|
Re:
عن مفهوم الطغمة المالية وجدل مهدي عامل م (Re: زهير عثمان حمد)
|
شكرا أستاذ زهير لجلب هذا المقال.
وهذا المقال يؤكد ما كتبت عنه من قبل حول عيش الطبقات المتعلمة في الدول النامية في شرنقة المصطلحات. فكم من الحبر أريق في اللف والدوران لأن واحدا من المفكرين أو من يسمون أنفسهم مفكرين لا يريد أن يقر بخطأ تحليلاته أو حتى تسمياته. فيظلون في حوار الطرشان هذا دون مخرج عملى أو حتى نظرى من هذه اللاكونة. وهذا الإنغلاق على الذات يحرمهم من الإطلاع على مساهمات شعوب قارات أخرى، وأفكار نيرة أنتجتها تلك العقول.
فمثلا هذه الأشكالية التي يتحدثون عنها في لبنان حسمتها مدارس الاشتراكية والماركسية في أميريكا اللاتينية منذ عقود بإبتكار مفهوم الكمبرادورية أو السمسارية للرأسمال العالمى وبالضرورة الإرتباط الوثيق بل العضوى بالإمبريالية. لذا فإن من الخطأ الظن بأن الرأسمالية الغربية إما صناعية أو تجارية بنكية. فهذه مفاهيم عفا عليها الزمن. لأن اليوم نظام الإنتاج الغربى متكامل فالتجارة عبر التسويق من أهم مكونات المؤسسات الصناعية. لذا فالعلاقة هي بين الرأسمالية الصناعية-التجارية والرأسمالية التجارية-المالية التي تمول الصناعة والتجارة فتحدد مسار كليهما أو حتى فرضية أمكانيتهما. وبالتالي تأتى تبعية الطبقة السمسارية أو الكمبرادورية في دور الوسيط بإستخلاص المنتجات الزراعية والمواد الأولية وليس "الزراعة التصديرية" فقط كما ينظران. فالمواد الخام والمنتجات الزراعية من البلد المستغل وتصديرها بأسعار متدنية مع إستيراد المنتجات المصنعة من نفس هذه المنتجات الأولية وتسويقها في البلدان النامية بأسعار مذهلة يتم بواسطة هؤلا الوكلاء من الطبقة السمسارية أو الكمبرادورية، ويكون نصيب هذه الطبقة لكل تلك المجهودات حصولهم على عمولات محدودة ولكنها مميزة كبرا عن بقية مداخيل الناس في البلد المستغل. وبالتالي يمكنهم السيطرة على السوق والمنتجات المصدرة والمستوردة وعلى السياسة لفرض هيمنتهم نيابة عن الرأسمال الأمبريالى العالمى بالوكالة.
ولك الشكر يا صديق.
|
|
|
|
|
|