إن تسنى لك يوم أمس 15 مارس 2018 المرور على صحيفة التايمز اللندنية فسوف تجد أن أحد سادتنا وقادتنا الأشاوس أتى بنصر عظيم وفتح مبين بعد أن قادته فِطنته وألمعيته وثاقب نظرته أخيراً إلى التوصل لأسباب فقـر وبؤس القارة الأفريقية.. وبما يُسّهل، وبضربة سريعة واحدة، التخلص من كل أمراض القارة ومآسيها المستعصية.
وقد خلٌص القائد الهمام إلى أن المشكلة لا تكمن في حُكامها العباقرة.. ولا تعود إلى أولئك الرؤساء العُدُول الأطهار المنزهين بطبعهم عن الفساد والإفساد، والذين تكسو وجوههم البريئة سيماء التقوى والاستقامة والزهد والورع، والبعيدين وزوجاتهم وأفراد أسرهم عن البطر والبذخ، والذين تمتلئ سِجلاتهم بكل السجايا السمحة والقيّم النبيلة..
وإنما تتمثل مشكلة القارة في عيوب جينية اكتشفها ذلك الزعيم المحبوب بعد أن عثّر عليها سيِّدنا الرئيس مصادفة وهي تختبئ بخُبث في خلايا الشعوب.
والطريف أن صاحب الاكتشاف الخطير هو قائد "ثوري" يُعد ثالث ثلاثة من الثوار الأفارقة المعاصرين: (جون قرانق، لوران كابيلا، يوري موسفيني).. والأطرف أنه أيضاً "ثوري" بوصفه يمتلك مزرعة خاصة تضم ((سربان)) من الثيران بحسب الوصف التقريظي لأحد الصحفيين الإنقاذيين "النحارير" والذي زار وتجوّل برفقة عمر البشير بين أغصان وأعناب تلك المزرعة الأسطورية وربما ارتوى - هو ورئيسه - وعبأ معدته حتى تكرّع من حليب أبقارها.
ولعلكم لاحظتم أن صورة المزرعة في الأعلى التي تُظهر الثيران بمختلف الألوان من حول الثائر الإقطاعي اليساري بل ويقف أحدها متكئاً إلى يساره، تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك "ثورية" ذلك الزعيم.
فالرئيس اليساري "الثوري" جاء متأخراً لينسب لنفسه الإنجاز المسجّل باسم الزميل اليميني بريمة ليعزو مشكلة أفريقيا لعطب في شعوبها ويعترف بأن صنف الشعوب الأفريقية هو كسول بطبعه وهو ما جعل القارة تغط في نومها العميق وشخيرها السرمدي وفق ما جاء في الرابط بالأزرق في الأعلى.
إذن فالشعوب بنظر الزعيم الألمعي ميؤوس منها لأنها لا تجتهد مثل الرؤساء، ولا تنشط مثل الزعماء، ولا تعمل بجدية مثل رئيسها الطموح أياً كان اسمه، وأياً كان الشعار اليميني أو اليساري الذي يرفعه.
وهو إقرار يُعطي المبرر المفتوح ونداء موجّه للقادرين من "المستثمرين الكِبار" و الرأسماليين الإمبرياليين مُلاك الدولار، أن هلموا وعودوا مرة – كما حدث منذ قرنين – لإعادة "إعمار واستثمار" القارة وإفراغها من تلك "الكائنات الضارة" وهاتوا مبيداتكم وحيّلكم البديعة للقضاء على سكانها وشعوبها "الوضيعة".
... .. .
العنوان
الكاتب
Date
كشف عِلمي مهول لأحد حُكام أفريقيا العباقرة، ربما لم يسبقه إليه سوى الأخ بريمة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة