهيداً للحاق بمن سبقوهم من تلك "الشعوب البدائية".
ولعلكم لاحظتم بالأمس الأربعاء أن الدنيا قامت وقعدت، وأن مجلس الأمن عقد جلسة طارئة من أجل شخصين (جاسوس وإبنته) لمجرد محاولة فاشلة لتسميمهما في بريطانيا وما يزالان على قيد الحياة.
لكن بالمقابل لا أحد من سادتنا "الإنسانيين" الذين يصفوننا بأقذع وأقبح النعوتمستعد أن يذرف دمعة حزن واحدة على عشرات الأرواح التي تتعرض في أفريقيا عند راس كل ساعة للإفقار والجوع وتموت في صمت.. أو تلك التي تتساقط وتتطاير بالعشرات جراء الحروب الأهلية المبرمجة في منطقتنا وبالطبع لن يتذكر أحد تلك الجثث التي تُهرس تحت ثِقل أعتى القنابل بامتداد المنطقة العربية الأفريقية.
مشكلة أفريقيا والمنطقة ليست في كسل أو "بربرية" شعوبها المشكلة يا إخوتي بريمة وعبدالعظيم في هؤلاء الحُكام الأبقار الذين يمتلكون المزارع والأبقار ويمسكون بقرون الأوطان ويتعاملون مع الشعوب باعتبارها محض قطيع في مزارعهم الخاصة.
... .. .
|
|
|
|
|
|
|
|
|