المتاجرة بالدين ليست وقفًا على الكيزان أو من يوصفون بالإسلاميين فقط، بل حتى العلماني (وقت الزنقة) يلجأ للدين إما لتحقيق مكاسب أو دفع مضار .. قاسم بدري نموذجًا: زول علماني عديييل لا يعترف بتعاليم الدين ولا يعطيها قيمة ولا وزنا، لدرجة أن إحدى الجهات الدعوية عندما ذهبت إليه للسماح بمحاضرة قال بالحرف الواحد: (أنا ما داير دين في الجامعة). ولو كانت مشكلته مع الجهة التي ذهبت إليه فحسب لكان يمكن أن يلجأ لأي عبارة أخرى ويتحجج بأي حجة ولو كانت (التحصيل الأكاديمي) لكن الرجل لا يعترف بتعاليم الدين بل ويسب الدين علنًا وجهارا نهارًا (سب لفظي حقيقي). يكره الدين لدرجة أنه يمنع حتى اليوم إنشاء مسجد صغير للطالبات لكي يؤدين فيه صلواتهن في خصوصية بعيدًا عن أعين الرجال (أساتذة، وحرس، وفراشين، وعمال)، في وضع تحتاج فيه الأنثى للخصوصية تبعًا لحركات الصلاة التي تؤديها، فيصلين في النجيلة أمام أعين الغاشي والماشي، وقلنا الكلام ده ليه؟ عشان الناس تعرف إنو المعتوه ده بيكره الدين وليس له عنده وزن ولا قيمة، وليست مشكلته مع المتدينين أو بعض الطوائف الدينية فحسب! إذن شخص بهذا المستوى من السوء لماذا يلجأ للدين لتبرير أخطائه التي يتبرأ منها الدين نفسه؟ فقاسم بدري عندما احتج بالآية (واضربوهن) كان احتجاجه خاطئاً ومضحكًا في نفس الوقت من بروفيسور ينبغي أن يكون عنده أدنى إلمام بما يقوله، فالقرآن عندما قال (واضربوهن) قالها في سياق تأديب الزوج لزوجته، وقال قبلها: (الرجال قوامون بما فضل الله بعضهم على بعض) وأظن الخط الفكري والمنهجي الذي تسير عليه جامعة الأحفاد لا يعترف بهذه القوامة. والقرآن قال قبلها: (فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) يعني الضرب بعد الوعظ الهجر في المضجع فهل قام بوعظهن وهجرهن في المضجع؟ وهل هؤلاء الآلاف من البنات هن زوجات أو إماء عنده؟ من هنا تعرف أن استدلاله بالآية في هذا الموضوع هو استدلال كوميدي أو (حلمنتيشي) مكتمل الأركان. بل حتى الدين نفسه عندما قال (واضربوهن) لم يقل اصفعوهن أو شلتوهن لأن الصفع في الوجه حرام ولا يجوز الضرب في الوجه لزوجة ولا ولد ولا أي إنسان، ولم يقل اضربوهن بهذه الطريقة المهينة والوحشية والتي تحمل نفسية مشحونة بكل ما يمكن أن تتخيله من الطغيان والعنجهية التي يتصور معها أنه الحاكم بأمره الذي لا يُراجع ولا يقول له أحد (عينك في راسك). الفقهاء والمفسرون عندما تكلموا على ضرب الرجل زوجته قالوا: (بعمامة أو وسادة أو مسواك) يعني ما هو ضرب حقيقي، وإنما (لفت نظر) الغرض منه الإيلام النفسي أكثر من الإيلام الجسدي!
ثم وتأتي ثالثة الأثافي عندما يخرج بياناً ويستدل فيه بآيات القرآن الكريم:
يا بروف قاسم القرآن ليس أرفف بقالة تأخذ منه ما تشتهي وتترك منه ما لا تهوى، القرآن إما تأخذه كله أو تتركه كله، والله تعالى يقول: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)، فالقرآن الذي تستدل به وبالأمانة الذي جاءت فيه، هي أمانة التكليف بتعاليم الإسلام، وليس أمانة جامعة تضرب بناتها وتمنع إقامة مسجد فيها، والقرآن الذي تستدل به هو الذي يحث ويحض على إكرام المرأة وعدم الإساءة إليها، وهو الذي يقول في شأن المنافقين: (وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون * وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) ..
العنوان
الكاتب
Date
العلماني قاسم بدري والمتاجرة بالدين .. آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة