في الذكري الخامسه لإغلاق بيت الفنون (خمسه سنوات من الظلم الصراح) نوفمبر 2012 ----------------نوفمبر 2017
بقلم: طارق الٱمين
في ليلة الإغلاق وفي ذات المبني وامام المسرح كان احدهم قد قذف بحصاة تمر مستاءا من القرار الجائر، فمكثت هنالك ،وظلت تنمو من باطن الٱرض وتنمو الي ان صارت اليوم نخله مثمره والمكان من حولها لايزال متوشحا بسواد الظلم حيث الصمت و الاغلاق واقعا ،وظلاما يمتد من حولها يحكي سيرة القهر والاستبداد في ذات المكان .
تمر هذه الٱيام ذكري ثقيله علي القلب والنفس ،ذكري اغلاق الصرح الثقافي المثابر مركز بيت الفنون الثقافي، ففي مثل هذه الايام وقبل خمس من الاعوام كان( علي كرم الله) مستشار وزارة الثقافه ومسجل الجماعات الثقافيه قد اصدر قراره بالغاء ترخيص مركز بيت الفنون الثقافي وعدد من المراكز الثقافيه الاخري ابرزها مركز الدراسات السودانيه ومركز علي الزين ومركز الاستاذ محمود بالاضافه لمركز الخاتم عدلان للاستناره والتنميه البشريه ان اغلاق مراكز الثقافه والفنون يقف شاهدا علي كذب ونفاق الطغمه الحاكمه وتبجحها المستمر بتوفر الحريات وسياده مناخ الحوار الوطني وحريه التعبير تٱسس بيت الفنون في الخرطوم بحري في العام 2009 ورغم عمره القصير فقد كان قد احدث نقله نوعيه وحراكا ثقافيا وابداعيا واجتماعيا وانسانيا مقدرا في حركه المجتمع المدني السودانيه مساهما بقدر وافر في تبديد ظلام العاصمه السودانيه واشعال امسياتها بالليالي الثقافيه في مجالات الشعر والمسرح والموسيقي والقصه القصيره وقدم كثيرا من الاسماء الفنيه اللامعه التي تشغل مواقعها الان في ساحه العمل الفني والثقافي والعمل الطوعي والانساني ،فقاد مبادرات التضامن مع المدارس والتلاميذ في دعم العمليه التعليميه في البلاد كما احيا كثيرا من الانشطه ومعارض الكتاب والمكتبه المدرسيه وقدم الكثير من المساعدات للاجيال الشابه في مجال التدريب الفني والتنميه البشريه بمرور خمس سنوات من الاجهاز علي ذلك الحلم الفسيح تقف الحكومه عاريه من العدل والمنطق والمساواه بين مواطنيها ان اغلاق مركز بيت الفنون يمثل وصمه عار في جبين المسؤلين كافه لاسيما من يتشدقون بعبارات السلام والحريه والديمقراطيه وحقوق الانسان لقد جاء تجاهل الحكومه للمطالبات المتكرره التي تنادي باعاده فتح المراكز الثقافيه والتي تضمنتها حتي توصيات الحوار الوطني المزعوم ، جاء ذلك دليلا ساطعا علي معاداتها فكريا وبنيويا لقضايا الثقافه والفنون وحقوق الناس في العمل العام السلمي والديمقراطي،إذ يستمر الاغلاق والتعتيم علي الحريات الاساسيه في زمان التبجح بمصالحه الولايات المتحده ورفع العقوبات واطلاق الحريات ووسط دعاوي التطبيع مع اسرائيل ،الم يكن من الاولي رفع العقوبات عن الشعب السوداني وجماهيره والتطبيع معه قبل الاخرين؟ ان الاصرار علي انتهاك الحقوق والابتعاد عن تحقيق العداله ومحاربه الانشطه السلميه مع انتشار ممارسات ظلم السلطه و الفساد يؤكد ان السلطه الحاليه هي ذات سلطه القمع والقهر التي قفزت الي الحكم بالانقلاب العسكري وحكمت بالاغلال وتكميم الافواه وظلم الناس وقهرهم واشعال الحرب علي شعبها وملاحقتهم في انشطتهم اليوميه ومعاداة الفنون واضهاد الحقوق وهي من الممارسات التي سيتجاوزها التاريخ في هذا الجزء المظلم من العالم عاش بيت الفنون معلما في درب الحقوق ورمزا لظلم السلطات وقهرها وإستبدادها وعاشت الحريه والكرامه الانسانيه مشاعلا في طريق شعب السودان يبحث عنها في كل الازمان وسيجدها وان طال السفر طارق الامين مدير مركز بيت الفنون الثقافي المغلق بامر الاستبداد نوفمبر 2017
العنوان
الكاتب
Date
كتب طارق اللمين في الذكري الخامسة لاغلاق بيت الفنون
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة