موت دوستويفسكي‎ ‎عندما تسقط الحواجز:عندما تقع شابة في عشق رجل كهل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 01:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-02-2018, 09:38 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10944

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مر يوم السابع والعشرين من كانون الثاني‎ ‎‏-‏‎ ‎يناير ) هادئا . فلم يتكرر النزف ، وكان ‏فيدور ميخائيلوفيتش يبدو في وضع أحسن ، حتى إن مزاجه تحسن ، وطلب دعوة ‏الصغيرين وراح يحدثهما بهمس . وفي وسط النهار ساوره القلق على ( اليوميات ) فقد ‏جاء عامل الصف من مطبعة سوفورين ، وأخبرنا بضرورة حذف سبعة أسطر زيادة عن ‏الملزمتين . وهذا ما زاد في قلق فيدور ميخائيلوفيتش . ولكنني طلبت منه أن آخذ مهمة ‏حذف هذه الأسطر على عاتقي فوافق ، وأسترد فيدور ميخائيلوفيتش بعض الهدوء حين ‏عرف أن المقالة عادت من الرقابة مع الموافقة‎ .‎

    وفي الوقت نفسه كان خبر مرض فيدور ميخائيلوفيتش قد انتشر في المدينة ، ومنذ الساعة ‏الثانية ، وحتى ساعة متأخرة من الليل لم يعرف جرس الباب راحة . كان القادمون ، من ‏معارف وغرباء ، يسألون عن صحة فيدور ميخائيلوفيتش . كما تلقينا العديد من الرسائل ‏والبرقيات . ولم يكن يسمح لأي كان بالدخول على المريض ، فكنت أخرج إلى المعارف ‏لدقيقتين ، وأخبرهم عن حالة المريض . وكان فيدور ميخائيلوفيتش مرتاحاُ لهذا الاهتمام ‏الكبير به ، حتى إنه تحدث معي طويلاُ ــــ بهمس ــــ بخصوص إحدى الرسائل ، وجاء ‏الطبيب كوشلاكوف ، فوجد أن حالة المريض قد تحسنت إلى حد كبير ، وأكد له أنه ‏سيكون قادرا على النهوض بعد أسبوع ، وسيكون معافى تماما بعد أسبوعين ، ونصح ‏بالنوم كثيرا ، ولذا فقد أوينا كلنا إلى الفراش في وقت مبكر . وكنت قد أمضيت الهزيع ‏الأخير من ليل البارحة جالسة في كرسي ، فقد قررت قضاء هذه الليلة في مد إلى جانب ‏أريكة فيدور ميخائيلوفيتش ، كي أكون قربه عن الحاجة ، وبسبب أرق البارحة ، وقلق ‏النهار‎ . ‎لم ألبث أن رحت في سبات عميق . وخلال الليل استيقظت عدة مرات ، وفي كل ‏مرة كنت أرى مريضي العزيز يغط في نومه . استيقظت في حوالي السابعة صباحاُ ‏فوجدت زوجي ينظر ناحيتي . فسألته ، وأنا أنحني عليه : كيف صحتك يا عزيزي ؟
    وأجابني بصوت أقرب إلى الهمس : تعرفين يا آنيا ! منذ حوالي ثلاث ساعات والنوم لا ‏يأتيني ، وقد أدركت أنني سأموت اليوم . فقلت له ، وقد تملكني الخوف : لماذا تفكر هكذا ‏يا عزيزي ؟ فأنت الآن في حالة جيدة ، والدم لم يعد ينزف ، واضح أن ( الانسداد ) قد ‏حصل كما قال الطبيب .‏
    ‎-‎‏ بالله عليك لا تدع الشك يعذبك .إنك ستعيش أؤكد لك‎ .‎
    ـــ كلا ، أنا أعرف ، يجب أن أموت اليوم . أوقدي الشمعة يا آنيا ، وأعطني الإنجيل‎
    .‎
    وكان هذا الإنجيل هدية من زوجات الديسمبريين ‏‎(2) ‎، قدمنه له في توبولسك ، وهو في ‏طريقه لقضاء الحكم بالأشغال الشاقة ، وكن قد طلبن من السجان السماح لهن بزيارة ‏السجناء السياسيين الجدد ، وقد أمضين معهم ساعات وباركنهم في طريقهم الجديد ، ‏ورسمن عليهم إشارة الصليب ، وأهدين كلاُ منهم نسخة من الإنجيل ، الكتاب الوحيد ‏المسموح بإدخاله السجن آنذاك. وعلى مدى السنوات الأربع ، التي أمضاها فيدور ‏ميخائيلوفيتش في الأشغال الشاقة ، لم يفارقه هذا الكتاب . وفيما بعد ظل يضعه في مكان ‏ظاهر على طاولة الكتابة .وفي كل مرة كان يخامره الشك في شيء ما ، أو تنتابه الحيرة ‏بصدد قضية ما كان يفتح الكتاب ويقرأ الصفحة الأولى( التي على يسار القارئ ) ، وها ‏هو الآن يريد أن يقطع الشك باليقين مستعيناُ بالإنجيل . فتح الكتاب المقدس ، وطلب من ‏أن أقرأ له : ( كان ذلك الإنجيل متٌى الفصل الثالث الصفحة الثانية‎.‎
    ـــ هل رأيت؟إذن فسوف أموت .ـــــ قال زوجي ثم أطبق الكتاب‎ .‎
    ولم أستطع تمالك دموعي ، فراح فيدور ميخائيلوفيتش يطمئنني ويشكرني بكلمات رقيقة ‏لطيفة على تلك السنوات السعيدة ، التي أمضيناها سوية ، وأكد لي أنه يترك الصغيرين ‏في أيدٍ أمينة‎…‎
    كان واضحا أن فكرة الموت لا تفارق زوجي ، وأنه لا يخشى الانتقال إلى العالم الجديد‎ .‎

    وفي حوالي التاسعة صباحاً غلبه النعاس فنام ، ويدي في يده . فجلست دون حراك ، خوفا ‏من أن يستيقظ . ولكنه استيقظ فجأة في حوالي الحادية عشرة ، ورفع رأسه عن الوسادة ، ‏وعاد النزيف . وقد استبد بي القلق إلى حد كبير . ولكنني رحت أسري عن زوجي ، ‏وأؤكد له أن كمية الدم قليلة ، وأن ( الانسداد ) لا بد قد تم . ولكن فيدور ميخائيلوفيتش ‏اكتفى بهز رأسه ، لكأنه كان على قناعة تامة من أن تنبؤه بالموت في هذا اليوم في محله‎ .‎

    وفي منتصف النهار عاد الناس يتدفقون على منزلنا . وقد جاء ولده بالتبني ، وكنت ‏البارحة قد أرسلت له رسالة أخبره فيها بمرض زوجي . أصٌر بافل الكسندروفتش على ‏الدخول على المريض . ولكن الطبيب رفض ذلك بشكل قاطع ، وحينذاك راح يتلصص ‏من خصاصة الباب . ولا حظ فيدور ميخائيلوفيتش ذلك ، فطلب مني عدم السماح له ‏بالدخول ، خوفا من أن يزعجه‎.‎

    وفي هذا الوقت كان بافل الكسندروفتش‎ ) ‎إيسايف ) في غاية الاضطراب، وكان يقول ‏لجميع القادمين للسؤال عن صحة فيدور ميخائيلوفيتش من معارف وغرباء ، أن ( أباه ) ‏لم يضع وصيته الروحية ، وأنه لا بد من استدعاء كاتب بالعدل إلى البيت كي يستطيع ‏فيدور ميخائيلوفيتش التصرف بما يملك حسب رؤيته . ولكن الطبيب كوشلاكوف ، الذي ‏سمع هذا القول من بافل الكسندروفتش ، رفض هذا الطلب بشكل قاطع ، مؤكدا أن ذلك ‏من شأنه أن يزيد من وضع المريض سوءاُ ، وأن أي اضطراب قد يقضي على المريض‎ .‎

    وفي الواقع لم تكن ثمة حاجة إلى الوصية الروحية فقد سبق لفيدور ميخائيلوفيتش في ‏عام1873 أن أهداني الحقوق الأدبية لمؤلفاته . وباستثناء الخمسة آلاف روبل في ( البشير ‏الروسي ) لم يكن لدى فيدور ميخائيلوفيتش أي شيء ، وكنت أنا والأولاد ورثة هذا المبلغ ‏الزهيد‎ .‎
    لم أغادر زوجي اليوم بكامله ، ولو لدقيقة ، كان ممسكاً بيدي ، وهو يقول بصوت أقرب ‏إلى الهمس: مسكينة…يا عزيزتي…ماذا تركت لك…مسكينة…كم ستكون حياتك صعبة‎.‎

    ‎…..‎وفي حوالي السابعة غصت غرفة الضيوف والطعام بالزوار . وعلى حين غرة تشنج ‏فيدور ميخائيلوفيتش ، ورفع رأسه قليلاً ، فبدأ الدم يصبغ وجهه من جديد ، وقد سارعنا ‏إلى إعطائه أقراص الجليد ، ولكن النزيف لم يتوقف . كانت يد زوجي لا تزال ممسكة ‏بيدي .وكنت أشعر أن نبضه يضعف شيئاً فشيئاً ، إلى أن تلاشى . كان ذلك في الثامنة ‏وثمان وثلاثين دقيقة ( كما ذكر أحدهم فيما بعد‎ ‎‏..‏‎(‎‏.‏
    في الحادي والثلاثين من كانون الثاني‎ ‎‏-‏‎ ‎يناير وكان يوم السبت ، غادر فيدور ‏ميخائيلوفيتش شقتنا للمرة الأخيرة في موكب مهيب ، إلى مثواه الأخير في ( الكسندرو ‏نيفسكي لافرا‎ . “‎




















                  

العنوان الكاتب Date
موت دوستويفسكي‎ ‎عندما تسقط الحواجز:عندما تقع شابة في عشق رجل كهل محمد عبد الله الحسين05-30-18, 10:49 AM
  Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين05-30-18, 10:51 AM
    Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين05-30-18, 10:53 AM
      Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين05-30-18, 11:00 AM
        Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين05-30-18, 11:02 AM
          Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين05-30-18, 11:07 AM
            Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين05-30-18, 11:14 AM
            Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة Hafiz Bashir05-30-18, 11:19 AM
              Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة عبدالغني محمد الحاج05-30-18, 11:25 AM
              Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين05-30-18, 11:27 AM
                Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة Hafiz Bashir05-30-18, 11:38 AM
                  Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة Hafiz Bashir05-30-18, 11:42 AM
                    Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين05-30-18, 01:55 PM
                      Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين05-30-18, 09:03 PM
                        Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة Ali Alkanzi05-30-18, 11:57 PM
                          Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين05-31-18, 09:17 AM
                            Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة نصر الدين عثمان05-31-18, 10:21 AM
                              Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة نصر الدين عثمان05-31-18, 11:56 AM
                                Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة Amin Eltaib05-31-18, 01:40 PM
                                  Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين06-01-18, 09:04 AM
                                    Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين06-01-18, 10:25 AM
                                      Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين06-01-18, 10:48 AM
                                        Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين06-01-18, 10:16 PM
                                          Re: عندما تسقط الحواجز الوهمية:عندما تقع شابة محمد عبد الله الحسين06-02-18, 09:38 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de