يا خفي الألطاف نبجنا مما نخاف محمد بشير عبادي عندما تستمع للموشحات الأندلسية والقدود الحلبية بصوت الصيدح الغرد "صباح فخري" بمصاحبة فرقته الوترية الماسية ، حتما ستحلق في سماوات من الطرب الأصيل تنسيك رهق الحياة وهمومها ، فالكلمة المموسقة تنفذ إلى الوجدان كالماء البارد للجوف العطش .. قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد قد كان شمر للصلاة ثيابه لما وقفت له بباب المسجد الله الله ..كلمة ، فنغم ،فأداء طروب..نريد (وثبة) للغناء والموسيقى السودانية..فالتلوث السمعي الذي ينتج من ضوضاء الآلات النحاسية ومن تلك الطبول الشبيهة بطبول الحرب والتي يسمونها تجنيا "فن غنائي" ومن يرتكب هذا الجرم في حقنا يسمى "فنان" ، هذا التلوث السمعي أصابنا ب"تلبك" وجداني حاد ، أدى إلى حالات من الإحباط وإضطرابات نفسية ، فاضت بها عيادات طب النفس والأعصاب ...أغيثونا بإرجاع الآلات الوترية من "قانون" و"كمان" و"عود" و"تشيللو" وغيرها للأوركسترا السودانية ، أعيدوا وجددوا وطوروا تجربة فرقة "السحر" وغيرها من الفرق الإنشادية الراقية والأصيلة ..نحلم أن تشنف آذاننا "هجرة النور مرحى" و"قسمات الفجر" ووووو..نريد فنا يخاطب ويهذب ويوحد وجدان الشعب السوداني ، لا "تفننا" يخاطب الجسد..نريد إهتزازات وجدانية تحلق وتسمو بأرواحنا ، لا إهتزازات جسدية تهوي بنا أسفل سافلين...ويا خفي الألطاف نجنا مما نخاف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة