|
Re: اللـــوح الأخير: توهان اللوغريتم الباهت (Re: Kabar)
|
فعلتها حورية القاسم من قبل ، فعلتها حينما رمت بقذيفة ملتهبة على حقل (الثاقب) لإنتاج البترول في اقصى حوافي كردفان جنوبا..صحيحا ، لم تدمر كل الحقل ،وكانت تتعمد ان تحدث الأثر الطفيف ، ولكنا ، حينما عدنا الى المعسكر ، بعد مسيرة يومين ونصف اليوم ، معسكر الثورة القابع في الأحراش ، كانت الآية قد انقلبت تماما ، الآية قد انقلبت تماما..! عقدت الثورة مجلس تحقيقها الهمام ، مجلس مقتضب/قصير الأمد والكلمات/الإدانة ، والثورة لا تعدم كباش الفداء ، لا تعدم القرابين المنسية التي تقتل بمناسبة وبلا مناسبة..!! هدر الزعيم ، زعيم الثورة ، يمجد بطولة حورية القاسم التي لم تكتمل بعد..ولأنها لم تكتمل ، فلابد من البحث عن سبب الخذلان ، وسبب النقصان/الخذلان ، صبية يفع.. ثلاثة.. تتراوح اعمارهم ما بين الخامسة عشر والسابعة عشر سنة ، شُعث مغبرة جدائل شعورهم بغبار التعب ، رمت بهم الأقدار في طريق الثورة والإنتماء ، طريق الخلاص الكذوب ، رمت بهم الأقدار ليكونوا مثل الاف القرابين المنسية التعيسة..حاكموهم لأنهم هم الخونة ممن افشل خطة حورية القاسم في تفجير حقل (الثاقب) للبترول في اقصى حوافي كردفان جنوبا..ولأن الثورة لا تملك السجون ، فالأحكام هي الإعدام رميا بالرصاص..الإعدام رميا بالرصاص الذي يجعل الجوارح من نسور وصقور وآكلات لحوم البشر من الضباع والسباع ، تسعد كثيرا لأنها نالت وجبة بلا جهد..! ماتوا غرباء ، تعساء ، حزاني ، لم يجدوا حتى من يكتب نعيهم في المنبر ..!! وقتها غضبتُ ، غضبتُ على عجزي وضعفي عن قول شهادة الحق ، ومؤامرة حورية في افشال العملية برمتها ، وحورية تبتسم وتحذرني من الضعف والخذلان..وهي تهمس : اشياء كثيرة نفعلها ولا نحتاج لتبريرها الآن..!.. قلت حانقا: حتى قتل الأرواح البريئة؟ مطتْ شفتيها ، وهي تهمس : اصمت..و انظر..اصمت وانظر..! وفي خلوة استرقتها حورية من عيون عسس الثورة المغبرة الشعثاء ، تمكنت من الدخول الى المنبر ، وكانت ترسل الضحكات ، ترسل الوجوه الغامزة ، كأنما شيئا لم يكن..!! كل المسافات الغريبة ، كل الغابات الغريبة ، كل الأنهار الغريبة..نعبرها ، نتجول في بقاعها ، وحورية القاسم تفعل ما لا يحتاج الى التبرير الآن..ثم ترسل ضحكة ، مجاملة ، افراحا ، احزانا ، ترسلها خيوطا تتخاطر في المنبر ، كانما هي خطوات العذاري التي لا يهمها شيئا من امر الحياة وبؤسها..!
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|