01-20-2018 05:32 PM عثمان ميرغنى - خلال الأحداث الأخيرة دار سجال ساخن في أثير الوسائط الحديثة بين أنصار الحكومة والمعارضة.. لفت نظري تركيز أنصار الحكومة على اللعب الخشن خارج الملعب .. كان أنصار الحكومة يثيرون السؤال عن (دين) الحزب الشيوعي.. ويرفعون الفتاوى عن حرمة الإنصات أو التعامل مع الحزب الشيوعي..وطبعاً المقصود التأثير على دعوة الشيوعي لمسيرة جماهيرية (الثلاثاء) الماضي لتسليم مذكرة لحكومة ولاية الخرطوم. بعيداً عن تفاصيل الأحداث، أحسستُ بأنَّ البعض مثل “نيرون” راغب وقادر على إحراق البلاد كلها في سبيل غاياته الحزبية أو الشخصية.. فإثارة قضية الدين وإقحامها في هذا الصراع السياسي لعب بالنار، وممارسة في غاية الخطورة على المدى القريب والبعيد معاً.. الحزب الشيوعي مسجل في مسجل الأحزاب ويحوز رخصة رسمية وله مقر رئيسي، ومقرات فرعية معلومة وعلى رؤوس الأشهاد يمارس اجتماعاته ونشاطه .. فما الذي أدخل الدين هنا؟؟ بل وما هو أصلاً تعريف (الدين) المرفوع على رايات المساجلة هنا.. هل مطلوب إبراز شهادات أداء الصلوات من مساجد رسمية أو من وزارة الإرشاد أو أية جهة حكومية أخرى.. ما معنى الدين هنا؟ وهل كل عضوية حزب المؤتمر الوطني حاملون لبطاقة الدين بالمعنى الذي يثيره المتساجلون في الأثير.. أليس في حزب المؤتمر الوطني من ينتمون إلى ديانات أخرى.. حسناً.. وين كان سؤال الدين قبل الأحداث الأخيرة.. هل الحزب الشيوعي معافى من شبهة غياب الدين طالما هو بعيد عن الفعل السياسي.. ولكنه مطالب بإبراز شهادة الدين عندما يصبح في موقع الفعل السياسي المعارض.. ألا يعني هذا أنَّ الدين هنا محض سلاح يشهر في وجه الآخر عند الطلب. في تقديري الذين يستخدمون مثل هذا السلاح يُهدِّدون الأمن القومي للبلاد.. فالقضية ليست مجرد مزحة أو لعبة أو شطارة سياسية، فهناك كثيرون ممن هم جاهزون للتعامل مع سؤال الدين بأسلوب بات الآن يحرق نصف العالم العربي بنيران التطرّف .. على أية نية أقدم بعض الشباب السوداني على قتل الأمريكي “قرانفيل”؟ على أية فكرة حصد “الخليفي” أرواح الأبرياء في مسجد الحارة الأولى؟ وكررها “عباس” في مسجد “الجرافة”. من الحكمة أنْ لا نقدم الوطن قرباناً للتناحر السياسي. التيار
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة