من المعروف بان أراضي الفشقة من أخصب الأراضي المتاخمة للحدود الإثيوبية وتبلغ مساحتها 251 كلم2 وتتميز بإنتاجها الكثيف للسمسم والذرة والقطن قصير التيلة بجانب الصمغ العربي والخضروات والفواكه على ضفاف الأنهر الثلاثة عطبرة - ستيت - باسلام - وتم توضيح الحدود على الطبيعة لتكون معلما طبيعيا بين السودان وإثيوبيا في تلك المنطقة وتنقسم الفشقة إلى قسمين :- الفشقة الكبرى : وتحد شمالاً بنهر ستيت وجنوباً ببحر باسلام وغرباً بنهر عطبرة.. الفشقة الصغرى : وهي المنطقة التي تحد شمالاً ببحر باسلام وغرباً بنهر عطبرة وشرقا بالحدود المشتركة بين السودان وأثيوبيا حيث تتخللها العديد من الجبال والخيران والمنطقة محاطة بالأنهار داخل الأراضي السودانية من كل الجوانب باستثناء خط الحدود المشترك مع أثيوبيا وهذا ما يفرض عليها العزلة التامة عن الأراضي السودانية المتاخمة لها خلال موسم فيضان هذه الأنهار .. تعود قصة الاحتلال الأثيوبي لأراضي الفشقه إلى عام 1957م عندما بدأ تسلل المزارعين الإثيوبيين للزراعة في الأراضي الواقعة ما بين جبل الكدي وشجرة الكوكة وقد حاولت سلطات الإدارة الأهلية في المنطقة المعنية تحصيل العشور منهم لكنهم رفضوا ونقلوا ذلك إلى المسئولين الإثيوبيين إلى أن تم عقد اجتماع مشترك بين المسئولين في البلدين اعترف فيه الأثيوبيون بالزراعة داخل الأراضي السودانية وطلبوا إعفاء المزارعين الأثيوبيين من دفع العشور بحجة أن ما قاموا بزراعته كان قليلاً وبطريقة بدائية ولم يتوصل الطرفان لاتفاق . عاد المزارعين الأثيوبيين في العام التالي 1958م بآليات واستعدادات كاملة للزراعة في المنطقة الواقعة بين نهري ستيت وباسلام التابعة لمجلس ريفي شمال القضارف المعروف الآن بمحلية الفشقة متجاهلين اتفاقيات الحدود بين البلدين وقد بلغت مساحة المشاريع الزراعية التي أقامها المزارعون الأثيوبيون حتى عام 1962م (300 فدان) في المنطقة الواقعة بين جبل اللكدي وحمداييت هذا فضلا عن إزالتهم لبعض معالم الحدود التقليدية التي كانت موجودة .. المرحلة الثانية للاحتلال الأثيوبي لأراضي الفشقه الصغرى قد انطلقت شرارته عام 92 م بدخول أحد المزارعين الأثيوبيين من ذوي الإمكانات الكبيرة إلى عمق المزارع السودانية بالفشقة وقام باستئجار مشروع زراعي من أحد المزارعين السودانيين ثم قام باحتلال المشروع بواسطة المليشيات والتوسع على حساب المشاريع السودانية المجاورة.. في عام 93م قامت القوات الأثيوبية باعتداء على أراضي منطقة دبلو الكيلو 15 وهي المنطقة الواقعة في تبة الخضرة جنوباً إلى مجرى نهر ستيت شمالاً وهي رقع زراعية تم مسحها وتخصيصها للمزارعين السودانيين بواسطة المساحة وهيئة الزراعة الآلية عام 89 م وتبلغ مساحتها حوالي 55 ألف فدان وقد تم استثمار حوالي ألف فدان في نفس العام وخصصت ضمن هذه المساحة حوالي 8 ألف فدان لمواطني قرية برخت الذين هم أصلاً من التقراي وقد شيدت لهم هذه القرية داخل الأراضي السودانية (حوالي 5 كيلو ) إلى حين عودتهم إلى الجوار. أسفر الاعتداء على المشاريع الزراعية من جانب القوات الأثيوبية عن فقدان لممتلكات المزارعين السودانيين وقد أدى هذا الاعتداء إلى فشل الموسم الزراعي وسحب المزارعين السودانيين من المنطقة تفاديا لأي تصعيد ومراعاة لعلاقة حسن الجوار.. في ديسمبر 2013 توصلت اجتماعات اللجنة المشتركة السودانية الإثيوبية إلى اتفاق يقضي بإعادة منطقة الفشقة الحدودية بولاية القضارف للسودان حيث يستولي مزارعون أثيوبيون على 44 كلم من أراضي المنطقة. إن أرض الفشقة في الخريطة هي ارض سودانية رسما ولكن الحقيقة تقول بغير ذلك فان الذين يستفيدون من ريع هذه الأرض هم أثيوبيين ويقصد بالفشقة الأراضي التي تقع بين عوازل طبيعية (مائية) كالأنهار والخيران والمجاري.
الحدود بين السودان وإثيوبيا هي الحدود الوحيدة بين السودان ودولة مجاورة التي تم ترسيمها وتحديدها ويعتبر هذا الاتفاق الذي تم بين الرئيسين السابقين نميري ومنقستو عام 73 م وباعتراف الجانب الإثيوبي بسودانية أراضي الفشقه ..
هل سنصل لنقطة نعجز فيها عن استرداد أراضي الفشقة المحتلة واللجوء إلي التحكيم الدولي بالرغم من الوثائق التي تثبت سودانية الفشقة وباعتراف حكومة مانقستو .. إلي متي يستمر مسلسل التفريط في أراضينا مستمرا ؟؟ لماذا تتقاعس حكومة المؤتمر اللاوطني في استرداد أراضي الفشقة هل سننتظر إن تلحق بحلايب وندخل في شد وجذب مع إثيوبيا في تبعيتها كما فعل الفراعنة في مثلث حلايب ؟؟
العنوان
الكاتب
Date
هل سيلجأ السودان للتحكيم الدولي لاسترداد أراضي الفشقة..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة