مالذي يعطّل وحدة المعارضة ؟

مالذي يعطّل وحدة المعارضة ؟


01-24-2018, 11:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1516834342&rn=4


Post: #1
Title: مالذي يعطّل وحدة المعارضة ؟
Author: طه جعفر
Date: 01-24-2018, 11:52 PM
Parent: #0

10:52 PM January, 24 2018

سودانيز اون لاين
طه جعفر-تورنتو..اونتاريو..كندا
مكتبتى
رابط مختصر


مالذي يعطّل وحدة المعارضة ؟
نعرف جميعاً أن وحدة المعارضة شرط أساسي لإسقاط النظام بالطرائق السلمية و ضمان لإستقرار الديمقراطية التي ستعقب إسقاط النظام النظام الإسلامي الفاسد المستبد. لقد أصبح هذا الشرط عزيز المنال و سيظل غير مستحيل لا بل فهو ممكن و قابل للإنجاز إذا تورفرت الشروط اللازمة لإنجازه الإرادة السياسية لإنجازه.
المتتبع للعمل المعارض يلحظ أن القوي السياسية و منظمات المجتمع المدني مقتنعة بدرجات متفاوتة بضرورة وحدة المعارضة كشرط إساسي لإسقاط النظام الحاكم. و يبدو ذلك جليّاً في مبادرات المعارضة ذات الطابع التحالفي العريض و المتنوع إبتداء من التجمّع الوطني الديمقراطي، قوي الإجماع الوطني، الجبهة الثورية، قوي نداء السودان و غيرها من التحالفات العريضة ذات البرامج المحددة القابلة للتنفيذ و تاريخاً جبهة الهيئات التي أسقطت نظام عبود و و تجمع النقابات الذي أسقط نظام نميري. بالرغم من التعثر الذي لازم التحالفات الجبهوية للمعارضة إبان حكم الإسلاميين الفاسدين و المجرمين فعندنا كسودانيين تجارب تحالفية ناحجة علي الأقل في هدف إسقط النظام كما تمّ في اكتوبر 1964م عبر جبهة الهيئات و في مارس/ابريل 1985م عبر التجمع النقابي.
للإجابة علي السؤال المطروح سأحاول النظر للمعارضة من جبهة و للنظام من جهة أخري نتيجة للإختلافات الكبيرة بين النظام الحالي و نظامي عبود و نميري و لإختلاف ظروف عمل المعارضة في أيامهما و الآن.
أولا ممارسات النظام الحاكم الحالي معروفة لدي الجميع في مدي وحشيتها و فساده و إجرامه معلوم و الدليل عليه هو عدد ضحايا النظام الذي ربما يفوق عدد ضحايا أي نظام مستبد آخر في العالم الثالث. للنظام الحالي طبيعة ملتوية و مراوغة فأهل النظام يظنون أنهم ساهرون علي حراسة دستور يكفل الحريات و يحمي الحقوق و هي أكذوبة تشهد عليها حالة حقوق الإنسان في السودان و حالة الحريات الصحفية و حالة النقابات و غيرها و الكارثة الإقتصادية الماحقة التي يعيشها الشعب السوداني تحت نير النظام المجرم و الفاسد تشهد علي لا جدوي هذا النظام التالف و ضرورة إسقاطه
ثانياً طبيعة النظام من الناحية الإقتصادية هو أكبر تحالف لرأس المال الطفيلي المعتاش علي جهاز الدولة و علي عاتق المواطن. أما من الناحية الفكرية هو إسلامي يدعي الطُهْر و التعفف الديني و ليس في مماراساته أي مسحة للدين غير التدين الزائف و الإستغلال المفجع لمعتقدات الشعب السوداني خاصة الإسلام . و من الناحية السياسية فهو نظام مستبد مدمن للكذب و التدليس السياسي.
أما المعارضة و هي موضوعنا الآن فهنالك حركات مسلحة متعددة أهمها من حيث العدد و الإرث السياسي و التراكم النضالي الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال و حركات دارفور و حركات شرق السودان. الحركات المسلحة يعبيها عدد من الأمور أهمها إستشراء الروح القبلية علي كوادرها في مستويات الكادر الناشط و القاعدي ربما لإنعدام التعليم أو تدنيه لأبعد الدرجات نتيجة لسياسات التهميش التاريخية التي عانت منها أقاليم السودان المختلفة بدرجات متفاوتة. أدت هذه الطبيعة القبلية لإستحالة توحيد بنادق الثوار تجاه هدف إسقاط النظام الذي يمثل أسوأ نظام أنتجه المركز القابض بالحديد و النار علي موارد الدولة و الممسك بالعنف بمفاتيح السياسة . و المعارضة المسلحة ليست محصنة ضد الإنقسامات السياسية و حالات السقوط في أحضان النظام بشراء الذمم و الترغيب و غيرها من أساليب الإسلاميين الفاسدين. بذلك تكون الحركات المسلحة ضعيفة الأثر و عالية الصوت من غير إنجازات علي المستوي العسكري و السياسي إلا القليل غير الفعّال. أما المعارضة السلمية فحالتها واضحة للجميع فلقد تشظي الحزب الإتحادي الديمقراطي لعدة أحزاب نتيجة لعمليات النظام التي استهدفت تمزيق وحدته عبر الرشاوي و الإستدراج و التوريط و غيرها من الطرائق المعروفة للنظام الفاسد و المجرم و مؤسساته و كذلك الأمر في حزب الأمة و صار لدينا الآن عدد متزايد من الأحزاب الإتحادية و أحزاب الأمة . و جميعنا يعلم بمشاركة بعض العناصر من عائلتي الميرغني و المهدي في أعلي مستويات الحكم بمؤسسات النظام المجرم و ما لذلك من مترتبات كارثية علي الشعب السوداني. بذلك يكون ما يتم من الحزبين الإتحادي و حزب الأمة من جهد معارض هو تشويش و تمزيق للمعارضة أكثر من أنه جهد يهدف لإسقاط النظام إجمالاً. و حالة الحزب الشيوعي ليست علي ما يرام نتيجة لإنشقاق الخاتم عدلان، الهجرة و تقليدية أساليب العمل و لا جدواها خاصة في فروع الخارج التي صارت مترهلة و ليست ذات نفع يذكر. ربما يكون حزب المؤتمر السوداني هو الأكثر تنظيماً و فعالية في الوقت الحالي.
لقد كانت إتفاقات فصائل المعارضة بشِقيها المسلح و السلمي مع النظام الحاكم سببا أساسياً في فقدان ثقة السواد الأعظم من السودانيين المستقلين سياسياً لثقتهم في الأحزاب السياسية و كانت إهداراً لكوادر حزبية صارت من جوقة النظام و صاروا أكثر فساداً من الإسلاميين أنفسهم و لا مكان هنا للأمثلة.
يشكل القمع و التنكيل بالخصوم السياسيين الخلفية المأساوية للمشهد السياسي السوداني لأن القمع و التنكيل بأهل الرأي و المواقف الواضحة ضد النظام تتم ممارسته من جانب النظام بمنطق أضرب المربوط تخوف الفالت. تسبب القمع الممنهج في عزوف السواد الأعظم من السودانيين عن الإنتظام في تكوينات سياسية كائنة أو بناء تكوينات سياسية تخصهم فتكلفة العمل السياسي الجاد عادة ما تكون باهظة و غير محتملة للكثيرين فصار حالهم هو حال الخواف ربّي عياله أو سيبكم من الهم!
العزوف عن الإنتظام في التنظيمات السياسية أحد أهم الأسباب في ضعف التنظيمات السياسية فهي متآكلة و غير نامية و عدم ازدياد عضوية الحزب المعين هو أكبر دليل علي تلف ممارسات الحزب المعين لعمله وسط الجماهير و عزوف السودانيين عن الإنتظام في صفوف الإحزاب يحرم الأحزاب الكائنة من كوادر كانت ستغيّر واقع تلك الأحزاب و تنتهي من التسوس السياسي الذي يهري عظامها. يمكننا تلخيص أسباب عدم وحدة المعارضة في الأمور التالية: إستشراء التحيزات القبلية في الحركات المسلحة. الإنقسامات السياسية أو الإنقسامات بسبب الإنتماءات الجهوية و القبلية و القومية. الإنقسامات السياسية. عمليات القمع و التنكيل بالخصوم التي يمارسها النظام بدأب شديد لإضعاف و إرهاب خصومه. هجرة السودانيين بكثافة مما جرد البلاد من كوادرها البشرية و أسلهم لعطالات المهاجر. الأزمة الإقتصادية الطاحنة. هذا إلي جانب عزوف السواد الأعظم من السودانيين عن الإنتظام في صفوف الأحزاب و الإكتفاء بحالة التفرّج علي ما يتم دون إكتراث بغير واجبات الفرد السوداني الإجتماعية المعروفة.
المخرج من هذا الواقع التعِس يكون بالحفاظ علي جذوة الأمل متقدة و الإيمان الصارم بضرورة التغيير من أجل واقع أفضل يليق بالشعب السوداني و التسامي الجاد عن صغائر الأمور و توافهها و التركيز علي بناء برنامج حد أدني يستطيع الجميع الإتفاق عليه و هو ليس أكثر من الإتفاق علي إسقاط النظام و إقامة بديل ديمقراطي و عادل يصون كرامة السودان و يخاطب جذور مشاكلهم و يلحقهم بركب الدول المتقدمة بالأساليب السلمية و طرائق العمل الجماهيري العادية بالإضافة للإستغلال الأمثل للتطورات الكبيرة في وسائل الإتصال و ما تتيحه الإنترنت من أمكانيات للحشد و الحوار الجاد حول مستقبل السودا بدلاً عن التسكع غير المنتج في دروب الفيسبوك و الواتسآب و غيرهما من وسائط التواصل الإجتماعي.

طه جعفر الخليفة
تورنتو- اونتاريو- كندا
24 يناير 2018م

Post: #2
Title: Re: مالذي يعطّل وحدة المعارضة ؟
Author: الصادق اسماعيل
Date: 01-25-2018, 00:11 AM
Parent: #1

سلام طه
سؤالك مهم
والإجابة بسيطة، هي غياب الرؤى والخطط المستقبلية لدى المعارضة
اضف لها البُعد عن التواصل المباشر للجماهير واستطلاع آرائها
لصياغة برنامج يخاطب مشاكل تلك الجماهير وفي نفس الوقت يطرح
حلول عملية وواقعية تقدم بديل للنظام الحالي.

أي وحدة تتم في شكل تحالفات مثل التجمع الوطني نداء السودان الفجر المشرق
وغيرها تتم بناءاً على ضغوط وظروف خاصة بتلك الأحزاب، ولا تأتي نتيجة
أو استجابة لضرورة تجهيز البديل أو العمل بجدية من أجل اسقاط النظام.

أقول قولي هذا وأنا شاهد عيان على التجمع الوطني، وكنت احضر اجتماعات
أعلى هيئة فيه (هسئة القيادة)، كعضو سكرتارية، واستطيع أن أؤكد لك
أن مصالح التنظيمات في أحيان كثيرة كانت مُقَدّمة على مصالح الوطن.

لا أريد أن أحبطك ولكن أقول لك بكل ثقة، في الساعات الأخيرة لسقوط النظام
ستتوحد المعارضة حتى راية واحدة وحول برنامج فضفاض سيتم التنصل عنه بعد شهور
من سقوط النظام، وستتضارب المصالح وسنعود لمناكفات التجمع الشهيرة.

ذهاب النظام الحالي لا يجب أن يكون أولوية، الأولوية هي لتنظيم الصفوف وإدارة حوار واسع
وناقد لأداء المعارضة وإجبارها على تقديم برنامج تفصيلي لمرحلة ما بعد الاسقاط، غير ذلك
سيكون (نفخ في قربة مقدودة).

الشعب عاجلاً أم آجلاً سيطيح بهذا النظام وبقانون (ملء الفراغ) ستأتي قوى انتهازية
لتعيدنا الى وضع سيء آخر، ربما يكون أقل سوءاً بكثير من الوضع الحالي
ولكنه سيكون سيء على كل حال.

Post: #3
Title: Re: مالذي يعطّل وحدة المعارضة ؟
Author: معاوية الزبير
Date: 01-25-2018, 01:31 AM
Parent: #2

شكرا يا طه

عزيزي الصادق إسماعيل، قلت إن
(الإجابة بسيطة، هي غياب الرؤى والخطط المستقبلية لدى المعارضة اضف لها
البُعد عن التواصل المباشر للجماهير واستطلاع آرائها..
)
سؤال: كيف يمكن للمعارضة أن تتواصل "مياشرة" مع الجماهير لاستطلاع آرائها؟
أقصد ما هي الوسائل، الطرق، الزمان، المكان، الجماهير..

Post: #4
Title: Re: مالذي يعطّل وحدة المعارضة ؟
Author: محمد على طه الملك
Date: 01-25-2018, 02:15 AM
Parent: #3

الإخوة طه الصادق معاوية لكم تحياتي..
نعم سلبيات العمل المعارض أورثنا الاحباط..
وهي سلبيات لا مجال لتقليصها أو تجاوزها إلا من خلال التسامي في هذه المرحلة والتركيز على الهدف ..
كل الفعاليات السياسية يجب أن تفهم أن هذه ليست هي المرحلة التي يتكسب من خلالها ..
صحيح موقفه من النظام ودرجة مقاومته يُحسّن من كسبه المستقبلي بعد زوال العصابة الحاكمة ..
ولكن في النهاية صناديق الاقتراع هي التي تحكم وتتحكم ..
دوافع الصراع والغيرة وأحيانا المكايدات بين الفعاليات السياسية ..
لن نتجاوزها إلا بتكرار دورات المنافسة الديمقراطية الحرة ..
فهي وحدها الكفيلة بتصحيح الاخطاء واستعدال المسار ..
هذا الميراث الثقيل من المكايدات وعدم التوافق حول القضايا الكبرى ..
وعدم استقرار الحكم الديموقراطي بصيغته التعددية ..
أسهمنا فيه أيضا نحن كشعب لم يصل وعيه بعد إلى مرحلة التخلص من عصبيته التنظيمية والروحية ..
فباستثناء التجربة الانتخابية الأولى التي أنجزت الاستقلال ..
لم يفوض الشعب حزب واحد حتى يمكنه من تنفيذ برنامجه ..
ومن ثم محاسبته على إخفاقاته بحرمانه من الأصوات في الدورة التالية ..
بل كنا بطريقتنا في منح الأصوات نضع اللبنة الأولى في عدم استقرار الحكم ..
لأننا كنا نجبر الأحزاب على التحالف لتكوين الحكومة ..
وكان ذلك أس بلاء العمل الحكومي وعدم استقراره ..
الأمر الذي يفتح شهية الطامعين في اللجوء إلى العسكر ..
ومن ثم إجهاض التجربة دون أن تكمل دورتها الأولى ..
نحن نحتاج لتكرار التجارب الديمقراطية حتى وإن كانت فاشلة دون تسلط من العسكر ..
إلى أن يرتقي وعي وفهم الشعب في ممارستة لحق الاقتراع إلى مستوى البرنامج المطروح ..
لا مجرد الولاء التنظيمي لحزب بعينه ..
بذلك وحده تنضج تجربة الفعاليات السياسية وتتراكم خبرتها ويستقر الحكم ..
ويمضي تداول السلطة سلميا وينتقل سلسلا عبر الأجيال كما الحال في الدول المتقدمة..
في حاضرنا علينا دعم فيما هو بين أيدينا ..
والعمل معا نحو جسر وتضيق شقة الخلاف فيما بينهم سواء كان ايديولوجيا أو برامجيا ..
إلى أن نعبر ونتخطى بالوحدة عقبة عصايات الحكم الكأداء .

Post: #7
Title: Re: مالذي يعطّل وحدة المعارضة ؟
Author: طه جعفر
Date: 01-25-2018, 03:07 AM

ولكن في النهاية صناديق الاقتراع هي التي تحكم وتتحكم ..
دوافع الصراع والغيرة وأحيانا المكايدات بين الفعاليات السياسية ..
لن نتجاوزها إلا بتكرار دورات المنافسة الديمقراطية الحرة ..
فهي وحدها الكفيلة بتصحيح الاخطاء واستعدال المسار ..
هذا الميراث الثقيل من المكايدات وعدم التوافق حول القضايا الكبرى ..
وعدم استقرار الحكم الديموقراطي بصيغته التعددي
...........................................................

شكراً يا استاذ محمد علي طه الملك
عين العقل
لو وضعت اصبعك علي الجرح
و لنحافظ علي جذوة الأمل متقدة


Post: #6
Title: Re: مالذي يعطّل وحدة المعارضة ؟
Author: طه جعفر
Date: 01-25-2018, 03:05 AM
Parent: #3


شكراً يا معاوية الزبير
و سؤالك وجيه أتمني أن يجيب الصادق عليه
لإثراء النقاش
نورت البوست يا زول

Post: #5
Title: Re: مالذي يعطّل وحدة المعارضة ؟
Author: طه جعفر
Date: 01-25-2018, 03:03 AM
Parent: #2


ذهاب النظام الحالي لا يجب أن يكون أولوية، الأولوية هي لتنظيم الصفوف وإدارة حوار واسع
وناقد لأداء المعارضة وإجبارها على تقديم برنامج تفصيلي لمرحلة ما بعد الاسقاط، غير ذلك
سيكون (نفخ في قربة مقدودة).
.......................................................................

شكراً يا الصادق
أتمني أن تكون بخير
ليك وحشة يا زول
لا اتفق معك يالصادق لأن إسقاط النظام و غقامة البديل الديمقراطي
شرط أساسي لإدارة حوار بين القوي السياسية و الناشطين و غيرهم
في ظل النظام الحالي يستحيل الحوار الحقيقي الجاد
إلا في دوائر ضيقة
نتيجة لحالة مصادرة الحريات و القوانين غير الإنسانية التي يستخدمها النظام لإخضاع المواطنين