الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: القلقالة ، ام دكة الجعليين ، ابقدوم (Re: wadalzain)
|
بسم الله الرحمن الرحيم وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا صادق التعازي لأهلي في القلقالة في وفاة أبو بكر الأمين صادق التعازي للأخ زميل المنبر معتصم دفع الله -أبن القلقالة - نسأل الله ان يدخله الجنة وان يخلف البركة في الذرية ______ زين العابدين – الحليلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القلقالة ، ام دكة الجعليين ، ابقدوم (Re: عبدالله عثمان)
|
Mustafa Adam April 3 at 12:18pm · Sharjah, United Arab Emirates · لم يخامرني أي شك في أن صديقنا عمر فتيحابي لم يكن ليتردد في أن يوجّه سياط سخريته اللاذعة الكاشفة، المحببّة إلى نفس كل من عرفه، للجميع، إلّا أنت. لم يكن عباس يونس ليتخلّى عن ردوده الحاسمة القاطعة، التي، لمن لا يعرفه، ربما تحيل إلى لؤم متأصل في طبعه، وحاشاه اللؤم، فقد كان بصيرًا، يرى ما لا نراه إلّا بعد مثابرة ومعاظلة، إلًا معك. لم يكن أحمد البشير الماحي (هبّار) ليتنازل عن مبدئيته الصارمة في كل الأمور، حتى في جلسات الإنشاد والغناء الجماعي المسائية في "دبك" يختمها" الحاج؟" برائعة أبوقطاطي وخليل إسماعيل "الأماني العذبة"، إلًا حين تكون طرفًا في الأمر. كانوا يعرفون تمامًا أن سماتهم الشخصية المتفردة التي حببتنا فيهم، والتي يناورون بها الحياة بمهارة فائقة، لا تجدي نفعًا معك، فأنت فوق كل أشكال ضعفنا وهشاشتنا وضيق افقنا وصدورنا، تسمو عاليًا فوق ترهات الاعتداد بالنفس المفضية إلى نرجسية مضمرة. وبالطبع استقبلك الخاتم ...هاشًا باشًا كعادته. ها أنت الآن برفقتهم... رفقة من فقدنا من رفاق ...كانوا يملؤون حياتنا بسعة أفقهم ومودتهم ورعايتهم الحاذقة لتدبر شئون العيش بحرية تحت ظل الطغاة والقهر الذي استطال... سيسعدون بك إيما سعادة... مثل ما سعد برفقتك الآلاف من أبناء وبنات شعوب السودان المختلفة، فأنت مثلهم، لم تحدّك قيود القبيلة ولا الثقافة المحلية ولا الإيديولوجيا الضيقة. منذ صعودك، تحِفّك دعوات صادقة وأحزان مترعة بالفقد، إلى عليائك، أضاء وجهك ظلام أيامنا الكالحة المعتمة على كل منصات التواصل الإنساني الحميم، كأنما يقولون ها قد رحل بطل آخر، نادر المثال، من أبطال هذا الزمان. رغم أننا لم نكن لنأبه كثيرًا لعبارة يتداولها الناس في مقام المدح، تأكدت تمامًا الآن أن من يقول مادحًا: "يوم شُكْرَك ما يجي" قد بلغ في المدح مبلغًا عظيمًا. فقد لهج بشكرك الناس أجمعين كأنما يوم شكرك كان كما يوم الساعة، فقد امتد على مدى أكثر من أربعة عقود بذلتها في التنوير، دون اعتداد بالنفس، على كافة الصُعد، ومن أهمها العمل بين كافة قطاعات المجتمع من عمال ومزارعين وطلاب، وخصوصًا الطلاب، عدا الخطابة الجماهيرية، إذ لم تر فيها سوى روح الحشود . ولم يقتصر سعيك إلى التنوير على فترات الحرية الضنينة، خارج أسوار سجون الطغاة، بل دأبت على تحويل المعتقلات إلى مدارس لترقية الفكر وتطهير النفس من شوائب الكِبَر. وما كان اختيارك لمهنة الصحافة، طمعًا في شهرة زائفة أو مجد يسجّل للتاريخ، بل للاستفادة منها كمنصة أكثر انتشارًا للتنوير، لا تتلقى أوامرها من السلطان، بل تنطلق من مبدأ الحرية، التي سعيت طوال عمرك، مع رفاقك وتلاميذك إلى نيلها كفاحًا وليس مِنّة. صحبتك إلى العلياء محبة الناس أجمعين وستظل مصدرًا للفرح الغامر كلما هفا طيفك إلى النفس.
| |
|
|
|
|
|
|
|