**حسناء من كوكب آخر**

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 09:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-01-2018, 04:13 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
**حسناء من كوكب آخر**

    03:13 PM February, 01 2018

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله محمد-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    حسناء من كوكب آخر ,,

    هُيام ,,
    في السنة الاخيرة,,
    بكلية الدراسات التجارية ,,
    اتحاد الطلاب فازبه التحالف الوطني ,,
    في دورة ذلك العام,,
    بعدما تكتلت قوى الاحزاب المعارضة ,,
    في مواجهة الحزب الحاكم ,,
    (هُيام) لا تحب الجدال ولا المناكفات السياسية ,,
    ولا تطيق السير في طرقاتها ومنعرجاتها القاسية ,,
    التقت (عاطف) تحت مظلة نشاط الجامعة ,,
    الصدفة لعبت الدور الحاسم في تلاقيهما ,,
    كانت برفقة (جمال) ,,
    رأى (عاطف) فيها تجليات إبداع الخالق ,,
    عوالم من الالوان المتناسقة ,,
    وحزمة من ادوات الفنون و الرسوم ,,
    نحتت جغرافيا جسدها الانثوي البديع ,,
    طويلة قامتها وضامرة احشائها ,,
    عظيمة عندما تجلس ,,
    ايقاع خطواتها منتظم ومنظوم ,,
    العينان فسيحتان ,,
    اسنانها مرصعة بضوء النجوم ,,

    يكاد البرق يخطف انظار من يلمح سنا ثغرها ,,
    شعرها مسدل سائل منه الذهب ,,
    مسترسل مع اعتدال جيدها الطويل ,,
    كثافته تبين عندما تداعبه الريح ,,
    وهي في طريقها متجاوزة لبوابة الجامعة ,,
    بخطواتها الثابتة الواثقة ,,
    فيزياء جسدها الخرافي يحاكي وقع حوافر فرس جامح ,,
    لها ابتسامة خجولة يخفيها حيائها الفطري المُريح ,,
    نظراتها لا تباشر نظر من يحاورها ,,
    حديثها هامس و ضحكتها هادئة ,,
    لها ذوق فريد في اختيار البسيط و الأنيق من المستلزمات النسائية ,,
    تنبعث منها نسمة خريفية معطونة برائحة الدعاش ,,
    تكررت لقائات (هُيام) و (عاطف) العابرة ,,
    تحت مظلة نشاط الجامعة ,,
    كانت دائماً برفقة (جمال) ,,
    وفي ذات نهار صيفي التقاها (عاطف) بالكافتيريا ,,
    أين (جمال) , سألها ,,,
    اخبرته أن زميلها تغيب لظرف لا تعلمه ,,
    جلسا واحتسيا شيء من المشروب الغازي ,,
    أستئنسا بحديث تلقائي طيب أثرته كيمياء التجانس ,,
    علمت (هُيام) ان (عاطف) خريج طازج في المحاسبة ,,
    لم يدري (عاطف) ما الذي جرى ,,
    و ماذا حدث ,,
    حينما وجد نفسه ممسكاً بدفتر (هُيام) ,,
    شارعاً في شرح نظريات المحاسبة الحكومية ,,
    في اليوم التالي ذهبا سوياً الى ركن قصي ,,
    جلسا تحت شجيرة شحيحة الظل ,,
    حيث كان التعاطي الاكاديمي ,,
    و جدلية العلاقة بين الاستاذ و الطالبة ,,
    اصبحت (هُيام) ملاذ (عاطف) الأول والأخير ,,
    يأتي اليها يومياً بعد ان يقضي يومه مسافراً ,,
    كالماكوك مرتحلاً بين ظلال وحواف غابات الاسمنت,,
    في رحلات بحثه المضنية عن الوظيفة ,,
    تحت اشعة شمس الخرطوم الحارقة,,
    بعد مرور (عاطف) على رفقاء النضال بمكتب اتحاد الطلاب ,,
    يختتم جولاته بلقاء سيدة الحسن و الجمال ,,
    ليتنفس مع اريحية ذلك الوجه الذي زاده الاشراق طيباً ,,
    اما الامتاع والاشباع الروحي يكمن في رحلة العودة ,,
    مشياً على الاقدام ,, اليد باليد ,, و القدم بالقدم ,,
    الى محطة المواصلات,,
    لتبدأ رحلة عودتها المسائية ,,
    الى منزلها الكائن بالخرطوم شمال ,,
    سياحة مغربية ,, تكسوها رومانسية مُسكِرة ,,
    تتضامن وتتوادد انامل يديهما في تشابك حميم ,,
    كانت اشعار (حُمّيد) متخللة انس ذلك المساء ,,
    واغنيات الاسطورة شاحذة لهمة ذلك الحب العذري ,,
    و(عاطف) يتجلى بالهام تلك الانثى الاستثنائية ,,
    يترنم بانغام (نورا) ,,
    الملحمة الوطنية الاشهر لحُمّيد ,,
    (هُيام) تذوب انوثة ووداعة ,,
    وترخي سمعها لصوت (عاطف) الرخيم :
    لا بتعجزني المسافة ,,
    لا بقيف بيناتنا عارض ,,
    لا الظروف تمسك بأيدي ,,
    ولا من الايام مخافة ,,
    فتقول :
    (مدهش ,,, رائع ,,, رهيب ,,,) ,,
    تعاطى (عاطف) نخب الغرام مع ذات العينان الفسيحتان ,,
    في تلك الامسيات الهائمة والمغمورة بمشاعر الحب النبيل ,,
    ادمنها (عاطف) ,,
    وادمنت حضوره هي الاخرى,,
    عشقها وعشقت كيانه ,,
    اصبحا لا يقويان على مفارقة بعضهما بعضا ,,
    (هُيام) ,,,
    انثى بها إغراء محتشم ,,
    تثير كوامن النفس العصية على البوح,,
    تلهمها معاني التسامح و الصبر و التفاؤل ,,
    قوة (هُيام) تكمن في رقتها ,,
    وضعفها مخبوء تحت استفزاز القيم الانسانية المطبوعة في دواخلها ,,
    دارت الايام والتقيا (جمال) ,,
    ذُهل ثم دُهش (جمال) وتجمد ,,,
    والتصقت قدماه بالارض ,,
    لم يكن (عاطف) يعلم ,,
    ان (جمال) يحب (هُيام) كل هذا الحب المجنون !!! ,,
    وما درى (عاطف) ان (هُيام) لها روح شفيفة وساحرة,,
    قادرة على اخراج القديس من ديره ,,
    المزيج الروحي بين (عاطف) و (هُيام) ,,
    كان طاغياً على كل مكان تطأه قدماهما ,,
    في المناسبات و الاحتفالات الاجتماعية ,,
    قوبلا بكثير من الهمس و اللمز و إشارات البنان الغامزة ,,
    (جمال) لم يكن محظوظاً ,,
    لقد خسر الرهان ,,
    ربما لأن (هُيام) كانت تبحث عن دفء الاحتواء ,,
    الشيء الذي كان يفيض بغزارة من كاريزما (عاطف) ,,
    ذات الشيء الذي لم تجود به روح (جمال) ,,
    ربما كانت (هُيام) تنتمي الى ذلك النوع من النساء ,,
    اللائي لا يكترثن للذين يعتبرنهم انداداً لهن ,,,
    فلا يعرنهم اهتماماً ,,
    من شاكلة زملاء الدفعة الواحدة ,,
    و ابناء الحي الواحد ,,
    و رفقاء الصف الواحد ,,
    اخيراً امست (هُيام) محوراً لارتكاز حياة (عاطف) ,,
    محفورة في نخاعه الشوكي ,,
    متوسدة حنايا جوفه ,,
    في نومه ,, وفي صحوه ,,
    وفي كل حركاته و سكناته ,,
    تسربت كالمحلول الوريدي الى كل خلايا جسده ,,
    صحبت (عاطف) ذات نهار الى مكتب اتحاد الطلاب ,,
    رفيق من رفاق (عاطف) ,,
    كان يدير احدى سكرتاريات الاتحاد ,,
    قال ملمحاً ومخاطباً (عاطف):
    (انت صياد ماهر ياصديقي) ,,
    رد (عاطف) :
    (((لا يا رفيق ,,, ان الامر لا علاقة له بالصيد , ولا بهذه اللغة البربرية المتوحشة ,
    انها حسناء هبطت من كوكب آخر))) ,,
    صدق (عاطف) ,,
    (هُيام) لا تشبه كائنات الارض ,,
    هذا الكوكب المسكون بركام جُرم قابيل ,,
    إنها انثى مشحونة بإكسير الحياة ,,
    من قرب منها سعد ومن بعد عنها هلك ,,
    (هُيام) تجسد قيمة الوطن الفسيح بانسانه الطيب ,,
    وانهاره واشجاره و غاباته وحياته البرية الجاذبة,,
    الوطن الذي اصبح صيداً سميناً مجندلاً وممدداً على مائدة اللئام ,,
    مع (هُيام) يتعافى الناس من الهم والغم ,,
    (هُيام) تولي اهتمام خاص باغراض (عاطف) واشيائه الصغيرة ,,
    من اوراق واقلام وشنطة يدوية ,,
    (عاطف) لا يشتري شيئاً الا بعد اصطحابها معه ,,
    فهو يثق في طرائق اختيارها ,,
    ويُصاب بالانبهار لذائقتها الفريدة ,,
    تأخر (عاطف) عن موعد اللقاء اليومي ,,
    لحق (هُيام) ,,,
    وجدها على وشك صعود الحافلة ,,
    صُدمت ,,
    لحاله ,,
    اشعساً اغبراً اغبشاً ,,
    كانه لم ينم ولم يأكل اويشرب منذ امسه ,,
    لقد قضى يومه مزاحماً بين منسقيات الخدمة الوطنية ,,
    مروراً باقسام الجوازات والهجرة ,,
    المتكدسة بكتل بشرية من ابناء الوطن ,,
    يستغيثون للحصول على ورقة ثبوتية ,,
    تخرجهم من جحيم وطن اجهز عليه إبليس وجماعته ,,
    صدمة (هُيام) كانت أليمة في ذلك اليوم المشئوم ,,
    اليوم الذي رأت فيه جواز السفر ,,
    محشو في جيب قميص (عاطف) ,,
    اغرورقت عيناها الفسيحتان بالدموع ,,,
    اجهشت بالبكاء و النحيب ,,
    تيقنت ان الوطن تحت ظل حكم الابالسة ,,
    قد قرر حرمانها من توأم روحها ,,
    في عملية جراحية مؤلمة ,,
    اكثر إيلاماً من جراحات فصل التوائم السيامية ,,
    كان من اشد الايام قسوة على (عاطف) ,,
    لقد حكم عليه القدر ان يغادر موطن اجداده ,,
    وارض حبه الأول مجبراً مقهوراً ,,
    صحبته (هُيام) في نهار اليوم التالي الى المطار ,,
    لحظات مميتة من الترقب و الخوف ,,
    تخضب ذلك الوجه الملائكي بلون الدم ,,
    شحب لون تلك الابنوسة الشامخة ,,
    هزل جسمها المشدود بقوامها الممشوق ,,
    صغر حجم عينيها ,,
    لافراغهما الدمع السخين ,,
    تحول (عاطف) الى حطام من بقايا انسان ,,,
    لا لسبب ,, الا لانه احسن الظن بالدنيا ,,
    فظن انها ابتسمت له عندما وهبته (هُيام) ,,,
    وزرعتها في سويداء قلبه ,,
    واضاءت له بها دروب الحياة ,,
    وطرقاتها بالبهجة و الحبور ,,
    (عاطف) لم يكن يعلم ان تراجيديا صراع (مريم الاخرى) ,,
    سوف تتطابق تفاصيله مع مأساته بذات الشكل المُرعب ,,
    فقد اصبح (عاطف) مقياس رسم للتواصل و الرحيل ,,
    اذ ما زال وحتى يومنا هذا يمتطي صهوة الطائرة ,,
    متأبطاً تذاكر الرحلات الجوية ,,
    مسافراً ومهاجراً ,, لم تفارقه الحقيبة ,,
    عشرون عاماً ,,
    وهو يقاوم آلآم الرحيل ,,
    من موانيء الشعب المرجانية ,,
    الى موانيء المدن النفطية ,,
    وطيف (هُيام) يوقظه كلما غفى او اتكأ ,,
    وبعد عناء هذه السنين المرهقة ,,
    أُنهِكت (هُيام) روحاً وجسداً ,,
    تيقنت ان حظها كدقيق جمّاع ,,
    الذي نثروه في يوم ريح عاصفة ,,
    فاستحالت عملية جمعه ,,
    على اطفال القرى و الحضر ,,
    فعرفت (هُيام) هموم الرحيل ,,
    واسلمت امرها للقدر ,,
    فرفيق دربها المسائي قد سافر ,,
    سفراً ابدياً بلا دليل ,,
    *******
    (عاطف) معه زوجته وابنتاه ,,
    الكبرى اسماها (هُيام) ,,
    يجلس على كرسي امامه تربيزة صغيرة ,,
    في بلكونته المطلة على بحر خليج العرب ,,
    وفي كل مساء يتكرر هذا المشهد ,,
    و(هُيام) الصغيرة تأتيه بالقهوة ,,
    وتضعها على تلك التربيزة الصغيرة ,,
    ثم يسافر بعيداً ,,
    منغمساً في خصوبة الخيال و الذكريات
    مهمهماً :
    اظنك عرفتي عواصفك مهبي,,
    اباري في خيالك يسوقني ويودي ,,
    ونهرك يعدي ويجهل مصبي,,
    هواجسي البتزرع وظني البربي ,,
    بديتك خواطر بتصحى وتساور ,,
    وطيفك يزاور ورحك تحاور,,
    تجيبني في زمانك موشح اساور ,,
    اقول بس نسيتك وجرحك يتاور,,
    اظنك عرفتي عذاب المغني ,,
    وطبله المجدع شظايا التمني ,,
    حروفه البتجزع في لحظة تجني ,,
    خطاه البتهرع متين تطمئني ,,
    مسرج خيالك حصاني القبيل ,,
    معربد غباره وخلى الصهيل ,,
    مسافر مسافر وفاقد دليل ,,
    اظنك عرفتي هموم الرحيل ,,


    وفجأة يرتعش (عاطف) مبهوتاً ,,
    هُيام الصغيرة تأتيه للمرة الثانية ,,
    (بابا .. بابا .. القهوة),,,

    *****

    سماعين ,,




















                  

العنوان الكاتب Date
**حسناء من كوكب آخر** اسماعيل عبد الله محمد02-01-18, 04:13 PM
  Re: **حسناء من كوكب آخر** علي عبدالوهاب عثمان02-01-18, 04:24 PM
    Re: **حسناء من كوكب آخر** ABUHUSSEIN02-01-18, 08:15 PM
      Re: **حسناء من كوكب آخر** elsawi02-01-18, 08:28 PM
        Re: **حسناء من كوكب آخر** اسماعيل عبد الله محمد02-02-18, 09:50 AM
          Re: **حسناء من كوكب آخر** محمد على طه الملك02-02-18, 11:53 PM
  Re: **حسناء من كوكب آخر** Hani Arabi Mohamed02-03-18, 03:15 AM
    Re: **حسناء من كوكب آخر** Asim Fageary02-03-18, 05:16 AM
      Re: **حسناء من كوكب آخر** الفاتح ميرغني02-03-18, 08:38 AM
        Re: **حسناء من كوكب آخر** اسماعيل عبد الله محمد02-03-18, 08:48 PM
  Re: **حسناء من كوكب آخر** Fatima Alhaj02-03-18, 09:59 PM
    Re: **حسناء من كوكب آخر** اسماعيل عبد الله محمد02-04-18, 10:27 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de