|
|
 Re: أسئلة حول الحركة الإسلامية السودانية... هذ (Re: عمر التاج)
|
الاصول الاجتماعية والاقتصادية للاخوان المسلمين في السودان.
تظل الاجابة على سؤال قدرة نظام الاسلاميين (نقصد هنا اعضاء الجبهة الاسلامية القومية) على الاستمرار في حكم السودان لما يقارب الثلاثة عقود عالقة او منقوصة ما لم نعمل على دراسة العوامل المساندة لقيام النظام والمبررة لاستمراره حتى يومنا هذا بهدوء وموضوعية علمية. لماذا "نجح" الاسلاميين في الاستيلاء على والاستمرار في حكم بلد معقد كالسودان؟ هذا سؤال شائك ومعقد. لكن الاجابة عليه تتطلب، في نظري؛ الاجابة على عدة اسئلة فرعية من شاكلة من هم الاسلاميين؟ (انتماءتهم الفكرية والاجتماعية والاقتصادية) ما هي مصادر قوتهم الموضوعية؟ (الاسلام المتجذر محليا والتمويل الخليجي ابان السبعينات والثمانينيات والجيش المخترق حزبيا وضعف بقية الاحزاب) وما هي مصادر قوتهم الذاتية؟ (التعليم، التخصصات، الهجرات، الخبرات في المعارضة وفي الحكم).
لسنا هنا بصدد الاجابة الكاملة على اي من الاسئلة اعلاه ولا ندعي الاحاطة ولا الدقة؛ فهذا امر ممكن فقط من خلال دراسات علمية كبيرة نعمل عليها؛ ولو جزئيا؛ في مشروع السودان 200 بمساعدة عشرات السودانيين. لكنا نهدف هنا لاثارة المزيد من الاسئلة وادعاء بعض الفرضيات التي يمكن التحقق منها لاحقا.
وفقا للاطار النظري المطروح من د. محمد عابد الجابري حول محددات العقل السياسي، فانه يمكن تقسيم هذه المحددات لثلاثة مجموعات:
١. العوامل الفكرية/ العقدية/ الدينية/ الايدولوجية
٢. العوامل القبلية والتحالفات الاجتماعية
٣. العوامل الاقتصادية والمصادر التمويلية
دعونا نبدا بسؤال من اين اتى وياتي الاسلاميين في السودان؟ ما هي جذورهم/ حواضنهم الفكرية؟ ما هي اصولهم الاجتماعية؟ ما هي طبقاتهم الاقتصادية؟ للاسف، فان حجم الدراسات/ الكتب/ المقالات المنشورة حول العوامل اعلاه ما زال محدودا، مع تركيز كبير على العوامل الايدولوجية واهمال ملحوظ للعوامل الاجتماعية والاقتصادية المحددة للاسلاميين السودانيين. فالمسح السريع لمعظم الدراسات المنشورة لحيدر ابراهيم علي وعبد الله علي ابراهيم وعبد الله بولا وكمال الجزولي ومحمد جلال هاشم وابكر ادم اسماعيل والنور حمد وبابكر فيصل بابكر يلحظ تركيزا كبيرا على وصف وتحليل ايدولوجية الاسلام السياسي وجذور الهوية العربواسلامية المبطنة لها. ويمتد القول حول من "اين اتى هؤلاء؟" الى محاولة ايجاد اسلاف "ثقافيين" لاسلاميي اليوم في سلطنة سنار (ذات الفكر الرعوي) وعند بعض اعضاء جمعية اللواء الابيض (مثلا سليمان كشة) وجمعيات الثلاثينات الادبية وقادة حركة الخريجين (مثلا محمد احمد محجوب) بل ورموز مدرسة الغابة والصحراء. وبغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا مع المقدمات والنتائج حول هذه المجهودات المقدرة الا اننا نلحظ اهمالها لدراسة الجذور الاجتماعية والاقتصادية للاسلاميين. ربما يعود هذا الاهمال للتخصص العلمي لمعظم المذكورين اعلاه بعيدا عن علوم الاجتماع والاقتصاد او لتأثرهم بموجة النقد الايدولوجي/ الديني الممتدة للاسلام السياسي منذ انتهاء الحرب الباردة وبعيد استيلاء الاسلاميين على السطة في السودان، وغالبا بسبب الامرين معا.
ان التساؤل حول "من اين اتى هؤلاء؟" لابد ان يمتد ليستقصي الانتماءات الاجتماعية والاوضاع الاقتصادية للاسلاميين عند قيام الانقلاب العسكري وخلال الثلاثة عقود السابقة. وهنا نود ان نفترض الجذور التالية لاغلبية، ونكرر غالبية وليس كل، اسلاميي السودان صبيحة انقلابهم في ١٩٨٩:
١. ابناء مدن (وليس ابناء قرى ولا مجتمعات رحل)
٢. ابناء خريجي مؤسسات تعليم نظامي غير ديني (وليس ابناء خريجي معاهد دينية)
٢. ابناء صغار الموظفين الحكوميين (ليس ابناء تجار ولا كبار رجال اعمال/ رأسمالية)
٣. ابناء الطبقة الوسطى الدنيا ذوي الدخل المحدود
٤. ابناء الوسط النيلي (ليس ابناء الشمال الاقصى لتاثر هؤلاء بالتراث النوبي والدولة المصرية المجاورة) وابناء غرب السودان (ليس ابناء شرق السودان لقلة التعليم وسط هؤلاء وعدم استقرارهم بسبب الرعي)
عبد المنعم مختار
ولنا عودة
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
محمد جمال الدين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست