|
Re: ترجمة المشاعر: andquot; الحزن النبيلandquot;... (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)
|
وقد كان إهتمامى بالقضايا الأفريقية والإنتاج الفكرى الإفريقى من عمر مبكر. فقد كان والدى عليه رحمة الله ملما بأمور كثيرة، وأتجرأ بالقول بأنه كان مثقفا، رغما عن أنه لم ينتظم فى الدراسة المدرسية إلا عامين فقط، بعد أن أضطر لأن يعمل فى مكتتبة ليعول أمه وأخوته وأخواته. وكان من عادته أن يشترى أغلب، إن لم يكن كل، الصحف اليومية السودانية والمصرية والأسبوعيات أيضا. وكان يتطوف بكل نشرات الأخبار فى راديوه االذى كان لا يفارقة بعد صلاة المغرب وحتى ينام. مما نجم عنه توعدنا على متابعة الأخبار حتى صارت لديناعادة. فتفتحت أعيننا على الواقع الإفريقى كما كان يرد فى تلك الصحف اليومية المجلات والأسبوعية. والإذاعات وتشكلت رؤانا بالأعداد الهائلة من أطراف إفريقيا ممن كانوا يزورن متجر الوالد عليه رحمة الله الشهير بعطوره المتفردة والنزيهة، إضافة إلى تبحره فى العلاج بالأعشاب، الذى ورثه من أجداده و لم يكن يتقاضى عليه شيئا وإنما يهب العلاجات مجانا. فنشأت بيننا وبين أولئك النفر من أطراف إفريقيا التى كانت تتكرر زياراتهم للمتجر مودة وتشاركنا معهم الطعام والشراب. تلك كانت بدايات الوعى والتعلق بإفريقيا وأساس الإهتمام بها وإحتضان قضاياها. وزاد تشوقى للمشاركة فى أوجه حياة القارة بعد قراءتى لترجمة جمال محمد أحمد لمؤلف باذل ديفدسون "إفريقيا تحت أضواء جديدة". ثم كانت لقاءآتى مع الشباب والطلاب الأفارقة وأسفارى للمؤتمرات الطلابية والدور المحورى لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم فى دعم حركات التحرر الإفريقية. مما مهد للقاءأت وتواصل مع قادة الحركات التحررية فى فترة كان النضال للإنعتاق من ربقة الإستعمار فى قمته. ومن ضمن ذلك، وأنا فى سنتى الثانية بجامعة الخرطوم ، إلتقيت بالهرم الأكاديمى البروفيسور على المزروعى عام 1966 حينما ذهبنا إلى مؤتمر الطلبة اللاجئين والذى إنعقد بجامعة ماكريرى فى كمبالا، بيوغندا. ثم كان تواصلى معه بعد إنضمامى لدار جامعة الخرطوم للنشر، حينما كنت ضمن لجنة تعد العدة لعقد المؤتمر الثانى للحوار العربى الإفريقى بالشارقة وتكونت اللجنة من الدكتور السفير إبراهيم الغيص بوزارة الخارجية الأماراتية والمرحوم المفكر السودانى والصديق العزيز محمد أبو القاسم الحاج حمد، والدكتور محمد عبدالحى عليه رحمة الله، والدكتور سيد حامد حريز والدكتور يوسف فضل. وكان قد ترك لى أمر إقتراح والإتصال بالمثقفين والكتاب والشعراء والمفكرين والسينمائيين الأفارقة والأكاديميين، لمعرفتى الوثيقة بهم وبإنتاجهم مما تعمق بعد عملى فى دار جامعة الخرطوم للنشر وحضور المعارض والمؤتمرات. وفى نفس الوقت كانت لى علاقات مميزة مع عدد من الكتاب والمثقفين العرب الذين إقترحت إضافة بعضهم إلى ذلك المؤتمر كالشاعر الكويتى خليفة الوقيان والشاعر البحرينى على عبدالله خليفة والصحفيان المصريان هبة عنايت وجمال كامل والناشر والأديب التونسى عزوز الرباعى عليه رحمة الله، والسينمائى الجزائرى لخضر حامينا.
وتفاجأت يوما بأبنى تامر يحدثنى بأن شخصية إفريقية هامة ألتقاه فى جامعة هارفارد كان قادما لتقديم محاضرة؛ وتعرف عليه بعد أن سأله هل أنت من السودان؟ ولما تأكد له سأله عن سبب تواجده فى أمريكا. فحكى له أنه ولد فيها بعد أن قدم والداه من السودان إلى بوسطن وأقاما بها بعد أن أستوعبت جامعة بوسطن والده بعد فصله من جامعة الخرطوم. فقال له أكيد سأتعرف عليه إن كان فى جامعة الخرطوم، بل أشك فى أنه يشبهك كما رأيته فى شبابه فى كمبالا. فتأكد له أننى الشخص الذى حسبه. فعاد التواصل بيننا وأجتررنا الذكريات، وتكرم بأن أرسل إلى مظروفا ضخما يحتوى على بعضا من كتبه ومقالاته. وسألنى إن كان فى أمكانى ترجمة بعض منها لأهميتها، خاصة تلك المتعلقة بالهوية. وبدأت فى الترجمة؛ ولكن قبل أن تكتمل نعاه العالم الأكاديمى بعد أن أختاره الله إلى جواره. وكان من ضمن ما تحدثنا عنه الإنتاج الفكرى للأدباء الأفارقة وإسهاماتهم. فذكرت له أمر مخطوطتى فى ترجمة الأعمال الأدبية لقيادات الحركات التحررية فى إفريقيا وفى دول آسيا وأميركا اللاتينية.
| |
|
|
|
|