*(سبعة عشر عاما من عمر الزمان ضاعت من عمر الشعب السودانى فى صراع فارغ المحتوى والمضمون منذ ليلة الرابع من رمضان الموافق ليوم ١٢ / ١٢ / ١٩٩٩ عندما أعلن الرئيس عمر البشير إنقلابه الثانى عندما قال بسم الله بسم الشعب وبعد التوكل على الله أعلن تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارى وحل البرلمان وهذه القرارات تعتبر إنقلاب كامل التفاصيل لا يحتمل أى سيناريو ٱخر).* فى صبيحة الرابع من رمضان حُرم رئيس البرلمان دكتور الترابى من الدخول لمبانى البرلمان وذهب صوب المنشية ومعه من معه من الإسلاميين وبقى البشير داخل القصر الجمهورى يحيطون به بعض الإسلاميين وإستبانت بعدها ملامح مفاصلة الإسلاميين وتم إدخال الترابى للمعتقل مرارا وتكرارا وتمت عملية إنشطار الإسلاميين الى ثلاثة تيارات هى المؤتمر الشعبى والمؤتمر الوطنى وحركة العدل والمساواة وتمت مطاردة عدد من المنتمين للشعبى وعلى راسهم الحاج أدم يوسف الذى هرب خارج السودان ثم عاد وأصبح نائب لرئيس الجمهورية وأعلن محمد الحسن الأمين إنسلاخه من الشعبى وخرج على الحاج مغاضبا وترك خلفه علامة إستفهام فارغة عندما قال *خلوها مستورة* أما إبراهيم السنوسى فقد خاطب طلاب الشعبى وقال لهم إنه نذر ما تبقى من عمره لإسقاط نظام عمر البشير وأنه لن يدخل القصر الجمهورى إلا إذا حمله *حمار النوم* وهاهو يدخل القصر الجمهورى ويؤدى القسم أمام من أراد أن يسقطه ويصبح مساعدا له داخل القصر الجمهورى ويوسف لبس يقضى بالسجن أكثر من عقد من عمر الزمان بالسجن ويخرج من السجن ويتم تعيينه عضوا بالمجلس الوطنى . وبعد كل هذه السنوات وهذا الصراع يعود الشعبى ويرتمى فى احضان الوطنى والسنوسى يخاطب طلاب الشعبى ويقول لهم الوطنى والشعبى حاجة واحدة وبعد سبعة عشر عاما ينتهى الصراع بهذه الصورة الدراماتكية وتتم مشاركة الشعبى فى السلطة وكأنه لم يكن شىء قد حدث . كل ما دار بين الوطنى والشعبى أس الأزمة فيه هم الإسلاميين وبعد هذا التصافى هل إنتهت القضية الحقيقية التى وقعت من أجلها المفاصلة أم أن الإسلاميين يلعبون على عقول الشعب السودانى بهذا السيناريو وهل وصل الشعبى الى ما يريد وهو المشاركة فى السلطة . نص شوكة اليوم تمر الذكرى الثامنة عشر من مفاصلة الرابع من رمضان وكأنه لم يحدث شئ بينهما فأصبحوا شركاء فى القصر والبرلمان وجميع الإسلاميين يجلسون على جماجم الشهداء وليس على كراسى السلطة والشعب السودانى ينتظر نهاية الفليم الإسلامى السودانى ويبقى السؤال هل يعتبر كل ما تم مجرد سيناريو أم أنها مفاصلة حقيقية بين الإسلاميين أم انه صراع فارغ المحتوى والمضمون وما هى الفائدة التى جناها الشعب السودانى من هذا الصراع وهذا الخلاف .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة