|
Re: ازمة الخليج: منع الجزية الأمريكية وتهور ا� (Re: Kabar)
|
الأزمة التي انتابت دول الخليج ، لازالت في تصاعد ، اضافة للدول التي اعلنت عزلها لقطر(السعودية ، الأمارات ، البحرين ،مصر ، اليمن ، ليبيا ،جزر المالديف) ، فان مورتانيا اعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر ، والأردن اعلنت تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي ، والمغرب اعلنت وقف رحلات خطوطها الجوية الى قطر.. معظم الدول ، مثل فرنسا ، روسيا ، تركيا ، ايران ، السودان وغيرها اعلنت ضرورة ان تحل الأزمة في اسرع وقت ممكن وعبر الحوار دون اللجوء لمزيد من التصعيد.. لازالت اسباب تسارع هذه الأزمة غائبة عن اذهان الكثيرين ، وهناك اراء كثيرة اجتهدت في تحليل اسباب الأزمة وتسارعها ، ويبدو ان مسألة ان قطر تدعم الإسلام المتطرف وتسعى للتدخل في شئون بعض الدول لم تجد حظها من النجاح بالرغم من التداول الكثير لهذه المعلومات ، التي تزعم قطر بانها لا تقف على اثبات وبرهان قوي.. هناك رأي ، ويبدو انه من قبل بعض اهل الإسلام السياسي ، يذهب الى ان تصاعد الأمر يرجع الى تراجع قطر عن دفع الجزية الأمريكية المفروضة على دول الخليج ابان زيارة الرئيس الأمريكي ترامب الى المنطقة في الشهر الماضي، والتي كان الوعد ان تتقاسمها السعودية والأمارات وقطر..وهذا الرأي فيه بعض الحجة.. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، وابان قمة الرياض في الشهر المنصرم ، كان قد صرح بان امريكا لها علاقة صداقة مميزة مع قطر ممتدة لزمن طويل ، وان قطر وافقت على شراء معدات عسكرية (جميلة) من امريكا..اضافة لذلك فان قطر تستضيف قاعدة عسكرية قوامها العشرة الف جندي امريكا ، ويستخدمها الطيران العسكري الأمريكي لخوض حروبه في المنطقة..فلماذا يا ترى تغير موقف الرئيس الأمريكي بهذه السرعة؟..الأ يعي دونالد ترامب ، بصفته القائد الأعلي للقوات الأمريكية ، بان له جنود على الأرض وينطلقون من قاعدة قطرية؟ الموقف الأمريكي ، يعاني حالة انقسام وانشقاق واضح للغاية ، ويوضح فقر خيال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الذي اثبت انه لا يملك خيال سياسي واسع يتعامل مع الأزمة بحكمة ، لدرجة تدعو الى الشك في موقف الرئيس الأمريكي الحقيقي: فهل هو فعلا مع محاربة الإرهاب ام انه يعمل كطابور خامس للإرهاب ويريد استمراره؟.. هذه التساؤولات تجئ من الضرر الدبلوماسي الكبير(بحسب تحليل لصحيفة الغارديان الصادرة هذا الصباح) الذي تسبب فيه ترامب وبالتالي احراج دولته وحكومته.. فغرد ترامب مؤيدا للرياض في موقفها من قطر..وفي نفس الوقت احرج وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكية.. فوزارة الدفاع تنظر للأمر بانها تستخدم قاعدة العديد في حربها في افغانستان و العراق وسوريا واليمن ، وان قواتها على الأرض على مشارف مدينة الرقة لدك حصون داعش في سوريا والعراق..ولكن موقف الرئيس الأمريكي واتخاذه جانبا في الصراع الحالي والإنحياز الى طرف قد يعرض القوات الأمريكية على الأرض لخطر داهم.. وزارة الخارجية الأمريكية اجرت اتصالات مع قطر ، وهي تسعى بكل جهدها لتدارك الأمر بصورة ، على الأقل تحفظ مصالح امريكا وارواح الأمريكيين على الأرض وفي ميادين القتال.. وقد نقلت الغارديان ، اقوال بعض اهل المؤسسة الأمريكية ، زارة الدفاع ، وزارة الخارجية ، محللين واساتذة في شئون الدفاع ، وهي تستغرب من موقف الرئيس الأمريكي.. وزارة الخارجية الأمريكية ، ترى أن قطر ، بالرغم من الإتهامات العديدة ، قد ابدت حسن النية في محاربة الإرهاب واتخذت بعض الإجراءات في هذا الإتجاه. فالمحرج في الأمر بان الإدارة الأمريكية ، لديها ازمة في تعريف وتحديد المفاهيم ، فهي ترى ان قطر تدعم الإسلام (الوهابي) ، فحين أن السعودية هي منبع الفكر الوهابي ، وان لها دورها في النزاعات في المنطقة (العراق ، سوريا ، اليمن ، ليبيا..الخ)..ولكن بالرغم من ذلك نرى ان الرئيس الأمريكي يقف بجانبها ضد قطر..أليس هذا امر مثير للسؤال؟.. الإخوة السعوديين ، يكررون مرارا بان قطر تجاوزت الحد ، ومنذ العام 1995 ، ويرون انها تتدخل كثيرا في شئون الغير ، وفي نفس الوقت يتجاهلون التدخل السعودي في اليمن وسوريا وغيرها من دول المنطقة..!! اما امريكا ترامب ، فقد انكشف بؤسها وبشاعة امبرياليتها العتيقة ، فالأمر لم يعد هو دفاعا عن القيم الأمريكية التي تدعو الى قيام الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان والحرية والرفاهية ، واصبحت امريكا ترامب تكشف ببشاعة بانها تدعم الديموقراطية في امريكا فقط ، اما في الخليج وغيره فهي تدعم المصالح الأمريكية وتدعم الجزية الأمريكية التي يجب أن يدفعها البعض صاغرا ، وفوق ذلك تقاتل من يمنع الجزية..! محليا ، جيدا جدا ان استدركت الحكومة السودانية الموقف ، واختيارها للحياد تجاه هذه الأزمة ، دون الإنحياز لطرف بعينه ، ويبدو على قول المثل السوداني: الكبر حسنات ، فالحكومة السودانية التي وقفت مع العراق في بداية التسعينات كانت حكومة ليس لديها ما تخسر ، والحكومة اليوم تدرك جيدا انها ستخسر الكثير الكثير اذا حاولت اتخاذ جانب في هذه الأزمة..! المضحك ان وسائل التواصل الإجتماعي تتناقل رسالة عن الخارجية المصرية فيها تؤكد لأكثر من مرة بان مصر قاطعت قطر ، وكأنما مصر (المؤمنة) اصبحت كاليتيم في موائد اللئام ، وتستجدى قطر بان تعلن في بيان ان مصر من ضمن الدول التي قاطعتها..! ويبدو ان مصر في ورطة حقيقية وفات عليها دور الأخ الأكبر الذي يحفظ التوازن بين اعضاء المنطقة..واصبحت مثلها ومثل أي مجموعة متطرفة ، تتخذ جانب في نزاع يحتاج الحكمة والتروي والبصيرة النافذة..نعم من حق مصر ان تقاتل الأخوان المسلمين في ارضها ..ولكن ان تفضح نفسها بهذا القدر من التكالب..فهذا محزن..! السعودية ، بالرغم من جهدها الحثيث في ان تكون في دور الأخ الأكبر في المنطقة ، الإ انها فاتت عليها بعض الأمور ، فخطأ كبير ان تحصر الصراع مع ايران في اطار صراع بين العرب والفرس ، وفات على سلطانها ، بان السعودية حظيت بالإحترام لعهود طويلة لأنها لم تكن طرف في حروب بصورة مباشرة مثلما يحدث الآن، وان كانت السعودية تدين قطر بالتدخل في شئون الغير ، فعليها ان تسأل نفسها ماذا تفعل في اليمن وسوريا؟..ام تلك ولايات سعودية ونحن لا ندري؟.. هذه ازمة مفتعلة ، وهي تؤكد التشظي الكبير ، فبعد انهيار العراق ، سوريا ، اليمن ، ليبيا وتضعض مصر، الأن يحدث انهيار الخليج ، وهذا يحقق اخر الشوط في تدمير المنطقة وخلق حالة عدم الإستقرار فيها..!! صحيح ان قطر ، ومنذ استقلالها في سنة 1971 ، دولة لا تعرف الديموقراطية ، وان تغيير الحكم يتم فيها عبر الإنقلابات البيضاء..ولكن هذا لا يعني ان تفرض عليها وصاية عبر فرض نظام حكم مدعوم من دول الجوار.. سترتكب السعودية خطأ كبير لو سعت الى ذلك ، وستفقد الإحترام الى الأبد..! ولازال بالإمكان حل هذه الأزمة بواسطة دول الخليج نفسها ، دون حاجة الى الإصطفاف الهتافي غير المبرر..ومفتاح الحل بيد السعودية ، وعليها ان تضغط على نفسها وتسعى لحل يرضى كافة الأطراف..! ويبقى السؤال: هل ستنحني قطر امام العاصفة وتدفع الجزية الأمريكية ، مما يسهل لها الإستمرار فيما تفعل من دعم للإسلام المتطرف (بامر المخابرات الأمريكية)..ام ستتحدى وتنال ثمن التحدي؟.. موقف وزير الخارجية السوداني ، ابراهيم غندور ، في مصر ابان لقائه بوزير خارجية مصر ، جعل المواطن السوداني ، ولأول مرة ينظر الى السماء تدشينا لنهاية حالة الإنكسار السرمدية تجاه مصر ، وجعل كثير من السودانيين والسودانيات يأملون في غد افضل ، غد دولة تعرف معنى الندية وتفرضها على الأخرين ، وعلى الحكومة السودانية ان تستوعب هذا الأمر جيدا في تعاملها مع معطيات الواقع الإقليمي المحيط بها.. باختصار ، على الحكومة السودانية الا تنحاز لأي طرف في هذا النزاع المؤقت ، وعليها ان تلعب دور الوسيط.. فلدينا الكثير مما يمكن ان نخسر في حالة الإنحياز لأي طرف..! كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|