|
Re: ** قصة كفاح عطبراوي تستحق الوقوق والتأمل - � (Re: الهادي الشغيل)
|
نفس عصام سودت عصاما (قصة كفاح عطبراوي تستحق الوقوق والتأمل )
بقلم : الهادي محمد عمر الشغيل
كثير ما يمر علينا في حياتنا أشخاصاً صنعوا ذاتهم وتحدوا الظروف وقهروا العوائق والصعاب من أجل تحقيق أحلامهم على أرض الواقع ، وكما هو معلوم أن الإنسان جبل على حب النجاح والتميز في أموره الحياتية وتنحية الفشل جانباً ، فتراه يثابر ويجتهد في المضي قدماً ويسبح في بحر متلاطم الأمواج برغم صعوبة المشوار ورغم ضراوة التيار .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ** قصة كفاح عطبراوي تستحق الوقوق والتأمل - � (Re: الهادي الشغيل)
|
لم ولن أخوض في ذكر اسمه مراعاة لخصوصيته فالإسم لا يهم هنا لكن الوقوف على تجربته هي المحك حتى تكون حافزاً للكثيرين أن يحذو حذوه ، فقد أدرك بحق معنى كلمة نجاح ونظر إليها بعمق دون أن يضع مبررات للفشل ، أدرك أنه لا يمكن تحقيق المستحيل بالأماني وإنما بالإرادة نصنع المعجزات وأن الرغبة هي سر النجاح في الحياة والإستمرار والسير بقوة حتى الوصول للمبتغى والمنال .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ** قصة كفاح عطبراوي تستحق الوقوق والتأمل - � (Re: الهادي الشغيل)
|
هذه السيرة العطرة لبطلنا الهمام تصلح لأن تكون حبكة درامية لفيلم روائي طويل جدير بالحصول على جائزة الأوسكار ، صاغ فصولها هذا الفتى الذي نشأ في أسرة بسيطة الحال ، كانوا كغمار أهل عطبرة الكادحين ، لكن من نعم الله على عباده أنه ما أخذ منك إلا ليعطيك وما أبكاك إلا ليضحكك وما إبتلاك إلا لأنه يحبك ... كان والده رب هذه الأسرة عاملاً بسيطاً يعمل على عربة (كارو) يجرها حمار يحمل عليها أحمالاً ثقيلة على ظهره بالرغم من جسده النحيل الذي لا يجد ما يسد حاجته من السعرات الحرارية الكافية التي تقيم عوده كي يقو على هذا العمل الشاق ، لكن مع ذلك صامد صمود الجبال الرواسي فهو يعلم أنه يؤدي رسالته وواجبه في هذه الحياة القاسية حسب ما قسم ربه اليه من رزق ، كذلك كانت والدته تقف مع والده في خندق واحد تؤازره وتسانده وتشد من عضده صابرة محتسبة لا ترهقه بكثرة الطلبات لأنها أعلم بحاله رافضة منهج المقارنة السطحي بينها وبين مثيلاتها ممَّن يعشن في ظروف اقتصادية أحسن حالاً ، فهي دوما تتذكر نعم الله عليها التي تترى صباح مساء وأن الله منّ عليها بزوج صالح يتحرى الحلال من الرزق وذرية صالحة وبهذا اتشحت بثوب القناعة وعلمت أنها حيزت لها الدنيا بحذافيرها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ** قصة كفاح عطبراوي تستحق الوقوق والتأمل - � (Re: الهادي الشغيل)
|
فكما ذكرنا بعاليه أن الله ما أخذ إلا ليعطي فقد نشأ بطلنا الهمام في وسط هذه الأسرة وبانت عليه منذ صغره نجابة وذكاء فطري ينبئك بأنه سيكون ذو شأن عظيم ، كان مميزاً بين أقرانه لذكائه المفرط وعبقريته التي تراها بمجرد النظر إلى وجهه ، سبق أقرانه وأنداده بالمحافظة على المرتبة الأولى في الترتيب دون منازع ... كان ينظر بعين المشفق ذو القلب الرحيم إلى معاناة والده بالرغم من حداثة سنة حينذاك ويتطلع لتسارع السنين ومضيها حتى يتمكن من مساعدة والده المجاهد وتعويضه عن سنين الضنك والمعيشة الصعبة ومكابدة الأيام .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ** قصة كفاح عطبراوي تستحق الوقوق والتأمل - � (Re: Basamat Alsheikh)
|
Quote: فوووو ق ومتابعة لصيقة..واساسا عطبرة ذاتها رمز الكفاح،،، وداخل كل عطبراوي قصة نجاح وكفاح جديرة بان تؤرخ في كتاب... وكل عطبراوي يضع امام عينيه المثل القائل__ ومن يهاب صعود الجبال يعيش ابد الدهر بين الحفر،،، |
العطبراوية المعتقة المعطونة بحب عطبرة بسمات : لك كل الود وأنت تنثرين عناقيد الفرح على هذا البوست .. أدام الله حبك لهذه المدينة التي تستحق .. لم لا وهي : عطبرة التاريخ عطبرة العراقة عطبرة الأصالة مدينة النار والعزم الجبار
دومي بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ** قصة كفاح عطبراوي تستحق الوقوق والتأمل - � (Re: الهادي الشغيل)
|
نواصل
تدرج هذا الإبن المبارك في سلم التعليم وعبر المرحلة الابتدائية إلى المتوسطة بتقدير كبير أذهل الجميع .. بدأ ذهنه يتفتق حيوية وبات أكثر حصافة وفاق أقرانه ممن يمتلكون كل وسائل الراحة وأسباب النجاح ، أضف إلى ذلك أن الله أكرمه وخصه بحسن الخلق وطيب المعشر وطهارة النفس ونقاء الضمير ، فقد كان باسم الثغر ضاحك المحيا وأكاد أجزم أنني لم أره يوماً عابساً مكفهراً ، يحب الخير للجميع ولا يستنكف في تقديم المساعدة لكل من يقصده (فات الكبار والقدرو)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ** قصة كفاح عطبراوي تستحق الوقوق والتأمل - � (Re: الهادي الشغيل)
|
في إحدى الإجازات المدرسية رأيت منظراً جعلني أفرك عيني غير مصدق ، فقد رأيت هذا الفتى يقود (الكارو) وهو يحمل أغراض على متنه ، إنه يخلف أباه ويطلب منه أن يرتاح ليقوم بعمله بالإنابة عنه في خلال الإجازة المدرسية ، حيث لم يستطع هذا الإبن الصبر وهو يرى حال والده الذي يقطع نياط القلوب يحمل (شوالات) الذرة والقمح التي تكاد أن تقصم ظهره وهو يتصبب عرقاً ... لقد كبر هذا الفتى في عيني برجولته وبره بأبيه .. إنه يحمل قلباً يفيض رحمة ويتدفق حناناً ، فلم يأنف هذا العمل الشريف بالرغم من جسده الغض الطري وصغر سنه آنذاك ، لم يكتف بذلك وحسب بل كان يحاول بشتى السبل زيادة دخل والده فصنع (طبلية) خشبية وضعها أمام منزله يبيع عليها بعض الحلويات والفول والسمسمية والتسالي ويجود بما يتحصل عليه من مال على والده
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ** قصة كفاح عطبراوي تستحق الوقوق والتأمل - � (Re: الهادي الشغيل)
|
تقدم في الدراسة بخطى ثابته نحو المجد وتم قبوله في المرحلة الثانوية بمجموع مذهل ثم ولوجه لكلية الطب جامعة الخرطوم بنسبة مئوية عالية ، علم حجم المسئولية الملقاة على عاتقه فنظم وقته بين المحاضرات والمذاكرة لساعات طويلة في مكتبة الجامعة والراحة في داخليات (البركس) ، وزيارة الأرحام والأهل نهاية كل أسبوع . كان يأتي لعطبرة خلال اجازة منتصف السنة وآخرها فتراه بكل إباء واستكبار يباشر عمله على متن عربة (الكارو) ومزاولة عمل (العتالة) كما كان يفعل في السابق لمساعدة والده وأسرته وجمع بعض المال الذي يعينه على المصاريف الجامعية . أووواه ربي لم أحتمل فقد هملت عيناي وأنا أكتب هذا المقطع .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ** قصة كفاح عطبراوي تستحق الوقوق والتأمل - � (Re: الهادي الشغيل)
|
مضت السنون وتخرج هذا الإبن البار المبارك في جامعة الخرطوم وحصل على بكالوريوس الطب ، عمل بعد التخرج لفترة بسيطة في السودان ثم وجد فرصة للعمل في إحدى مستشفيات دول الخليج العربي والتي اعتبرها محطة لما بعدها فطموحه لا يحده حدود .. كان يساعد أهله باستمرار ويغدق عليهم ليعوضهم بعض مافاتهم ويدخر جزء من ماله لأنه يعلم أنه لم يصل لمبتغاه بعد فهناك هدف يجب تحقيقه ، أمضى عدة سنوات جمع خلالها ما يكفي للدراسات العليا والتخصص ، تقدم باستقالته من عمله بالمستشفى ميمماً صوب بريطانيا العظمى للتخصص ، إجتهد كعادته حتى نال درجة (استشاري في طب الباطنية) وعاد لتوه قبل أيام قلائل من الغربة . اتصلت عليه هاتفيا مهنئاً إياه بسلامة وصوله الميمون للبلاد وحصوله على هذه الدرجة الرفيعة ..
نفس عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا ** * وَعَلَّمَتْهُ الْكَرَّ وَالإِقْدَامَا وَصَيَّرَتْهُ مَلِكًا هُمَامَا *** حَتَّى عَلاَ وَجَاوَزَ الأَقْوَامَا
إنها بحق سيرة ذهبية تستحق الإشادة والتقدير بطلها هذا الإبن المبارك الذي تحدى الصعوبات وقهر المستحيل وأيقن أن بالإرادة القوية سوف تتحقق المعجزات مهما كانت التحديات والمعوقات التي تعترض طريق المجد .
وهنا أغتنم هذه الفرصة لأوجه رسالة لمن استكانوا وركنوا للعجز بالرغم من توفر كل أسباب النجاح متعللين بحجج هي أوهى من بيت العنكبوت .. عليكم بالنظر بعين البصيرة لسيرة هذا الإبن المبارك الذي حفر الصخر بأظفاره وبنى نفسه بنفسه ورقى درجات سلم المجد ولم يقفز عليها دفعات بل كان يصعدها فرادى درجة درجة بقوة دفع ذاتية حتى اعتلى المجد وعانق هام السحب ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر .
| |
|
|
|
|
|
|
|