قرأت العنوان الغريب فشدني...عمالة أفريقية تغزو حيا صناعيا في قلب القاهرة فإليكم المقال المنقول من صحيفة العرب بتاريخ اليوم
في قلب القاهرة وعلى بعد أمتار قليلة من ميدان رمسيس الذي يعدّ من أشهر ميادين العاصمة المصرية، تحوّل حي السبتية إلى قبلة تجمع العديد من الهاربين من الفقر والحروب والبطالة في بعض الدول الأفريقية، مستفيدين من صلابة أجسادهم لإقناع أصحاب الورش باختيارهم للعمل في إحدى المهن الشاقة.
لقاهرة - تستقبل مصر عمالة من جنسيات عربية وآسيوية تعمل في مهن متباينة، لكن العمالة الأفريقية أصبحت لها خصوصيتها وقد تزايدت بصورة لافتة، وبعد أن كانت مصر بلدا مصدرا للعمال بكثافة تحولت إلى مستقبل لها، لأسباب اقتصادية واجتماعية، ودوافع لها علاقة بآليات العمل وإتقانه.
عند الوصول إلى منطقة “السبتية” وسط القاهرة، تشعر وكأنك انتقلت من مصر إلى إحدى الدول الأفريقية جنوب الصحراء، بعد أن أصبحت المنطقة التي تجمع ورش ومتاجر الحديد والصلب ملاذا جديدا للعمالة الأفريقية الباحثة عن الرزق.
يشكل الشاب القادم من أي دولة أفريقية دعامة للورش والشركات العاملة في مجال الحديد والصلب والأخشاب والبلاستيك والألمنيوم، والواقعة في منطقة السبتية بحي بولاق أبوالعلا في وسط القاهرة.
كانت هذه المنطقة حتى وقت قريب مصرية خالصة في التجارة والعمالة وتوزيع المنتجات للمحافظات المختلفة، لكن بسبب ارتفاع سعر العمالة المصرية والتلكؤ في العمل، بدأت عملية نزوح أفريقية شبه منظمة، فتحوّل أصحاب الورش والمصانع للاعتماد على الشباب القادمين من دول أفريقية، هربا من صعوبة الحياة في بلادهم، أو البقاء في القاهرة كـ”ترانزيت” حتى يتسنى لهم تدبير النقود اللازمة للهروب إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
يكفي المرور أمام ورش ومصانع منطقة السبتية لمشاهدة كيف فرض أصحاب البشرة السمراء من أصحاب السواعد القوية وجودهم، وأصبح الاعتماد عليهم واقعا لا مفرّ منه.
عبدالله (من تشاد) يعمل في إحدى الورش وينقل ألواح الحديد لمدة عشر ساعات دون تذمّر، وبدا من شدة رشح العرق على جسده وكأنه يرتدي ملابس مبللة.
إلى جواره وقف محمد (نيجيري) ممسكا بيديه منشارا لقطع الحديد المصهور، ثمّ يحمل على أكتافه ما قام بقطعه ويسير به مسافة 20 مترا ليضعه داخل مخزن قريب من الورشة، ثم يعود مرة أخرى لقصّ الحديد، ويستمر على هذا المنوال لعشر ساعات يوميا.
الشباب المصري أصبح كثير التذمر ويبحث عن وظيفة تؤهله للعمل المكتبي بدافع البحث عن الراحة
بالقرب من عبدالله ومحمد، يجلس جمال خليفة صاحب ورشة الحديد على كرسيه ليتابع حركة العمال، ويتلقى الاتصالات التليفونية ممن يريدون شراء الحديد ويتعرّف على الكميات المطلوبة ويتفق مع الزبائن على الأسعار، ثمّ يتعهد بتجهيز الطلب في موعده لأن لديه عمالا مهرة وعلى قدر كبير من المسؤولية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة