أستاذ داركولا أطلق عليه التلاميذ هذا الاسم فيما بينهم لأنه حصته كانت تشكل لهم فاصل من الرعب. رغم أنه أستاذ مادة اللغة العربية ومن العادة الأساتذة المرعبين هم أساتذة العلوم والرياضيات لأنها مواد معقدة عصية على الفهم البسيط وهم لا يتحملون بطأ استيعاب التلاميذ للموادمما يسبب لمعظمهم العصبية التي تنتج العنف ممثلا في (الكفيت والجلد والى آخره) لكن أن يكون أستاذ اللغة العربية مرعبا هذا ما اختص به أستاذ دراكولا. قوم يا حيوان أعرب الجملة دي. عبارة تجعل كل تلميذ يلتفت الى من يجاوره حتى يبعد عن نفسه النداء وليس صفة الحيوان. واليوم الامر يكون عند تسميع المحفوظات. يريد الأستاذ أن يسمعها بالتشكيل ويا ويل من نصب المجرور ورفع المفعول به وجر الفاعل. (في الليل يا بليد ما شايف في دي؟ في تعمل شنو تعمل شنو. تجر شنو قول قولها يا حيوان يا بليد تجر شنو؟؟) فضلا عن شكله المرعب بشعره الأجعد (الخنفس) وشاربه الكث (( الكليقة )كما يسمونه أي حزمة القش) عيونه الحمراء واسنانه الصفراء المفرقة من أثر التدخين . يوما ما وهم موعودون بيوم من أيام التسميع السوداء والقلوب ترتجف والعيون تترقب دخوله. دخل الفصل وضع السوط على الطاولة القى سلام لا يعقبه سلام وردوه برد لا يعنونه. التفت على السبورة كتب التاريخ وفي النصف الأعلى من السبورة كتب اللغة العربية. خطوات مألوفة أدمنوها حتى مع طريقة الكتابة والتفت عليهم. كانوا يتوقعون أن يبدأ أما من اليسار او اليمين أو حتى من منتصف الفصل فهو ليس له قاعدة ثابته في بداية التسميع. فجأة التفت عليهم وقال: رأيكم شنو اليوم نغير؟ ما عايزين تسميع. احكي ليكم قصة. ضج الفصل تعبيرا عن الارتياح والفرح وتنفس الصعداء وأبدوا موافقتهم. وقال: لهم خلاص عشان تعيشوا في جو القصة. قفلوا الشبابيك وأطفوا النور. وقوموا من الكراسي اجلسوا على الأدراج من فوق. تحت دهشة التلاميذ من هذه الطقوس الغريبة في حكاية القصة كما أصبح الفصل شبه مظلم غير اضاءه باهتة تتسلل من فتحات صغيرة على خشب النوافذ. قال:القصة اسمها الراعي الصغير: وبدأ يحكي قائلا:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة