|
Re: الشيخ ابن عثيمين يقول حلق اللحية من الكبا� (Re: امتثال عبدالله)
|
شكرا امتثال على هذه المداخلة وهي تعطيني فرصة لتوضيح بعض المسائل التي لا يفهمها كثير من المسلمين. أولا: صحيح أن هناك أحاديث تحض على إعفاء اللحية ولكن مثل هذه الأحاديث ليست من سنة العبادة وإنما تسمى سنة عادة يؤجر فاعلها ولا يؤثم تاركها. ولذلك القول بأن حلق اللحية من الكبائر هو من تزيُّد الفقهاء، وهو قول منكر. ثانيا: الفقهاء يعرفون السنة بأنها عمل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وإقراره وهذا خطأ. فالنبي عليه السلام مثلا أمر المسلمين في وقت من الأوقات بعدم زيارة المقابر بينما لم يمتنع هو عن الزيارة، وفي مرحلة قادمة سمح لهم بزيارة المقابر. الأستاذ محمود محمد طه لديه رؤية في مسألة تعريف السنة تستحق أن يعرفها الناس:
((السنة والشريعة
ولقد ذكر النبي في حديثه الغرباء ، وقال إنهم هم الذين يحيون سنته بعد اندثارها .. وهم ، بالدعـوة إلي هذا الإحياء ، يصبحون غرباء بين أهليهم ، وذلك لما يصحب هذه الدعوة من خروج عن مألوف ما عليه الناس .. هم غرباء الحق بين قوم يغدو الحق بينهم غريبا لطول ما ألفـوا الباطـل فظنـوه حقا ، ولطول ما غفلوا عن الحق .. إن مما ألف الناس أن سنة النبي هي قوله ، وإقراره ، وعمله .. والحق أن هذا خطأ ، فان قول النبي ، وإقراره ، ليسا سنة ، وإنما هما شريعة .. وأما عمله في خاصة نفسه فهو سنة .. نعم هناك من قوله قول يلحق بالسنة ، وذلك هو القول الذي ينم عن حال قلبه من المعرفة بالله .. أما أقواله التي أراد بها إلى تعليم الأمة في أمر دينها فهي شريعة ، والفرق بين الشريعة ، والسنة ، هو الفرق بين الرسالة ، والنبـوة ، أو هـو الفـرق بين مستـوى الأمـة ، مـن أعلاها إلى أدناها ، ومستـوى النبي .. وذلك فـرق شاسع وبعيد .. السنة هي عمل النبي في خاصة نفسه ، والشريعة هي تنزل النبي ، من مستوى عمله في خاصة نفسه إلى مستوى أمته ، ليعلمهم فيما يطيقون ، وليكلفهم فيما يستطيعون .. فالسنة هي نبوته ، والشريعة هي رسالته .. وإنما في مضمار رسالته هـذه قال : (( نحـن معاشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قـدر عقـولهم )) ـــــــــــــــ
ياسر
|
|
|
|
|
|
|
|
|