هل يرحل بريق العينة ويغادرنا الى الأبد؟؟؟؟..بالطبع لأ..!
تذكرتك في رمضان الفات قبل ايام، حينما كنت اشاهد حلقة فريق (ارض السمر) عن مدائن كادقلي والدلنج ، تحديدا مدينة كادقلي وعين كــلبي الدفاقة مثل عطاءك الذي زين القرى والفرقان والمدائن الصغيرة المنسية في عرف امسودان..!
تذكرتك ، وانت متماسك ذات خروج من احد معتقلات نظام الجبهة الإسلامية الذي كان يخافك لدرجة نقلك من الدلنج الى كادقلي..ولو استطاع سبيلا كان نقلك الى طهران..!!
وقتها ، كان وجهك الوضئ باسما متماسكا ، يمتلئ يقين مبالغ فيهو، وانت تطمئننا عن صحتك (ويزعجك السؤال عن صحتك الشخصية..!!)..وتهدينا المعرفة عبر الضحكة..أي والله يا ابوي..كنت تحكي ما يضحك الناس ليتغلبوا على همومهم ومآسيهم..ويعتبروا من دروسك العميقة..!
حكيتنا، يا استاذي ،نكتة البقاري البسيط..الذي رأي عمر البشير في التلفزيون السوداني وهو يحدث الناس عن البيانات (رقم واحد) والمراسيم الدستورية.. فاستغرب البقاري وهو يقول: بالله هو ده؟..ياخي زولكم ده شوف عيني كان حايم في لوفو وكلمو ..وكان يصعد الجبل وبالقرب من عين كلبي..ولمدة تلاتة شهور..كان صاحبنا يقرا من ورقة ويقذف الأحجار في الهواء..ويتحدث عن الشعب السوداني..!!..والبقاري البسيط وقتها فهم ان الشعب السوداني هو المقصود بهذا الرجم الكثيف..!!!!!
وكان عمر البشير ، وقتها ، يذاكر البيان الأول..!!
ولازال يا استاذي وابوي وصديقي ، الشعب السوداني يـُرجم من قبل صاحبنا ، وتطور نوع الأحجار التي يقذفهم بها: ضائقة اقتصادية ، ازمة امن وسلام ، ازمة اختطاف ، ازمة تجارة بالبشر ، ازمة تجارة اعضاء البشر..والى اخره من ازمات ، سموات طباقا فوق طباق..!! اخر القذف بي حجارة صاحبنا اياه..حكاية بت اخوك الشفيع هبيلا ، اسمها فاطنة الشفيع هبيلا..بتحكي عن ناس عيونهم خضر . وكادت ان تقول: كلب سنونو صفر..!!
تذكرك الدروب الصغيرة وانت بتساهم في حل المشبوك ، الحل الذي يصعد تراثا في المشهد السوداني ، عبر خطاب الغناء ، (طيري يا قميرية وركي في الزنكية واتسنطي القضية ، الزول التحت الزنكي ، مسجون بلا قضية..وابقى ليك محامي وافشل القضية..!)..كنت تسوح بينهم وتمنعهم الإنجرار العاطفي..تمنعهم الغشامة يا استاذي..!!
وغيرها من مواقف ، حينما كنت كالسارية العاتية التي تقاوم الرياح العتية في بحار وامواج ذات مد هادر اهوج..!!..كنت الحكمة يا عزاز محمد الإمام..!!
و الأغرب ، وانت تتجول في البقاع والجغاب* والكراكير والفرقان ، لتنثر المعرفة والمحبة والأمل واليقين بجمال يوم باكر ، كنت سوداني..أي والله سوداني..!!
لم تكن رجل القبيلة (بفهم عنصري وجهوي) ، وانما كنت تعمل لأن تذهب القبيلة الى الجحيم وتنصهر في مجرى عام اسمه السودان..!!
كنت سوداني يا استاذي ، وتركت لنا ورطة ضبط المعادلة المالحة المريرة..!!
غرسك الجميل ، يا استاذنا عزاز ، لم يتوقف في دكتورة شيماء ، وفيصل (الحيرنا في دينا ودنيانا باختياراته العجيبة) ، واستاذ عبد الرحمن (المتمرد الصوفي الجيفاري ، الذي يعرف كيف ومتى يكون الإنسان حالم ، وكيف ومتى يكون الإنسان واقعي يغرس بذور الزهور والورود الجميلة من اجل غد افضل ، ونحن نتأمل ونقول: هذا البرعم من ذاك الورد الجميل)..!!
غرسك يا استاذي عزاز محمد الإمام ، ازهار وورود كثيرة للغاية..بنات واولاد..وانت تهرشهم: لا تقولوا من علمني حرفا صرت له عبدا ، وانما قولوا من علمني وردا صرت امتدادا لذاك الورد..!!!!!!!!
وانا الغارب في مجالي التيه العظيم ، ابحث عن كتف صنوك الجميلة..ست فاطنة بت بخيت ابو شوك..فقط لأسكب دمعة على كتفها ، ليس من اجل رحيلك ومثلك لا يرحل ، انما لأعتذر لها...!!
اعتذر لها عن الغياب: مرة يجيبنا في صناديق/توابيت باردة (هذا لو كنا محظوظين شوية) وعن غياب يفاجأنا بالحضور البهئ..ويزف لنا رحيل الضوء المنسرب بهدوء نحو انوار الغياب البهية..!!
اصدق التعازي لعضوية هذا المنبر: لصديقنا شمس الدين السنوسي ، صديقتنا عبير خيري ، صديقنا الصادق سلطان ، صديقنا عبد الكريم الأحمر ، صديقنا صالح عبد الرحمن صالح (تبلدينا ) ، صديقنا واستاذنا فضيلي جماع ، صديقنا محمد عبد الرحمن صالح ، صديقنا حماد الصالح ، صديقتنا حوه جديد كباشي ، صديقنا المهندس بريمة محمد ادم بلل.. صديقنا واستاذنا الليجند عبد الجليل الباشا..!!..وروح حبيبنا..كباشي الصافي ..(كانتونا ون)..!!
والتعازي موصولة لأحبابنا في حزب الأمة القومي..!!
وتعازي موصولة ، لحامد بخيت اب شوك ،حامد جاجا الضاي ، نجوى الزبير ، جدة اسماعيل ، يسرية اسماعيل، دكتور عبد الله اسماعيل ، مكي اسماعيل ، عادل اسماعيل ، سيد منوفل، حنان الضو ، مالك الضو ، الخلوق محمد الضو ، اسماعيل الإمام ،جمعة ضين ، دكتور مجذوب المهدي ، شادية الإمام ، بدور محمد خليل ، واخريات واخرين كثر..!!
والتعازي موصولة لأهلنا في مدينة الدلنج ، واهلنا الحوازمة دار نعيلة (واستاذنا عزاز كان مناهضا للقبلية و حصر الإنسان في نطاق ضيق للغاية..!!)
والتعازي موصولة لكل الدروب الصغيرة واشواكها ومنعرجاتها ، التي وطئتها اقدام استاذنا عزاز محمد الإمام..!!
كلوه يا دار اماه..!!! وهل ترحل الضياء؟
حتى لو رحل بريق العينة ، يا عبد الرحمن عزاز ، برضك ح يرجع تاني في المواسم ..لامع..ضواي..يهب الحياة لورود وزهور..وخضار اسكت ساكت خليهو..!! ويا ريتني ابقى ليهو محامي ، وافشل القضية..!! قضية الرحيل..!!!
* الجغـّاب جمع ، والمفرد جــُغب/جغــُبة ، بعرف علم الجغرافية هي الشعبة الهوائية التي تفصل بين جبلين ، بلدة الكرقل في جنوب كردفان تقع في جــُغبة ، وهي البلدة التي زارها عضو المنبر شمس الدين السنوسي كمنبع لأصوله ، وولد فيها عضو المنبر عبد الرحمن عزاز ، وزارها السياسي منير شيخ الدين ، وسرح فيها بانعامه عضو المنبر صديقنا ول ابا ادم جمال ..وعمل فيها استاذنا عزاز محمد الإمام..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة