09:01 AM December, 05 2017 سودانيز اون لاين محمد أبوجودة-الخرطوم مكتبتى رابط مختصر
زعماء دول العالم الثالث وَ هادِمُ اللّذّات..هل من عِظّة؟!
بقلم: محمد أبوجـــودة
وقد قيل: كفى بالموت واعظا. ألا فليرحَمِ اللهُ تعالى، الرئيسَ اليمني السابق، علي عبدالله صالح، والذي اغتيل بالأمس وهو على مرمى حجرٍ من عَتبات نَصِّه، قريته التي شهدت مهد ميلاده birthday Cradle لكنّ محين موته كان أسرَع وَ أشنعا ..! في لحدِ مماتِه his death funeral وعلى ذات الأعتاب العتبات العُتَيْبيّات؛ بل على هذه الصورة المريرة. وكان قد طَعَن عُمُرُه في التسنّم القيادي لعرش بلادِه (في اليمن السعيد) اختراطاً واجتهادا، ثم هاهي المحصّلة. يبكي "يبكيييييي" يبكي النهاية.
بلا ريب، فقد فَـرِحَ لـِقتلتِه عددٌ من الناس. تُرى ماذا كان يبغي في تلك الأوبة الأخيرة ...؟ ثم ألم يج د في سفرِه هذا نَصَبا، وأيّ نَصَب؟! وَ كذلك كان الحالُ مع الراحل الزعيم العراقي، صدّام حسين، رحمه الله تعالى، وأيضاً كان ذات المبكَى المُضَيَّع والمناحَة الصدّاحة مع الراحل الزعيم الليبي، مُعَمَّر القدّافي، رحمه الله تعالى. وبالطبع من المُحتَمَل جداً أن تتشابه مصائر بعض الزعماء وغير الزعماء في دول العالَم الثالث، العائش على ذات الصفيح الساخن من زمن ..! بزعمائه الذين ما زالوا يتزاعمون الآن ..! أو تتناهى مصائرهم بذات الاغتيال المرير؛ وإذن، مَ العمل؟ ألا مَنْ يتّعِظ فـــَــ يدَع التــّــعَنطُز جانبا..؟
بطبيعة الحال قد تخالفت وستتخالَف آراء الكثيرين تجاه تلك الاغتيالة السَّيّالَة، لهؤلاء الزعماء الذين كانوا قبل توسّدهم التّراب، ملء السمع والبصر والمايكات والكاميرات والزيارات السياحيات..! ثم قضوا نحبهم والحسرة تقطِّع أفئدة موالينهم، ثم الفرحة تكاد أن تشرق بوجوه مُخاليفيهم. فيا لها من ميتةٍ سَيــِّــئة، يهابها الكثيرون، ويتمنّاها، ذات الوقت، كثيرون أيضاً. وإنّهم لَــ يعملون بكَدٍّ واجتهاد للوصول إليها كَــ مُســـــــتَهْدَفٍ من جلائل الأعمال الرائعة باتعة خاشعة.
لعلّني ها هنا استخبر الحاضر، عمّا إن كانت هناك عوامل توفّرتْ لأجل أن يحدُث ما يحدُث؟! وبهذه الطريقة الكديرة المريرة. وذاك - برأيي - استخبار صعيب سبره أو قتلِه بحثا، ما لم تتم إجالة وإعادة النّظَر في البيئات الزعيمية الحاضِنة. تلك التي تبيّأت وتَهيَّأت لهؤلاء الذين اغتيلوا بسبقِ إصرار وترَصُّد ومطاردات عنيفة وَ بعددٍ مدجج بالسلاح حتى أسنانِه. فتمّ إنهاء حَيواتهم الزعيماتية و العادية في آن! بــ رَمشة عين (اغتالوك يا زعيم) حيث كان موت الفُجاءة هو السائد بهاتيك الرّبوع العَوالمثالثية.
لئن سألتَ أشدّ المُطاردين الذين خبّوا للفوز برأس زعيمهم الماضي، مقطوعاً مجدوعاً معجوجاً مكروعا، لأفادَك بأنه نادمٌ على ما جَرَى ..! بل وَ سافِّف التُّراب؛ وربما أحالَ لك الأمر لتوفّر السِّلاح. بل لربما أشجاك بمسرحية الإيرلندي "جورج برنادشو" في: الأسلحة والإنسان Arms and the Man ثم - لعلّه - أظهَرَ لك اتّفاقه مع الفيلسوف الشاعر، أبي العلاء المعرِّي، في قوله: تــَــعَبٌ كُلّها الحياةِ فما عجبي // إلّا مِنْ راغبٍ في ازديادِ ..! ثم أظهر لك ندمه، مرّةً أخرى، وأبان لك "انفقاع" مــرارته قائلاً: السلاح هو الذي اغتاله، لسنا نحنُ يا رجلُ ..! مَنْ نقتُلُ زعمائنا الماضين بمثل هذه البشاعة.
للأسى! فبرغم مأساوية اغتيال الزعماء بهذه المجّانية، إلّا أن ما يقوم به "إعلامهم" من التضخيم في موت " زعيم " بأكثر ممّا يُضخِّم فَيُلجِم "اغتيالات" ذات الزعماء لأعدادٍ مهولة من "شعوبهم" لأدنى داع ..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة