06:50 PM January, 27 2018 سودانيز اون لاين عبدالرحمن إبراهيم محمد-بـوســطن، الولايات المتحدة مكتبتى رابط مختصر رغما عن أن هذه المقدمة والقصيدة المتممة لمحتواها قد نشرت فى اراء حرة و مقالات إلا أننى رأيت ضرورة إعادة نشرها هنا لسببين أولهما أن الرقابة النصية الأتوماتيكية للموقع قد حذفت كلمات أراها ضرورية لإستقامة النص والمعنى والسبب الآخر هو أن المطلعين على قسم الاراء الحرة والمقالات ينحصر عددهم فى المتابعين لذلك القسم من الموقع فقط فتقل أمكانية الإطلاع على هذا الموضوع الهام. يا شـبابـنا دعـوا الخـنوع و فـَتـِّحوا طـاقـات الأمـل دعونا نتحادث بكل الصراحة والوضوح. فإن ما حدث لنا هو أننا فئة المتعلمين إستمرأنا السبهليلة والعشوائية والإنجاز بالتمنى والقناعة بالأحلام بدلا عن التفكر والتفكير والتخطيط والمثابرة والإجتهاد والثقة بالذات إيجابيا إستشرافا للفعل والعمل من أجل تغيير الواقع وإن تطلب ذلك ثورة تعيد صياغة الأمة وتضعها على طريقها القويم. ولكن مع الأسف آثر كثيرون منا بلوغ المرام سلبا أما بإلغاء الآخر أو تحطيمه. فأضحى الإنجاز لدينا سالبا على الدوام: كم شخصا حطمنا، وكم عدوا قتلنا، وكم فكرا قهرنا، وكم رأيا فندنا، دون بديل نبذل ولا عطاء نوصل. ودون أن نعى فى خضم هذه السلبية أننا لن نبلغ مراما لأن الآخر مبغاه هو نفس مبغانا وأهدافه تتطابق وأهدافنا. فنحـبط ويصيبنا الياس والقــنوط ونظل نلعن فى "البلد الحـفـرة" و"الشعب الـتافـه" و"الوطن الكارثـة"؛ ونعيد ونكرر المقولة المنسوبة لشيخ أبو سن "على الطلاق السودان دا زى بول الجمل عمره مابمشى لى قدام". وما درينا أننا نزرع القـنـوط ونقبر الأمل بذلك! فكيف لنا إذا أن نتخطى الصعاب ونجتاز المحن ونستشرف الإنجاز؟
فهناك خطوط حمراء فى مصير الأمم. وأشدها خطورة هو فقدان الأمل فى الوطن والقـنـوط من الشعب والزهد فى الأمة. وتتضاعف فداحة الكارثة وكبر الجرم حينما يصل إلى هذه المرحلة الشباب الذين يفترض فيهم أن يكونوا بذرة التغيير وأمل الإنجاز ومعاول إعادة بناء الأمة. ومما يحز فى النفس أننا ننتشى ونطرب ونحن نرى الشباب يكيلون السباب للوطن دون أن نفرق بين العداء للنظام والخيانة للوطن. فهذا وطننا فلنعمل على أنتشاله من "الحـفـرة" التى دفناه فيها، وحكمنا علية بوعينا أنه سيظل خالدا فيها أبدا.
فمثلا بقدر ما سعدت بشاعرية الشاب محمد عبيد الفاضلابى وهو ينزف شعره بصدق، بقدر ما أوجعنى حتى النخاع تصريحه بكره الوطن فى قصيدته التى بترت من برنامج "ريحة البن"، وظلت متداولة بإستمرار وإستمتاع فى وسائط التواصل الإجتماعى والإسفيرى. وهو الشاب الذى يفترض فيه التغنى بالأمل وحتمية الإنعتاق الذى لابد منه والحض على روح الثورة. فكيف يمكن للوطن أن يخرج من وهدته وأن يتقدم إذا ماكان الكل بمن فيهم الشباب ينتظرون أن يتغير حال الوطن بدون جهد ولا عمل ولا عطاء ولا حتى بعقد النية الإيجابية فى العمل من أجل التغيير، بدلا عن السلبية التى تمكنت منا فى إنتظار المجهول الذى سيعيد للوطن أمجاده. فنحن وخاصة شبابنا هم الوحيدون الذين فى أمكانهم تغيير هذا الواقع المرير وبناء البديل المرتجى إن أردنا ذلك. فلا مناص من أن يخضع القدر ويسطر التاريخ مجدا جديدا كالإعجاز الذى مكن السودانيين وحدهم عبر التاريخ من كل جيوش العالم من كسر مربع للجيش البريطانى مرتين فى معركة تاماى الوادى ومعركة أبو طليح. وكذلك هزيمة جيش جرار يقوده إستعمارى صلف خبرته المعارك وتمشدق بأنه سيدك الأرض بأحذية جنده ويرفع سماء الكون بسونكى بنادقهم. فأتاه القدر وسجل التاريخ لأول وآخر مرة يباد جيش بأكمله وقوامه خمسةعشر إلفا من الجند فى ربع ساعة لا أكثر. ويظل التاريخ يذكر أن جيش هكس تهاوى وتضعضع فى شيكان فى خمسة عشر دقيقة فقط. ومن إحباطاتنا أننا لا نعلم ذلك لطلابنا فى علوم التاريخ التى نمجد فيها ألفرد ورجال الشمال والإسكندر المقدونى وبسمارك وإنتصارات الحلفاء. وهذه مواجع لى لها عودة، بإذن الله.
ولكنى الآن بصدد معالجة موجع مؤذى. فوالله قد إهتزت روحى وتضخمت مواجعى لرفضى القاطع لنبرة اليأس تلك التى ظلت تدور فى وسائط التواصل الإجتماعى للشاعر الشاب الفاضلابى الذى ذكرت. فجرت أبياتى الفورية هذه تجاوبا روحيا مع عطاءه آملا أن يعى هو وإخوته لما تجب أن تكون عليه روح الشباب المقدام الذى عشمنا أن يبشرنا بالثورة والنهوض من الكبوة والإنطلاقة لآفاق المستقبل الرحيبة. آوليدى فـَتـِّح طـاقـات الأمـل عفيت منك أبوى شــعرك تمام وكل كلامك حــق فتيت مواجـعنا رصـيت الحـقيقة البى حـروفا تبق ذكرتنا للشـرف الكان عزيز فينا نتباهابو نتشـدق لكننا إنذلـينا تـب من كل وضـيـع ووطـنا إتفـرتـق سـاس الوطن هـدوهو كلـيا ومـرق الركـيزة أنشـق ماتت كُلُّ أحـلامنا والشـمس غابت والقـمر خـنق بس ياوليد قلبى أيـاكَ تقفل لى باب الأمل تغلق ماتكره للوطن المن دونه لايمكن لى قلب يخفق الـوطـن مامات أبوى ولا يمكن حـتى إن عشـرق وأكيد، بى قحـتكم يا شـبابنا كل المـرض بيمـرق وينتـَفَّ المنافق السمسار اللى خير البلد بيسرق وسيل الثورة يتحدر مطـر هطال بى رعـد وبرق يغسل الأفاك والكتال وكل مريض عياهو شـبق أجلخ أشعارك سـيوف للعز جـردها للنزال تبرق أبنو البلد تخطيط سليم بالعلم وشورة بى منطق عـشـان تفـرح آمـالنا: طـنبورا يـرن ووازاتنا تتنطق اللافـح العمة مكوية والليى طاقيته ميّيل وشـنق أخـوات عـزه يتباهن فخُـر ويرفعن للـوطن بيـرق تتلم أطرافه تتـقدم، جـنوب وشـمال غرب وشرق نموت نحنا ويعيش وطن لعالى المقام يسـمق _____________ عبدالرحمن إبراهيم محمد بوسطن 27 يناير 201818
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة