طبعا تكنلوجيا المعلومات ووسائل التواصل ما عرف بالميديا عملت عمائل في حالتنا الاجتماعية . وخلقت نوع من المفارقات بين الأجيال . مثلا نحن عندما كنا في العشرينات والحياة الطلابية كان ما يربطنا بالأجيال الأكبر الأباء والاعمام .. هو الحاجة المادية فقط . وبضع أسئلة مقتضبة كنوع من أداء الواجب . من نوع عامل كيف في الدراسة .. وأنا عايز حق السينما .. وكل قرد يطلع جبله بعدها . وحتى الألعاب الجماعية مثل الكتشينة كان كل جيل يلعب مع بعضه البعض نادرا ما تجد شاب يلعب حريق مع رجال من جيل والده .. وحتى لو قبله والده وأعمامه أول ما يصل ضيوف كبار يطردوه ( يلا خلاص يا فلان قوم شوف جماعتك بوين الناس الكبار جو) .. وهو نفسه يكون جالس معهم على مضض أو تمامة عدد كما يقال . وهذا لأن كل جيل يكون عنده قصصه وحكاويه ولغته وألفاظه الخاصة التي يستحي أن يقولها أمام الصغار .. وكذلك العكس عند الصغار .. تطرق أستاذنا الطيب صالح في روايته موسم الهجرة الى الشمال الى هذا السلوك و تحديدا بت مجذوب كيف كانت تخوض مع كبار السن في الحوار الفاحش دون حياء وتطربهم وتضحكهم بينما هم لا يسمحون بالنساء أو صغار السن في حضور تلك الجلسات . وفي غمار هذه الونسات بعض مرات تحصل غفلة فيشطح أحدهم في الونسة دون الأنتباه لوجود شاب صغير السن بينهم حتى يلكزه أحدهم . مثال للحوار كالتالي . - كدي يا عم خضر أحكي لينا أيام مشيتوا باريس أنت وعم عثمان حصل شنو . - يا زول من المطار ركبنا التاكسي نزلنا في الفندق كل زول سكنوه في غرفة براه أها .أنا قلعت جلابيتي علقتها في الشماعة وقعدت بالعراقي والسروال .. بس بعد شوية دق الباب فتحت لقيتها ليك بت تقول للقمرا أنزلي تحت أنا أقعد محلك وبدون مقدمات دخلت جوة الغرفة يا زوووووووووول .. يلكزه أحد الحضور بأن معهم أحد صغار السن . يرفع رأسه : خالد أمشي قول لعمتك سويلنا الجبنة . يتلكك : الجبنة ما يهدي قدامك يا عم خضر . - خلاص أمش قولهم يسوا شاي .. - الشاي ما شربناه قبل الجبنة . ينهروه بغيظ : يا ولد أمشي هسع هنا في زول قدرك ؟.أمشي أقعد مع أصحابك تحت الشجرة برة . يخرج خالد مغتاظا وتروح عليه باقي القصة ( كما راحت علينا نحن 😂😂😂😂😂😂😂) طيب ما الذي جرى الآن . ظهرت وسائل الميديا الحديثة . أول شئ أذابت هذه الفوارق والطبقات . قروبات تجمع رجال ونساء وبمختلف الأعمار . بل لا أحد يعرف أعمار من يجمعهم معه هذا القروب .. زالت التحفظات . كل شخص يقول ما يريد دون حياء من أحد . ومعظم الناس داخلين بأسماء حركية ومجهولي الهوية وهذا أعطاهم غطاء للجرأة بل قل للوقاحة في معظم الأحيان . سأعود للخوض في هذا الموضوع
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة