..: عبد الكريم عبد العزيز محمد الكابلى.. عصمت العالم..لندن. هو مزمار من مزامير داؤد..وكانه ذلك الكنار وامير البلبل..او لم يقلها امير الشعراء شوقى ..وذلك الصوت المخملى قد بزا فى تغريده زرياب المغنى واعاد عصر الرشيد وصولحان زمنه . وتوه رنين جرس معبد..اذا صدح فالليل ينزل من سراج ركابه ..ويتوسد اديم الحضرة حين ياتيه صدىء الصوت فيستحوذ على ما بقى منه من تجلد يتغلغل فيه فى انسيابات النسيم وهو يعانق الاسماع والاطفال يبتهجون ويسعد الشيوخ ويغازل الغيد الحراير..بفضح تبرج المشاعر وهى تستر افتضاح سرها بما يكشف خباياه ..فقد عبرت نبرات ذلك المغرد دواخل ما يصطفق ويضطرب ويموج ويتدافع جذره ومده بين الاندفاع والارتداد. صوت اذا اطلق ترانيمه تتغير معالم الكون ويزهر ورد الربيع ويصافح فى انسحام الطرب ربيع العمر مع خريفه الهاطل..تاتيك رواح ما فيه يسمع الطير يصمت..يسكن..ويندهش..وتغفو عيناه على وسادة ذلك الترف المزدانة الباذخة.. فى دمقس حريرها حيث يموج فيك الشجن ويحبسك الطرب فى محابس ذاتك. وتنسرب فيك عطايا صبا الامتاع تدغدقك بهمس رهيف رقيق عفيف كثير البطر..وتملا خياشيم استنشاقك. بشهق رزاز ارتعاش اذا سرى فيك فانت فى صفاء الروح تجالس القمر. ويمنحك القدر اجمل ما فيه من رطاب. الدرر..وصوت كابلى فى انطلاقته يخوض البحار ويعبر مدى الجبال يسابق ظباء الوادى وويسابق الفجر فبل السحر وفى تناغمه مثل الرحيق وعطر الاريج وصبح اغر ..يناجى فى ترحاله غبش الحس فيجلى فيه ما تراكم وتوارى خلف غمام وتدثر واستتر. فتاتيك غوانى الغيد فى محفل كهرمانها مزدانة بالعقيق وبالحرير وبالدرر وبعشق تستر ثم انفجر وتعيش عمق اللحظة السكون والنغم وشريان من بهيج تدفق..فغسلك. وكسرك.وغاب فيك واغتالك ..ثم اعتذر..وفى احتفاء ذلك يحمل الصوت فوق اثير اجنحته ويضعك على متكا الغفوة فى خدر ياخذك يمضى حيث لا همس ولا حرف يمر..الا نغمات اسحار يعزفها ذلك الصوت الغريد فى صولو ..ترديد..وزمان تحديد ويعبر بك الى فيافى لا يراها الابصار ولا يطالها البصر ..بين تجانس الصد والامتناع. .فى لوثة استغراق يفجر فيك كل رؤى الخيال .فتنفصل. وتبتعد..وترتعد..ثم تتحد عندما يبدا ذلك الصوت الغريد فى ارتخاء المتعة فى نمة الوجع..الفجيع الوجيع فى تدرج النغم الجريح يهبط ليستقر بك فى حالة يصعب ان تفسر ففد اعطاك اجمل ما فيه واخذ منك كل ما فيك وكل ماتملك فاصبحت رهينة ارتهان قيدة ما يضطرب فيك ويفتعل وينفعل ..فى طلاسم سحر ذلك الصوت المففىء المدوزن المموسق..فالارواح جرس رنين تضمن صدىء ارث مزمار داؤود..ومزامير داؤود عند كابلى متعددة ..ان تحدث اشجى وامتع وان ناقش فهو باحث عارف ومعلم..وان تحدث . .افحم ..وان كتب الشعر فالحرف فى كلمته يتكلم وان غرد..فان عصافي: كتب الشعر فالحرف فى كلمته يتكلم وان غرد..فان عصافير الجنة والرياح والامواج والهمس . ينصتون لان فى ذلك الصوت سر..الخالق العظيم به اعلم....يقف الزمان ساكنا صامتا يتعلم.. فى حضرته عندما يترنم..فهو حالة رضاء منح ممتد ومترامى فى اتساع ذلك العطاء الالهى ليسعد به الناس..فكان ولا زال هو الطرب.... كما اسعدنا واضاء عتمة ظلال ظلام شجوننا وكان رفقة سهر ليلنا الطوبل...ونحن نتجول فى عالم الريد والمحبة... فكابلى ..نسال له الصحة وطول العمر ومزيدا من الابداع . ونردد معك.. صداح يا ملك الكنار.. ويا امير البلبل.. والله معك..وبقدر ما اتحفتنا واضات مطالع زمننا ... عصمت العالم...لندن ..١٧ مايو ٢٠١٧ الساعة..٩. صباحااااا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة