عندما تذكر تم دور ودور لابد من ذكر الشاعر حسين عثمان منصور لتعريف القصيده به وتعريفه بالقصيده
يحكي الشاعر والصديق الحميم لخليل فرح حدباي أحمد عبدالمطلب عن مناسبة هذه القصيدة فيقول كانت المناسبة زواج محمد عثمان منصور ،
جلسنا أنا وخليل ومن بعد جاء الشعراء ولم يذكر اسماءهم وتلفظوا بكلمات إستفزازية غير مهذبة فغضب خليل وشحن قصيدته بالفخر والقوة
(مين يقوم يتهور يبرى القيف هناك تحته الدابي كور) (الحسود يتضور ناره ما كله لسانه كله زور ومزور) يا قليب إتجبر قوم ورينى كيف
الكرام تتصبر . والقصيدة طويلة تحكي عن الشجاعة والكرم والأخلاق والعرض . قول معاي واتفشر نحن سياج عروضن نحن يوم المحشر .
فخليل فرح رد عليهم بهذه المعاني السامية وكنت أتوقع منه أن يخرج لنا بقصيدة غزلية .
المناسبه هي منزل الشاعر حسين عثمان منصور وزواج اخيه الخليفه محمد عثمان منصور
<الخليفة...عثمان منصور...أحد أعيان الخرطوم في زمنه...يبدو أنه اطلع على أو سمع بعض القصائد السابقة...
خاصة قصائد الشاعر أبي صلاح...و كانت نتيجة ذلك...أن أبدع قصيدته...بي غرامك و تنفيذ مرامك...التي سجلها
الفنان...عبد الله الماحي...
بي غرامك و تنفيذ مرامك
بي غرامِك و تنفيذ مرامِك ... زاد هوايا و زادني انزعاجْ
طال وريدا الخَــود الخَـــريدة ... والثنايا الخَـفَتْ السراجْ
كيف أريدا غُـصن البريدا ... فوقو بدر يفوق داجْ و ساجْ
طرفو فاتِر بي لحظو باتِر ... عام صديرو و تفَّاحو ماجْ
بعضو غاتِر شوف رِدفو ناتِر ... بي الكتيف مندمِج اندماجْ
تشوف عــقودا النار الوقودا ... و الوريد أنــــبوبة زجـــاجْ
في رقــودا قائمة و قعــــودا .... المحاسن جات في ازدواجْ
وين دوايا البصلِح هوايا ... من سـقــــــامك كــــيف العلاجْ
ليكْ هـوايا قصدك سِوايا ... طــــار مـنامي و أين المــزاجْ
زاد كـمالا اليوقِد جــمالا ... الأدب يكــــشِــفْ زي ســـراجْ
في انهِـمالا عيني و وَبالا ... حـــاجبة ذاتِكْ والوَجـد هـــاجْ
حـــاجبو نوَّنْ و الدر مكوَّنْ ... بي شِــفاهو و زاد ابتهـــاجْ
ما تلـوَّنْ طبعــــــــو الملوَّنْ ... فرعو ناضِر خاتي اعوجاجْ
هـــاف ضميرا المـــلكة الأميرة ... و القِـديم المِــتْـلَ الدِيباجْ
لي ســـــميرة تصول الأميرة جـافلة نافـــرة حارفة المزاجْ
من بعـــادا الفاقتْ سُعادا ... الـــــزّلال أصـــــبحْ ليْ أُجــَــاجْ
السعـــادة في بيتا عــــادة ... لـــو رأيتا اليــــوم كنت حــاجْ
ليك سلامي بي عَـدْ ملامي ... عَــدْ بُكايا وعدد الخـــــــراجْ
عــد كَــلامي أيضاً كِلامي ... يغشى فرعو الما شال نســاجْ
فيديو الأغنية...نصاً...و بصوت عبد الله الماحي...هنا/font>
VIDEO
قصيدة...الخليفة عثمان السابقة...تكشف عن تمكن تام...وإطلاع واضح للشاعر....مدعوماً ذلك بمقدرة فذة في صياغة الشعر...
و السؤال الذي يطرأ مباشرة هو: شاعر بهذه القدرات..لماذا لم نقرأ أو نسمع له كثيراً من الأعمال؟
تتجلى المقدرة الشعرية هنا في عدة نواح:
أولاً : اختار الشاعر قافية (اج) صعبة جداً...لشاعر يكتب بالعامية السودانية و رغم ذلك أبدع وأدهش...
ثانياً : القصيدة من نفس وزن و لحن القصائد المتبارية...و في نفس الموضوع....و لكنها تتفرد بكصير من المعاني
ثالثاً: أتى الشاعر بتحد جديد لأقرانه...نجده في الشطرالأول من كل بيت في القصيدة...
و يتمثل في إستخدامه لأربع قوافي في كل مقطع...
أنظر المقطع الأول وريدا ... خريدة...ثم أريدا....البريدا....
و في المقطع الثاني فاتر...باتر...ثم غاتر....ناتر..و هكذا بقية المقاطع...
رابعاً: هناك مزج رائع بين العامية و الفصحى...و هذا يحتاج إلى إلمام جيد بالشعر العربي الفصيح ...
يماثله في ذلك الشعراء...العمري...وخليل فرح...و غيرهم...
الشاعر...و الفنان...عبد المطلب حدباي...كان صديقاً مقرباً لخليل فرح...ثم أصبح راوية لأشعاره وأغانيه و سيرته...بعد رحيله المبكر...
و قد جارى حدباي الخليل في عدد من القصائد...ذكرنا منها قصيدتان في مجاراة أغنية زهرة روما....
من ذلك أيضاً أغنية زهر الرياض في غصونو ماح... التي جارى بها حدباي قصيدة الخليل فتق ملأ الظل الوريف...التي عرضناها أعلاه....
للشاعر حدباي...قصيدة أخرى على نفس الوزن الشعري و اللحن...يقول مطلعها:
يا ليالي الهنا أحلفي .... بي صفاك كل خير تألفي
لي قران الخل الوفي
هذه القصيدة نظمها حدباي...في زواج صديقه محمد الحسن عثمان منصور....و في نفس المناسبة نظم الخليفة عثمان منصور قصيدة مجارية
يقول مطلعها:
يا ليالي الهنا أشهدي ..... العريس كل يوم شاهدي
أبقي حاضرة العقد أشهدي
نعرض الآن قصيدة حدباي...أعتمدت في نصها على أداء كرومة...
زهر الرياض بغصونو ماح
زهر الرياض بغصونو ماح و إتراخى في الساحة أم سماح
شايق من طبعو الجماح
********
هاك مني أقوالاً صحاح لا كلفة لا خوف لا لحاح
خانني عينيَّا الشحاح بالدمعة ما سقن البطاح
*******
إتجمعن و الشادي صاح بي نغمة الندما الفصاح
طرفنلو بالمُرَضا النُصاح من حينو فارقني النَصاح
*******
ما بنسى أنا الدُعج المِلاح و ما بسلى أسباب الفلاح
الشوفتو بتزيل الكلاح ساهربي لامن فجري لاح
*********
مأسور غرامن ما استراح لا انحلَّ لا ضاق البراح
الخالي مطلوق السراح إن لامنا تسقي الجاهلة راح
*******
من قالوا أو من قلنا سِيب أسمعني من حالِنْ نسيب
ذكِّرني آرام الكثيب الليهن الجيب و الكثيب
*********
الحبهن في من قديم مازجِنو بالدم والأديم
خدام جنابن يا نديم لازلت لا مالاً عديم
********
بوصف كمان ليلاتنا ديل ما بنسى أصوات الهديل
الراسي أب ديساً جديل الحشمة أب غصناً عديل
*******
أطربنا يا شادينا زين مجلسنا وأفرح للحزين
إن حل أو قام الرزين قول ليهو قط ما ليك وزين
********
يا محمد أبياتى القلال تاج في صدورن و ليك هلال
بي قدرة الحي ذو الجلال تتهنى في بيت الحلال
VIDEO
مناسبة القصائد...والأغنيات...ليس بالضرورة أن توافق مكان أو زمان إعلانها...
فمن الممكن جداً أن يبدأ شاعر قصيدة...ثم يكملها بعد يوم أو أو أسبوع...أو شهر...
ثم تأتي مناسبة...فيعلنها فيها...و لقد كانت المناسبات الوحيدة المتوفرة لشعراء الحقيبة...هي مناسبات الزواج....
لهذا لم أهتم في هذا البوست...لذكر مناسبة الأغاني...إلا قليلاً...
فموضوعي الأساسي....هو المجاراة في الوزن الشعري و اللحن و الموضوع.
الأغنيات المجارية...بين خليل فرح....و حدباي...و الخليفة عثمان منصور ...أربعة
فتق ملأ الظل الوريف خليل فرح
زهر الرياض بغصونو ماح حدباي
يا ليالي الهنا أحلفي حدباي
يا ليالي الهنا أشهدي الخليفة عثمان منصور
منقول