|
Re: اللـــوح الأخير: توهان اللوغريتم الباهت (Re: Kabar)
|
تقاسمنا صحو المدن الضياء..تقاسمنا الشوارع الباردة في مواسم الجليد.. تقاسمنا المقاهي الصغيرة..و تقاسمنا مغامرات حورية القاسم..تقاسمنا كل المغامرات..وها نحن ننتهي بعملية اغتيال الزعيم ، زعيم الثورة.. فتدعوني حورية أن نركض..ان نركض..! ونحن نركض ، نظرتُ الى الأفق الشرقي ، الشمس تخرج من خباءها..تخرج بتؤدة عجيبة ، خلف ارداف قيزان كردفان الممتلئة..وحينما انتصف قرصها ، نصف مخبأ في الظل ونصف يشرئب الى صحو السماء المفتوحة..توقفتْ حورية القاسم عن الركض ..توقفتْ تحت شجرة العرد الكبيرة الكثيفة الفروع ، شجرة استجمت فيها خيول حمدان ابوعنجة في غابر الزمان..اتكات ، حورية ، على جذعها ، وضحكتْ بصوت عالي ، ضحكتْ ضحكة خليعة للغاية لا تشبه مشهد الخوف والترصد والهروب والركض وجريمة الإغتيال ، اغتيال الزعيم ، زعيم الثورة..! خلعتْ حورية قفطانها ، خلعتْ زي التخفي الذي يرتديه الجنود في مسارح العمليات ، ثم بانت تنورتها القصيرة التي توقفت فوق الركبة بقليل..فتبدت ساقيها صولجانان من اللهيب الحارق الممتلئ الملامح..!! اخرجتْ ادوات مكياج ، لا ادري كيف استطاعتْ الإحتفاظ بها في مثل هذه الأجواء القاتلة.. ووضعت الكحل علي عينيها .. وضعت الروج الوردي الخفيف على شفتيها ، واخرجت من حقيبتها ، خنجرين ، رأيتهما لأول مرة في باريس حينما التقيتها لأول مرة ، خنجرين على احداهما ، في المقبض سكسك زاهي الألوان وحبتين من الماس جلبتهما من سيراليون ، والآخر ، عليه خرزات اكبر حجما ، وماستين جلبتهما من شرق الكنغو..!
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|