كانت بطلة قصته فوزيه (وهى ابنة عمه) تقف بجانبه بشاطئ المعمورة بالاسكندريه عام 1948 بعد أن أكمل دراسته الثانويه فى كلية فكتوريا وطلب منه ابن عمه سعد تأجيل عودته للسودان والبقاء معه بالاسكندريه لقضاء بعض الاعمال التجاريه والتخليص بالميناء ولحين ظهور نتيجة الامتحان النهائى للشهادة الثانويه وتحديد الجامعه التى سيتم قبوله بها ...فكان يومهما بين العمل من الصباح وبعد العصر على الشاطئ .... كان حسن متميزا بذكائه وتفوقه الدراسى وكان مولعاً بالرياضه ومعروفاً بحسن أخلاقه وطيبة معشره وبوسامتة واناقته ... كان الحادث عند الصخرة اللعينه التى اخطأ عندها توقيت القفز على الماء مع علو الموج فيرتطم عنقه بالقاع الضحل ويُصاب بكسر بفقارات الرقبه أقعده لعشرين عاما هى نصف عمره بشلل رباعى افقده القدرة على تحريك أطرافه الاربعه واختفت من حياته منذ ذلك الوقت لتتركه للوحدة ومعاناة المرض ولم يقف بحانبه الا صديق عمره الراحل أحمد المصطفى والذى كان يجمع بينهما حب الفن والرغبه فى تعلم العزف على العود منذ الصغر تأثراً بالموسيقار محمد عبدالوهاب ومتابعة افلامه بسينما كوليزيوم منذ افتتاحها عام 1935 بفيلم الوردة البيضاء.... كتب أول قصيدة له هى التى تحكى قصة سفره الذى كان سبباً فى معاناته (سفرى السبب لى عنايا..) وارسلها للعميد الراحل بشركة ابوالعلا مع سائقه على ثصاصة صغيرة ليحاول أن يغنيها وبكى أحمد وهو يقرأها...تناول باشكاتب الشركه المرحوم على قيلى القصاصة من أحمد بعد أن تنبه للأمر وأعاد صياغتها وضبط قافيتها وكتبها بخط جميل ولم يمضى ذلك اليوم حتى أكمل أحمد تلحينها وغناها فى حفل بالمسرح القومى بامدرمان فى مساء تفس اليوم ... لم يرضى الأمر والد حسن وأسرته وطلبوا من أحمد عدم التغنى بها ... ويمر عام كامل وينسى أحمد كلمات الاغنيه حتى حضور ابن عمه سعد ابوالعلا وصديقهم وزميل الدراسة بكلية فكتوريا مامون بحيرى من لندن ويطلبا من أحمد أن يسمعهما الاغنيه التى كان المرحوم خانجى مدير الاذاعه فى ذلك الوقت قد قام بتسجيلها والاختفاظ بها على جهاز تسجيل جديد صادف شرائه للاذاغة نفس يوم الحقل الذى غنى فيه أحمد الاغنيه بالمسرح وقام خانجى بتسجيلها وحفظها لسماعها شيه اليومى... طلب سعد ومامون من أحمد مواصلة مشوار مساعدة حسن بالخروج من عزلته بمشاركة فاغلة فى المجتمع وتشجيعه على كتابة ما يجيش فى نفسه ويقوم أحمد بتلحينه وآدائه وقام سعد ومامون باقناع والد حسن بذلك ... وافق حسن بشرط أن يتم آداء قصيدته الثانيه فى العيد فوافقوا وكانت (لاحت بشاير العيد وانا الوحيد حيران...) ومنها توارد ذلك الزخم من الابداع الذى تردده الاجيال حتى يومنا هذا ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة