|
Re: هل ينقلب السحر على الساحرات؟ الاتهامات با (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
قوة المرأة
في خضم هذه الموجة الهستيرية من الاتهامات، اضطر الممثل الأسترالي جيوفري راش (الحاصل على أوسكار أحسن ممثل عن دوره في فيلم “شاين” 1996) إلى التخلي عن رئاسة أكاديمية السينما والتلفزيون في أستراليا بعد أيام من تلقي إحدى الفرق المسرحية في سيدني شكوى بشأن قيامه قبل عامين ببعض “السلوكيات غير الملائمة” أثناء قيامه بدور الملك لير في مسرحية شكسبير الشهيرة.
وقد نفى راش نفيا قاطعا هذه الاتهامات، لكنه أصر على التخلي عن مقعده قبل حفل توزيع الجوائز السنوية التي تمنحها الأكاديمية الأسترالية على غرار جوائز الأوسكار، موضحا أنه تخلى عن هذا المنصب حرصا على “عدم الربط بأي حال من الأحول، بين هذه الاتهامات التي نشرتها بعض وسائل الإعلام، وزملائي من العاملين في مجال السينما والتلفزيون”.
أما مدير ستديو شركة أمازون، روي برايس، فقد أرغم على القيام بإجازة مفتوحة (طريقة مهذبة لصرفه عن العمل) بعد أن اتهمته إيسا هاكيت منتجة سلسلة “رجل في القلعة العالية” التلفزيونية، بمحاولة التحرش بها مرارا، هذه الاتهامات التي قيل إنها وقعت قبل عامين، أصبحت علانية بعد أن تجرأت هاكيت وقصت قصتها على وسائل الإعلام في ضوء فضحية “نساء وينستين” وبعد ذلك بساعات قليلة أعفي الرجل من منصبه رغم نجاحه في رفع أسهم الشركة.
هذه التداعيات التي خلفتها “قضية وينستين” دعمت دون شك قوة المرأة، وأثبتت أنها يمكن أن ترد الصاع صاعين، وأنها قد انتزعت أخيرا أول الخيط الذي يجب أن يقود أيضا إلى تحقيق نوع من المساواة في المكافآت والأجور بين النساء والرجال العاملين في هوليوود وفي أوساط صناعة السينما عموما.
ولكن من ناحية أخرى، جعلت هذه الهجمة الشرسة على “الرجال” الأمر أكثر تعقيدا وحساسية في مجال علاقات العمل داخل الوسط السينمائي بين الرجال والنساء، بعد أن أصبحت هناك قوة هجومية يمكن أن تشن هجمات مفتعلة حول اعتداءات لم تقع أصلا بغرض الابتزاز، في مواجهة الطرف الأضعف أي الرجال الذين وضعوا في موقف الدفاع، بعد أن أصبحت الكثير من النساء يفتشن في دفاترهن القديمة بحثا عن أي تصرف كان يمكن أن يكون مقبولا في الماضي، أو على الأقل يمكن التغاضي عنه، لكنه أصبح من الممكن الآن استخدامه، إما للحصول على تعويضات مالية، أو من أجل تشويه سمعة نجم من النجوم كما حدث في حالة داستين هوفمان الذي نفى اتهامات من جانب ثلاث نساء، لأفعال هامشية تعود إلى عام 1980!
والقصة لم تنته بعد بل نحن مازلنا في بدايتها.
|
|
|
|
|
|