قال الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نور الدائم : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله كما لا نهاية لكمالك وعد كماله ، الحمد لله الذي تفضل فعمً إفضاله ، وأنعم فتم نواله ، وستر فتواصل غفرانه ، وأحسن فتم إحسانه ، كريمٌ جليلٌ جلً جلاله ، غفورٌ حليمٌ ما أعظم شأنه تعالى في دنوّه ، وتفرد في علوّه ، فلا يدركه وهم ، ولا يحيط به فهم ، فهو الأول والآخر والظاهر والباطن ، الذي وسع كل شيء علماً ، تنزه في أحديته عن نهاية ، وتعاظم في أبديته عن كناية ، سبحانه لا شريك له ، وهو الواحد لا من عدد ، وهو الباقي بعد الأبد ، له خضع من ركع ، وذل من سجد ، تعرف لقوم حتى عرفوه ووحدوه عن كل ما سواه وتعاظم لقوم حتى ذلوا وخضعوا ولم يتعدوا ما أمرهم به لسواه ، وأبغض قوماً حتى غابوا عنه ولم يصبروا على قضائه وبلاه ، وأحب من أحب حبيبه الأعظم محمداً% ، وأكرم من صلى عليه% ..
ولما كان تصنيف هذه الصلاة فضلاً من الله ومنة ، وكان شكر المنعم واجباً ، قال أبو الأسرار الأستاذ الشهير والقطب الكبير سيدي الشيخ أحمد الطيب ابن مولانا البشير قدس سره : قد صنّفت هذه الصلاة بتكوين الملك الأعلى لا حول لي في ذلك ولا قوة إلا بالله ، فقد كنت ذات ليلة راقداً في المسجد الحرام ، فرأيت شخصاً أتاني وقال لي : الله راض عنك ، فقلت له : ما اسمك ؟ قال : السيد محمد المبارك ، ومن سكان حجب الجلال ، فألهمني الله في ذلك الوقت أنه ملك من الملائكة الكرام ، ثم قال لي عليه السلام : من قرأ هذه الصلاة مرة واحدة فكأنما طاف بالكعبة سبع مرات ، وأن الله تبارك وتعالى ينزل على الطائفين ستين رحمة ، وقارئ هذه الصلاة مرة واحدة له نصيب من تلك الرحمات ومن قرأ هذه الصلاة مرتين فكأنما صلى مع النبي% في ليلة القدر ، وأن الله تعالى قال في محكم كتابه العزيز مشيراً لفضل الليلة المذكورة ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) فقارئ هذه الصلاة مرتين له ثوابان ، ثواب ليلة القدر ، وثواب الصلاة مع النبي%، ومن قرأ هذه الصلاة ثلاث مرات فوالله ليس له جزاء إلا الجنة ، ومن قرأ هذه الصلاة عشر مرات فإن الله يغفر له ولو قتل الرقاب ، ثم أتاني النبي% والملك المذكور عليه السلام جالس عندي ، فوضع النبي% في تلك الحالة يده على رأسي وقال : قبلنا ما قاله السيد محمد المبارك ـ يعني من فضل هذه الصلاة ـ ثم قال لي عليه الصلاة والسلام : هذه الصلاة قد أعطاها الله لك من السموات السبع ، وقال لي رجل من أولياء الله تعالى ـ عند قوله هذا% كالمفهم لي يعني أن سر السموات السبع في هذه الصلاة ، ولا غرو فقد قال الإمام الهمام أبو العباس سيدي الشيخ أحمد زرّوق الحسني المغربي رضي الله عنه : قد يدّخر الله تعالى لبعض المتأخرين ما عسر على المتقدمين ، وذلك كفضل هذه الصلاة ، ولما عرضت هذه الصلاة - بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - على قطب الطريق وكنز التحقيق أبي روحي سيدي الأستاذ الشيخ محمد بن عبد الكريم المدني الشهير بالسمان ـ قدس الله سره وأمدنا بمدده في كل آن ـ قال : إنها بإلهام من الله تبارك وتعالى ، وإني سميتها “ سر الأسرار في ذكر الصلاة على النبي المختار ” فإذا توجهت بهذه الصلاة أيها الأخ على المحبوب الأعظم فاجعل نفسك بين يديه ، وأنه% ناظر إليك وسامع للفظك بها أكثر من استماعك أنت لها ، لقوله عليه الصلاة والسلام : “ أنا جليس من صلى عليّ ” ولقوله%أيضاً : “ حيثما كنتم فصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني ” ولقوله%: “ من صلى عليّ بلغتني صلاته وصليت عليه ، وكتبت له سوى ذلك عشر حسنات ” ولقوله %: “ إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني عن أمتي السلام ” ولقوله% : “ من صلى عليّ عند قبري سمعته ومن صلى عليّ غائباً بُلّغته ” فإذا علمت ذلك ، فاعلم أنه سيد العارفين من جميع طبقاتهم ، والممد لهم في خلواتهم وجلواتهم ، وأرضهم وسماواتهم ، فإذا قرأت هذه الصلاة فكن في حالة الصمت والحياء ، وملاحظة صورته% بعين قلبك في جميع الآناء ، فإن الأدب معه% هو غاية الظفر بالمقصود والأرب ، وعكسه عين العطب ، فإذا داومت على الحالة المذكورة فلا ريب أنك تصطلم في الحضرة المحمدية الإلهية النوراينة ، وتكون بذلك من أهل الصحبة والوفا ، بجاه نبينا المصطفى
العنوان
الكاتب
Date
سر الأسرار في ذكر الصلاة على النبي المختار... ويلـيـه الصلوات الطيـبـية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة