|
Re: حينما يختلط الموت و الفقد بعاطفة الأبوة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الموضوع فجّرته اساسا الرواية الفائزة بجائزة البوكر البريطانية و التي فاز بها في اكتوبر الماضي الأميركي جورج سوندرز .
حاولت بقدر الإمكان أن أجعل العنوان يحتشد بكل المعاني التي في القصة و أن يكون في نفس جاذباً ...
و ذلك لكي استدعي أكبر عدد من القراء لكي يعيش التجربة الفنية و الشعورية التي مرّ بها الكاتب..
.....و هي اللحظات التي تتجلى فيها الرابطة الإنسانية التي تجمعنا نحن البشر مع بعضنا ....
..............فلنتقاسم الأحزان و المواساة و التعزية كما نتقاسم الأفراح.... إن بدرجة أقل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حينما يختلط الموت و الفقد بعاطفة الأبوة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كنت قد قرأت التقرير الصحفي الذي يتحدث عن القصة بقلم الصحفية الشابة المترجمة و الأديبة هالة صلاح الدين ..
و بالطبع كان التقرير متماسك و متكامل و أبرز كل الجوانب التي تشرح القصة..و لكن لغتها العالية و الصعبة أحيانا جعلتني
ألجأ إلى تقرير صحفي آخر عن هذا الموضوع بحيث استطيع أن اقتطع من هذا و ذاك لكي أخرج بعرْضٍ هجين يستفيد منه القاريء المتعجل و المتأني على حد سواء.....
بالتالي سأحاول فيما يلي عرض القصة التي تجمع بين عاطفة الأبوة التي تجعل رئيس الولايات المتحدة لنكولن المتأثر و المفجوع بموت ابنه يلجأ
إلى المقبرة في لحظات ضعف إنساني ليخاطبه .... ...هكذا تقول الروايات المنقولة باعتبارها قصة حقيقية....
سمع الكاتب بهذه القصة قبل عشرين عاما ..فتوقف عندها كثيرا و من ثم اختمرت القصة في ذهنه ليصيغها رواية يختلط فيها الموت بكل غموضه
و بفقد الأحباء بكل غصته و لوعته و ألمه و بمحاولة إيجاد رابط بين الحياة و الموت أو بين الأحباء الذين فقدناهم و بيننا نحن الأحياء..
ساحاول فيما يلي تقديم ملخص للقصة و كذلك عرض لحيرة الحكام حول منح الجائزة ....
أود أن أنوه أن الجانب المبتكر في الرواية هو ابتكار عمل فني يتخاطب فيه الموتى مع الأحياء .
و هكذا تشي الرواية بأبعاد عديدة يختلط فيها التاريخ بالحياة بالسياسة بالضعف الإنساني .....
و الأخير مناط أي عمل فني كما هو مناط بل و عقدة و حيرة الإنسان في كل الأديان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حينما يختلط الموت و الفقد بعاطفة الأبوة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الخبر عن القصة الفائزة منقول بتصرف: فاز جورج سوندرز (58 سنة) بجائزة مان بوكر عن عمله الروائي الطويل الأول «لنكولن في الباردو» الصادر عن دار راندوم هاوس..
ملحوظة: كلمة الباردو تقرب في معناها من معنى كلمة البرزخ( لتقريب المعنى فقط)..
خطرت فكرة الرواية ل:(سوندرز)، أحد أكبر كُتّاب القصة القصيرة في الولايات المتحدة، حين أخبره صديق في التسعينات أن الرئيس الأميركي السادس عشر آبراهام
لنكِولن كان يتردّد على قبر ثالث أبنائه وكان يحتضنه و هو يبكي.
اختمرت تلك الصورة في رأس الكاتب و بقيت زمنا إلى أن قرر كتابتها.
بدأت الرواية بتصوير الرواية في ليلة من ليالي(فبراير) 1862 حين يزور الرئيس الحزين المقبرة ليلاً،كما تقول القصص و لروايات المتداولة عن زيارة ابنه العذب
الوسيم و المدلل (ويلي) الذي توفي عن عمر يناهز الحادي عشر أصيب بالتيفوئيد، وأسبغ والداه عليه بعد وفاته صفات غير دنيوية.
قال الأب الرئيس إنه كان أطيب من أن يعيش على هذه الأرض، ورأت والدته أن طبيعته كانت دائماً لاأرضية.
تقول الروايات المتداولة أن الرئيس لنكولن كان كثير ما يتسلل للمقبرة ليلا ليتحدث إلى جثة ابنه أو حتى كذلك ليحضنه.
يصف الكاتب(سوندرز) في روايته حفلة باذخة كان على الرئيس أن يقيمها فيما ابنه يعاني من الحمى في سريره. و انتقل الأطفال سريعاً الى الحياة الآخرة،
لكن حزن لنكِن جعل الطفل، ابن الحادية عشرة، يرغب في البقاء من أجل والده. و كذلك كان هناك آخرون لا يريدون الانتقال للدار الآخرة لأسباب مختلفة مثل الشاب
المتوفي( هانز فولمان) الذي يريد العودة الى زوجته الشابة التي كان قد بدأ يستمتع بزواجه منها قبل أن ينهار عليه السقف و يموت.
. و كذلك(جون بيفنز) الذي انتحر ، لكنه قرّر حين ما بدأ جسده يفرغ من الدم أن يتراجع و يقبل مثليته ويعيش، وهكذا يظل معلقاً بين الحياة و الموت إلى أن يعترف أن
قراره جاء متأخراً. و ككان القس (إفرلي توماس) يعرف أنه ميت وملعون، لكن لديه أسبابه الخاصة لتأخير رحيله. .و هناك (جين إليس) التي لا تريد فراق بناتها الثلاث كانت تعذّبها ثلاثة
مصابيح مضاءة. و الرجل البخيل المتمسّك بأملاكه في الدنيا يحلّق أفقياً ويواجه المبنى الذي يشغله أكثر من غيره يبدو الرئيــس المفجوع الطويل القامة كأنه تمثالاً لموضوع الخسارة، ويتأثر (فولمان وبيفنز) وتوماس بلمساته الحنونة لطفله.
تمنــح عاطفة الأب القس الأمل بالخلاص الذي اعتقد أنه ميؤوس منه، وتعمل الأرواح الـــثلاثة على إقناع الطفل بالرحــيل علّها تنقذ أنفسها أيضاً، لكنها ستكون ليلة
طويلة. يجلس ويلي على قبره وهو يضع رجلاً على رجل، وينتظر زيارة والده ولمساته الحنونة. تدخل الأرواح جسده لتعيده الى قبره وتقنعه بأن والده يريده أن يكون في مكان
رائع، حرّاً من العذاب والألم.
| |
|
|
|
|
|
|
|