2 كرِّسِ اللّحظةَ القادِمةَ، من هناك، من مُنعطفِ الورِيدِ الثّالِثَ عشرَ الذي يعلُو قليلاً عن بابِ المُسامرةِ اللَّطيفةَ بينكَ وطيفَ طيِّبةٍ ماتتْ وهي تشتهيُّ أن تولّدَ لتكونا معاً في مُجابهةِ هذا الموتَ المُتناسِلَ في الكُونِ... كرِّسها يا قلبي المفتوقَ لقهقهةٍ ماجِنةٍ ماجِدةٍ بطولِ المسافةِ بين البِنتِ وولادِتها التي لم تتِمّ.. وانكتِمَ إلى الأبدِ.
3 في المُنتصفِ كما حدّدتْ غيمةٌ بيداءَ وعانقتَها أو كما انتاشتْ زخةُ عِطرٍ فاجِرٍ أنفي أعني مثل أن تقعَ في فضاءٍ زاخِرٍ بالكواكِبِ الهاطِلةِ على فجواتِ اللّيلِ. في المُنتصفِ حيث يتماهى الشّجنُ في الشّجو أن ترتفِعَ ليس كالطّيفِ أو الطّيرِ أو حتى مثل حُلمٍ شَرّدتُهُ عنكَ في طُفُولةٍ ماكِرةٍ إنما أنتَ عينُكَ... في المُنتصفِ، أو الحافةِ -ما عدتُ أذكُرُ- ريثما تُمليُّ روحَكَ المُراوحةُ اللّحظةُ المُعينةُ في السِّرِّ تقِفُ في المفترقِ ... أيُّ عينٍ لكَ ستصطكَّ بالبردِ تستأسدُ على الطُرقِ المارةِ إلى الاِنتِهاءِ أيُّ مسافةٍ قُطِعتْ، أيُّ حيلةٍ لعبُورٍ رقيقٍ بين الفُواصِلِ أزقةُ النفسِ ترتيبٌ لاحتِراقٍ طفِيفٍ أعني في المُنتصفِ حيثُ لا شيءَ يضيءُ إلاكَ لا شيء يعلو ينفجِرُ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة