بمثل ما للريحِ من جسارةٍ وما للجهاتِ من يقينْ خذ ما تبقى من أشلاءِ العمرِ ثم غادر جِلدَك اللعينْ فالآن فيكَ تنتصبُ المآتمُ فى أقاليمِ الدمِ الحزينْ فى كلِ ناحيةٍ تجلس بوصلةٌ يتيمة لا تشير سوى إليكَ كنايةً عما كتبته يدُ الريح على جدرانِ جهاتك السقيمة
بمثل ما للريحِ من جسارةٍ ما للجهاتِ من يقينْ
خذ ما تبقى من جسدِ اللعناتِ رملاً من تفاصيلِ الهزيمة رماداً من مجامرِ السنينْ أو إِقْنع بما تساقط حولك من ريشِ الخسارة فهو بعض نشيدٍ يستبيح دمَ العبارة هو لفحٌ من لؤمِ الجهاتِ يشارك الغريبَ ظلَه النحيل يشاطر الفرحَ متاعَه القليل ينادم النهرَ خمرَ موجِه النبيل هو ما قالته الليلاتُ سراً عن فجيعة الأرضِ عن قبورٍ تبيع نهارَها جهراً لشهوةِ الترابِ عن معنىً يقتحم لهاةَ التأويل ْ عن موتٍ لا يحتمل التأجيلْ
إِقنَع بما ينِزُّ من شقوق الصبرِ المصلوبِ على حوائطِ الرحيلْ وسافر ففى الأسفارِ خمسُ ..... تطفح من تجاويفِ الجسارة
***************** فى صباحِ لا وجهَ له حطت الريحُ على سفحِ الجرحِ إختبأ الضوءُ عميقاً تحت لهاثِ الأقدامِ وأغنياتُ خلعت حناءَ لحنها القديمِ جاءت ترسم فوق ألواح الهواءِ صورَ الأيامِ قلقَ الفصولِ رائحةَ الأحلامِ مواقيتَ الأفولِ
الريحُ الآنَ تبْذرُ طعمَ الحرفِ اليابسِ فى لحمِ اللغةِ العمياء والجهاتُ لبست كيدَها العظيمِ وأفلتت تنادى خذ من جيبِ المسافةِ ما تبقى من نزيفْ ما قد يسدُ رمقَ الصحوِ النائمِ فى أغوارِ الماء فى ظنِ أفئدةِ الخريفْ ما قد يمهلُ شبقَ نعاسِكَ فيك يضرب للعينينِ مواعيداً لعناقِ الحلمِ لأحجيةً عذراء الطعمِ وسادةَ من شفقِ الشوقِ أغنيةً للسماء لأعراسِ الغيمِ
فالليلُ قد علمَ الغريبَ جميعَ الأسماء قال للأحزان أسجدى أمامَ شوقه المكين فسجدن جميعاً إلا الغيابَ سيدَ الشقاء إلا ذلك اللعين
فى نهارِ لا إسم له لم تضع الريحُ نبوءتَها فى رئةِ العشبِ لم يرقص ظلٌ يضمرُ رجسَ الجسدِ يرسمُ جسدَ الرجسِ إنزلقَ صدى النمساتِ خجولاً يسيلُ على شرفاتِ النفسِ كحباتٍ من عرقٍ يحبو فوق خدودِ الشمسِ ***************** فى نهار لا إسم له علقت الأشجارُ نومَها على كتفِ الصيفِ قالت لا عليكَ كلُ الحقولِ اليومَ نيام والسنابل أرخت أستارَ لونِها تقايض اخضرارَ حلمِها بنهارٍ أوغلَ فى بياضه ليفيض خواءاً فوق رغبات الأديمِ ملحاً ماكراً يزيد من صلفِ الغيابِ يطمسُ همسات النسيمِ بحشرجات الريحِ بقهقهة السرابِ ***************** فى نهار لا إسم له شرب الظلُ نخبَ قيلولةِ الجراحِ على أرائكٍ من عُشبٍ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة