اعادة بناء الدوله السودانيه بعد ما يقارب ثلث قرن من الزمان على الحكم الاسلاموى وبعد ان اعملت الانقاذ كل وسائل الدمار فى اجهزة الدوله السودانيه ما ادى لانهيار هذه الاجهزه فانه ربما صار من الضرورى اسقاط هذه الدوله (وليس النظام وحده ). اذا تاملنا اجهزة الدوله التشريعيه والتنفيذيه , اجهزة القضاء والتعليم والشرطه والقوات المسلحه , الاجهزه الصحيه وجميع اجهزة الدوله دونما استثناء لايقنا ان فسادها وخرابها قد تعدى مرحلة الاصلاح ولا سبيل لاستعادة صحتها غير هدما وبنائها من جديد.
ربما ينهض السؤال : ومن يقوم بذلك ؟ وعلى اى اساس ؟
فى مثل هذه الحالات لا سبيل الا اقصى حد من حدود الاجماع الممكنه لقوى التغيير. هذا يتطلب ان تلتقى كل قوى التغيير على برنامج محدد المعالم ومقيد زمنيا لاعادة بناء اجهزة الدوله. وهذا يتطلب حل كل الاجهزه الخربه والفاسده الحاليه واعادة بنائها من افراد مشهود اهم بالتخصص فى مجالاتهم ومشهود لهم بوطنية لا ينتقص منها انتماء سياسى او عرقى او دينى او حهوى. كما يجب ان نضع فى الاعتبار ان مياها.كثيره قد مرت تحت.جسر هذه الدوله منذ نشاتها بعد خروج الاستعمار. فقد انسلخ منها جزء عزيز وها هى اجزاء اخرى تتنادى للانسلاخ. وقد مرت بفترات حكم دكتاتورى وانظمه ديمقراطيه فاشله ومحاولة بناء دوله دينيه اودت بكل موروثاتها وعلى راسها موروثواتها الدينيه والاخلاقيه. والعصر الذى تعيشه هذه الدوله الان اوجد مفاهيم جديده كالعولمه فى مجالات الاقتصاد والسياسه والمعرفه لا مجال غير التعامل معها . على مدى ثلث قرن من الزمان اكثر من 90 % من ضباط الجيش عينهم النظام من مواليه لحراسته ومثلهم من الشرطه والامن لقمع معارضيه ومثلهم من الخدمه المدنيه للتمكين. لا سبيل الا اعادة بناء الدوله من جديد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة